تستكمل اليوم في الرياض آخر الخطوات الاجرائية للبدء في استثمار اول مشاريع الغاز السعودية اذ يوقع وزير البترول والثروة المعدنية السعودي المهندس علي النعيمي مساءً الاتفاق بصيغته النهائية مع تجمع شركات "شل العالمية" و"توتال فينا الف" الفرنسية و"ارامكو" السعودية، وذلك بعد أربعة ايام من موافقة مجلس الوزراء السعودي على تفويض الوزير بالتوقيع على هذا الاتفاق. وكانت الحكومة السعودية والشركات الثلاث وقعت الإتفاق بالأحرف الاولى في تموز يوليو الماضي. كما قدمت هذه الشركات الشهر الماضي موافقتها عليه، واستكملت اجراءات الموافقة السعودية عبر مجلس الشورى اولاً ثم مجلس الوزراء في جلسته الاخيرة. وذكر بيان أصدره مكتب الوزير النعيمي ان الاتفاق يتضمن التنقيب عن الغاز غير المصاحب وتقويم وتطوير وإنتاج الغاز الطبيعي وسوائله ومكثفات الحقل في منطقتين تقعان في جنوب الربع الخالي تبلغ مساحتهما الإجمالية 210 الاف كيلومتر مربع. وأضاف أن الاتفاق يمنح الشركات مدة إنتاج مقدارها 25 سنة، كما توقع أن تبدأ أعمال التنقيب خلال الاسابيع المقبلة على أن تعقبها أعمال إنشاء المرافق اللازمة في الحقل، الذي قدرت مصادر اقتصادية حجم الاستثمارات فيه ببليوني دولار. وإعتبر الوزير النعيمي اتفاق اليوم بمثابة خطوة اولى من المتوقع أن تعقبها خطوات خلال الأشهر المقبلة لتقديم مناطق إمتياز جديدة ما سيفتح الباب واسعاً امام المزيد من الاستثمارات الاخرى في هذا المجال، وذلك في إطارالمبادرة التي أطلقها ولي العهد السعودي الامير عبدالله بن عبدالعزيز لفتح مجال إستكشاف الغاز وانتاجه في السعودية أمام الاستثمار العالمي. وكانت السعودية خاضت مفاوضات مراثونية مع عشر شركات نفط عالمية عملاقة على ثلاثة مشاريع ضخمة كان أحدها مشروع الربع الخالي قبل أن تغير آلية الاتفاقات حول هذه المشاريع وتعيد تجزئة اثنين منها الى ثلاثة مشاريع تتراوح مساحتها بين ثلاثين وخمسين الف كيلومتر مربع تم عرضها في ندوة في لندن في تموز الماضي ولا تزال المفاوضات جارية في شأنها حتى الآن.