قال وزير النفط السعودي علي النعيمي ان بلاده عوضت استهلاكها من الغاز في الأعوام الماضية ورفعت احتياطها من الغاز الطبيعي الى نحو 220 ترليون قدم مكعبة "واصبحت رابع اكبر دولة في العالم لجهة احتياطات الغاز، كما تجدر الاشارة الى ان المملكة العربية السعودية تعتبر واحدة من اكبر عشر دول في العالم في انتاج الغاز الطبيعي". واضاف النعيمي في كلمة ألقاها أمس في "ندوة الاستثمار لتنمية المدينةالمنورة" التي تعقد حاليا في المدينة بعنوان "الغاز الطبيعي والنمو الاقتصادي للمملكة" ان متوسط الاستهلاك اليومي من الغاز في السعودية يبلغ 3.4 بليون قدم مكعبة "ويفوق معدل استهلاك الفرد من الغاز كمصدر للطاقة في السعودية بعض الدول الصناعية مثل بريطانيا والمانيا. واضافة الى ذلك فان شركة ارامكو السعودية تحتل المرتبة السابعة في العالم في انتاج الغاز". واكد ان بلاده "تسعى الى بناء شراكة وتحالفات متينة مع الشركات العالمية المتخصصة وجذب الاستثمارات الأجنبية وبناء صناعات متكاملة بدءاً من اكتشاف الغاز واستخراجه وانتهاء بالاستخدام الأمثل لهذا المصدر الحيوي والذي يشمل توليد الطاقة الكهربائية وتحلية المياه والصناعات البتروكيماوية. والهدف هنا هو زيادة نمو الناتج المحلي وتنويع القاعدة الاقتصادية وجذب الإستثمارات العالمية". واستعرض النعيمي مراحل صناعة الغاز في السعودية معتبراً أن المرحلة الحالية الخاصة بجذب الاستثمارات الاجنبية هي المرحلة الخامسة التي بدأت تأخذ جانبها التنفيذي من خلال طرح ثلاثة مشاريع رئيسية للاستثمار الأجنبي في مجال الغاز استكشافاً وإنتاجاً ومعالجة، مع ربط هذه العمليات الأولية بالعمليات اللاحقة التي تحتاجها السعودية والتي تشمل الصناعات البتروكيماوية وتوليد الكهرباء وتحلية المياه. وتشمل المشاريع الثلاثة منطقة جنوب حقل الغوار ومنطقة الشيبة/ الكدن في الربع الخالي ومنطقة شمال البحر الأحمر "وهي جميعها مناطق ذات تكوين جيولوجي واعد لجهة امكان توافر الغاز بأنواعه كافة وبكميات تجارية. وتبلغ المساحة الكلية لهذه المناطق أكثر من 440 ألف كيلومتر مربع ما يجعلها من أكبر المناطق المطروحة في العالم للاستثمارات الهيدروكربونية". وعن منطقة المدينةالمنورة قال النعيمي انه ستتم تغذيتها بالغاز الجاف من المنطقة الشرقية "فالعمل يجري الآن ومنذ أكثر من عام لنقل الغاز من شدقم وهي أحد مواقع تجميع الغاز في شرق المملكة إلى ينبع من خلال خط أنابيب يصل طوله إلى 1200 كيلومتر تقريباً. وعند الانتهاء من هذا المشروع في أواخر سنة 2003 يتوقع أن ينقل نحو 300 مليون قدم مكعبة من الغاز يومياً كما انه في الإمكان توسعة طاقة نقله المستقبلية لتصل إلى بليون قدم مكعبة يومياً عندما تدعو الحاجة". وسوف يؤدي وصول الغاز الجاف إلى ينبع وفقاً للنعيمي إلى إحلاله محل غاز الإيثان كوقود وتخصيص غاز الإيثان لاستخدامه كلقيم لمصانع البتروكيماويات ولسد حاجات المشاريع الصناعية الجديدة من الوقود اذ يجري الآن تخصيص الغاز الجاف لثلاثة مشاريع صناعية جديدة في ينبع .