إننا - أقول بالأصالة عن نفسي والنيابة عن امتي - ننظر بعطف وأمل نحو حركة مقتدى الصدر التي لم تجد لها الصحافة اسماً، وعجز المراقبون السياسيون عن ان يكتشفوا هويتها. وأنا أسميها بكل ثقة "حركة الجهل فوق جهل الجاهلين". لهذا فإن البطل علي بابا قد تجرأ عليه، لأنه خارج الحماية الأميركية. فرفع في وجهه السلاح، وحاول نزع الزعامة الشيعية عنه، لأنه بلا حماية استعمارية. فمقتدى الصغير، وإن كان ليس ذكياً ولا عميقاً ولا مثقفاً، فهو يتمتع بشيء من الخبث، والتعصب الطائفي، ويقود حركته، التي نتمنى لها التوفيق لأنها فوق جهل الجاهلين الكبار. من جهل الجاهلين الكبار ان يختار الاحتلال شركاءه وحلفاءه من الأكراد الذين يطالبون بدولة كردية من العراق الى تركيا. ولا يوجد حتى جاهل، مثل بوش يوافقهم على اقتطاع ثلث ايران ونسب عالية من اراضي سورية ولبنان وتركيا والبقية تأتي. لأن من المستحيل تكرار مأساة فلسطين مرة اخرى، ولأن الأكراد نسوا ان الغالبية الصامتة المقهورة تحت زعامة الحزبين الكرديين هم من المسلمين السنّة، وليسوا صهاينة او اوروبيين حتى تقف معهم اميركا وأوروبا، كما تقفان مع اسرائيل التي يقودها ممثلو الرأسمالية العالمية الاستعمارية، شركاء وحلفاء المسيطرين على الاقتصاد والإعلام. والكردي هو جزء من الثقافة العربية الإسلامية، نسي دعاة الدولة الكردية ان الاستعمار الجديد هو ضد "الإرهاب" مثل الإسلام والثقافة الإسلامية. إن البرزاني والطالباني يستطيعان قيادة الأكراد بواسطة التعصب العرقي والحقد العنصري، ولكنهما سيفقدان الشعب الكردي الشرقي المسلم إذا حاربا الإسلام، ومنعا مدارس القرآن، واضطهدا علماء الدين. خصوصاً ان فريقاً من الأكراد كون "الأنصار" و"الدعوة"، اي ان الإسلام الكردي يحمل في اعماقه الأخوة الإسلامية. بيروت - رضية احسان الله