خرجت الامبراطورة السابقة فرح ديبا بهلوي عن صمت التزمته منذ وفاة زوجها شاه ايران محمد رضا بهلوي في المنفى في القاهرة عام 1980، وصدر لها في فرنسا اخيراً كتاب عن دار نشر "اكس او" ضمّنته مذكّراتها ليكون بمثابة تحية لذكرى زوجها الراحل وما قام به من اجل تحديث بلاده، وتروي فيه مسيرتها من حياة القصور على غرار الف ليلة وليلة الى المنفى والمذلّة. تبدأ الامبراطورة الايرانية السابقة كتابها برواية مراحل طفولتها في ايران ثم صباها مع والدتها التي أخفت عنها نبأ وفاة والدها لسنوات عدة. وتستعرض السنوات التي امضتها في درس الهندسة المعمارية في باريس، حيث التقت الشاه للمرة الاولى في مقر السفارة الايرانية، خلال زيارة قام بها لفرنسا للقاء الرئيس شارل ديغول. وتقول انها عادت والتقت الشاه مجدداً في طهران في منزل ابنته شهناز، المتزوجة من اردشير زاهدي، الذي استقبل فرح ديبا برفقة عمها، اذ كانت تسعى وقتها الى الحصول على منحة لتمويل دراستها في باريس. وتتناول الامبراطورة السنوات السعيدة التي امضتها الى جانب الشاه بعد زواجهما وولادة اولادها رضا ولي العهد وفرحناز وعلي رضا وليلى. وتستعيد بالذاكرة قصصاً طريفة تعود الى سنوات الدراسة في فرنسا عندما كانت الصحافة تكتب ان الشاه يبحث عن زوجة تنجب له ولداً بعد طلاقه من ثريا، فكان زملاؤها يمازحونها بالقول: "لما لا يتزوجك فتصبحين ملكة وتوجهين لنا دعوة لزيارة ايران؟". وتذكر ان صديقة أفغانية قدمت اليها بطاقة ما زالت تحتفظ بها، كتبت عليها: "فرح ديبا - فرح بهلوي". وتصف ديبا في كتابها تاريخ حكم الشاه في ايران، رافعة عنه اي خطأ في ادائه للحكم، محمّلة هذه الاخطاء لاوساطه او لبعض المسؤولين في "السافاك" الذين أخفوا عنه اموراً عدة. وتتطرق الى حقبة مرض الشاه سنة 1973 والذي لم تعلم به الا بعد سنتين عندما كشف لها احد البروفيسور الفرنسي الشهير فلاتدران ان زوجها مصاب بسرطان الدم. وتذكر ان كلمة "سرطان" أُخفيت عن الشاه واستُبدلت بها كلمة مرض فالونستروم لتجنيبه سماع اسم المرض الخبيث. وتتوقف عند كيفية احجام العالم بأسره بما فيه ادارة الرئيس الاميركي جيمي كارتر عن استقبال الشاه باستثناء مصر ورئيسها انور السادات وزوجته اللذين استقبلوه بشجاعة، مؤكدة انها مليئة بالعرفان للشعب المصري وللرئيس المصري الحالي وزوجته. وتذكر فرح ديبا في كتابها انه عندما أراد الإمام الخميني الدخول الى فرنسا، عملت السلطات الفرنسية على استيضاح موقف الشاه الذي ابدى موافقته على الامر معتبراً ان من الافضل ان يقيم الخميني في بلد مثل فرنسا بدلاً من ان ينتقل الى بلد مثل ليبيا او الجزائر. والكتاب الذي صدر بالفرنسية سيصدر قريباً بالفارسية، وتخصص فرح ديبا جزءاً منه لولي العهد رضا بهلوي وزوجته ياسمينا وابنتيهما نور وايمان، وتتحدث عن ابنتها فرحناز الحائزة على شهادة في علم النفس من جامعة كولومبيا. كما تتحدث عن ابنها الاصغر علي رضا الحائز على شهادة في الموسيقى من جامعة برنستون، وعن الالم العميق الذي تعيشه منذ وفاة ابنتها ليلى عن 31 سنة في لندن في حزيران يونيو 2001، مفضلة عدم الكلام في هذا الشأن لأن الذكرى تسبب لها ألماً كبيراً. "الحياة" التقت فرح ديبا في شقة احدى صديقاتها في باريس، وسألتها عن الانطباع الذي يثيره كتابها ومفاده انه لو ان الشاه لم يقرر مغادرة ايران لكان ذلك غيّر مجريات الاحداث. فقالت: "اعتقد انه لا بد من العودة الى الاوضاع التي سادت في ذلك الوقت، والضغوط المكثفة التي مورست من الخارج على النظام الملكي ومن الداخل على الملك". اضافت: "كان هناك نوع من الهستيريا الجماعية فحتى الذين لم يكونوا متدينين كانوا على قناعة بأن الخميني سينقذهم ويحررهم". وأعربت عن اعتقادها بأن الشاه غادر ايران معتقداً ان الاوضاع ستهدأ وانها لا تعتقد ان بقاءه في ظل الاوضاع التي كانت سائدة كان يمكن ان يغيّر الامور. وعن احتمال عودة ابنها رضا بهلوي ملكاً لايران قالت ان "من الصعب جداً توقع ذلك الآن. لكن املي كبير في ان يعود ملكاً دستورياً، فالشباب يريدونه ويطلبونه".