تألقت الفنانة سوزان نجم الدين منذ الظهور الأول لها علD الشاشة الصغيرة ولفتت الأنظار بزيها البدوي وفروسيتها في أعمال بدوية لاقت رواجاً واسعاً في الأوساط الشعبية. ثم تنقلت في كل أنواع الدراما التلفزيونية السورية، وعملت مع عدد من المخرجين السوريين واستطاعت أن تثبت معهم جميعاً حضوراً متميزاً. كما شاركت في الأعمال السورية الضخمة ك"نهاية رجل شجاع" و"الثريا" و"الكواسر" و"خان الحرير" وصولاً في نهاية المطاف الى "صلاح الدين" و"حنين" واستطاعت في كل هذه الأعمال أن تبرز كنجمة متميزة ذات حضور. معها كان هذا الحوار: تمثلين حالياً في مسلسلين ضخمين من الأعمال التاريخية، حدثينا عن دورك في كل منهما؟ - في مسلسل "الحجاج" دوري هو امرأته التي تزوجته خوفاً على الوضع السياسي، لكنها تبطن هذا الشيء وتعض على جرحها، فالحجاج ليس الرجل المناسب كزوج ولكن كرمى لشيء تهون أشياء. وتكتشف خلال زواجها منه أنه إنسان دموي جداً وليس لديه أحد. رقبته تحت السيف من قريب أو من بعيد. وهو ليس لديه احترام للقربى أو لشيخ أو لكبير، فالذي يريده يعمله والذي يساهم في نجاح حياته السياسية يقوم به ولو على حساب أي شيء آخر. وعند اكتشافها هذا الأمر تواجهه به وتصل الى مرحلة تطلب فيها الطلاق. أما في مسلسل "أبو زيد الهلالي" فدوري هو الأميرة الجازية وهي صاحبة رأي وحكمة ورؤية بعيدة في العمل وصاحبة حنكة، إضافة الى أنها قوية الشخصية ولها رأي لدى قومها الذين لا يفعلون شيئاً إلا إذا استشاروها. ودائماً هي في مجالس الرجال تشاطرهم الحكم. تمر الشخصية بانفعالات كثيرة ومراحل متعددة صعبة جداً. وهذا الدور جديد بالنسبة إليّ وأحاول أن أعطيه حقه. "كانت موضة" لنتحدث عن مسيرتك الفنية: أنت في بداية ظهورك على الساحة الفنية قدمت أعمالاً بدوية، فكيف تنظرين الى هذه الأعمال حالياً بعدما قدمت الى المشاهد أعمالاً جيدة؟ - كانت موضة وكان لها وقتها، مثل موضة التاريخي الآن وموضة المعاصر أو الكوميدي. لكن كل عمل له نكهته وجماله وقسوته. يعني ذلك ان الأدوار التي قمت بها كنت مقتنعة بها تماماً؟ - لم أعمل شيئاً في حياتي لم أكن مقتنعة به. كل أعمالك جادة لكنك قدمت مسلسلاً كوميدياً واحداً هو "فرصة العمر" لماذا هذه الندرة في أعمالك الكوميدية إذا كنت ترين أن عندك القدرة على القيام بها وكيف ترين المستوى في هذا العمل بالتحديد؟ - الحقيقة أنا مقلة في كل الأعمال وليس في الكوميدية فقط، لكن الأعمال الكوميدية تكون حساسة أكثر من الأعمال التراجيدية، ويجب أن تكون فيها صفات معينة: غير مبتذلة، غير هزيلة، ويجب أن تحمل مضمون قضية ويجب في الوقت نفسه أن تجعل المشاهد يبتسم إذا لم يضحك. وكذلك هناك إيصال الفكرة في شكل لين ومرن وليس بقسوة. وهذه هي وظيفة الكوميديا، ومسلسل "فرصة العمر" كانت فيه هذه الصفات مجتمعة وهو عمل هادف، كل حلقة تتحدث عن قضية مهمة وفي الوقت نفسه كان الأسلوب سلساً نوعاً ما... عرض عليَّ الكثير من الأعمال الكوميدية. النص الوحيد الذي وجدته مقبولاً كتجربة كوميدية كان "فرصة العمر"... والكوميديا تحتاج أيضاً الى ظرف ومناخ صحيحين للعمل لكي يرتاح الممثل ويعمل في شكل سليم، وتحتاج الى مخرج يفهم في الكوميديا ويعرف كيفية نقلها الى الناس. وأستطيع القول ان العناصر غير مكتملة في عمل آخر. وأتمنى أن أعمل مسلسلاً آخر يحقق هذه الشروط كلها مع بعضها. تقويم التجربة كيف تقومين تجربتك الخاصة حتى الآن؟ ماذا فعلت؟ ماذا قدمت لنفسك وماذا قدمت للجمهور؟ وكم بقي لك لتنجزي شيئاً كنت تطمحين له؟ - أستطيع القول ان طموحي كبير، لكنه أكبر من الواقع الفني الموجود، وهذا يصنع تعباً وقلقاً نفسياً. وتوتراً، وظلت حالي هكذا الى أن عملت مصالحة بين الواقع والطموح. وأستطيع بعد المصالحة أن أقول انني حققت الاسم الذي أريده، وكل اسم يتميز بشيء معين، والشيء الذي أريد أن يقال عن النجمة سوزان نجم الدين يقال وأتمنى أن تكون لي صورة خاصة عند الناس وأنا أتعب عليها حتى تحافظ على احترام الناس والجمهور والزملاء. ولدي الكثير الذي لم أعمله والكثير في داخلي لم يخرج بعد، لكنني أسير على الطريق الصحيح وهذا أهم شيء.