تعودنا قبل سنوات طوال على تواجد الفنانتين الكبيرتين سعاد عبدالله وحياة الفهد الى جانب بعضهما في العديد من الأعمال الدرامية والمسرحيات التي حازت على اعجاب الجمهور واستطاعت انتزاع البسمة من شفاههم في كل مكان.. تاريخ طويل من الأعمال الناجحة والتي اعتاد عليها المشاهد الخليجي، ومن خلالها استطاعت سعاد وحياة التواصل معنا من خلال الحضور الدائم وان تحققا نجاحا منقطع النظيرمن خلال (خالتي قماشة) و(على الدنيا السلام) و(خرج ولم يعد) بل وكونتا ثنائيا خليجيا ناجحا مثل مريم الغضبان ومريم الصالح وغانم الصالح وخالد النفيسي وغيرهم. كانوا يمنحوننا الثقة والأمل ويضفون على الأجتماع العائلي ابتسامات وضحكات صاخبة تملأ قلوبنا بالتقديرلهم والامتنان. ترى ماذا حدث لحياة الفهد وسعاد العبدالله في هذا الوقت؟ لماذا لم يعودوا الينا من خلال مسلسل كوميدي جديد؟ لماذا لم ينجحوا حتى الان في ايجاد أي فكرة أو أي عمل يوازي ويعيد لنا لو قليلا ذكريات تلك المسلسلات الكوميديه؟ ماهي أسباب الجفاء الواضح بينهم، وهم من زمن الفن الجميل والاحساس الصادق والشعور بالجماهير ومايطلبونه في كل وقت. لعلي سأستعرض قليلا من خلال متابعتي لأعمال النجمتين في السنوات الأخيرة تلك القسوة الواضحة على الجمهور، وتلك الأنانية المفرطة لديهم، وكيف سمحوا لأنفسهم الابتعاد عنا في هذا الوقت وفي زمن الانكسار الفني والهبوط السريع. الم يعد يحتمل العمل الدرامي الضعيف المستوى المقدم في رمضان أو في أي وقت اسم (حياة وسعاد) ام ان الوقت والزمن لم يعد مساعدا لهما في تقديم دراما جيدة كما ان الأفكار مازالت موجودة فلم تنته عند موت طارق عثمان أو عبدالأمير عيسى.. مازالت هناك افكار كثيرة لم تطرق ولابأس ان راعى فيها الكاتب مسألة الزمن والسن فما المانع مثلا ان تقدما عملا كوميديا تجتمعان فيه من جديد كفكرة ان تكونا ضرتين أو ان تكونا جارتين تحبان الفضول ومعرفة مايفعله الآخر في الخفاء اين تلك المقالب الكوميدية أو تلك الابتسامة الصادقة في العمل؟ اين المعالجة الحقيقية للكثير من القضايا بأسلوب ساخر ومحبب. اتجهت الفنانة سعاد عبدالله في الفترة الأخيرة الى تقديم الأدوار التراجيدية المملة وآخرها تلك الخزعبلات والأفكار السطحية التي تتم معالجتها في مسلسل (صحوة زمن) وتابعنا ايضا العام الماضي دورها البائس في مسلسل (بعد الشتات)، لم تعد سعاد عبدالله تلك الفتاة الجميلة المزعجة والتي تصنع المفاجآت في كل مشهد لم يعد لديها الحماس الواضح لتقديم عمل يليق بسمعتها العطرة وذكرياتها الفنية التي اصبحت ذكرياتنا فيما بعد. انصرفت لدور الأم وكأنها تحاول اقناع نفسها والجمهور بأن هذه الادوار هي التي تليق بمكانتها الآن ولعلها تسير في نفس التيار الذي سارت فيه كل من فاتن حمامة وسميرة احمد ونبيلة عبيد واستمعنا وشاهدنا الكثير من الكلام الذي يقال في أي مسلسل درامي تراجيدي من نوع (الدموع في كل مشهد).. شاهدناها في مسلسل ياخوي ويالفظاعة هذا العمل. كان من الطبيعي ان تقوم بالدور وبأقتدار الفنانة طيف وتبدع فيه أو سعاد علي أو فاطمة الحوسني أو غيرها من فنانات الصف الثالث. اما في هذا العام فقد حاول اولاد المنصور اخراج سعاد عبدالله من دور الام الرحومة ووضعوها في دور تقدمه لأول مرة وهي شخصية الام المتسلطة وصاحبة الفكر المتعصب وعبثا حاول ابناء المنصور، لقد وضعوها في صحراء جرداء بعيدة عن مانحب نحن ان تقدمه لنا في هذه الفترة بالذات وزادت الفجوة بيننا وبين ذكرياتنا الجميلة وسعادنا الغالية. هي تعرف تماما ان زينب العسكري تقف لها في المرصاد في كل عمل لذلك لم نرها تقترب من حدود سندريلا الخليج حتى الان ولم تطرح - سعاد عبدالله - اسمها في أي عمل تقوم ببطولته. ونحن نعرف تماما ان هناك الكثير من الأفكار التي تليق بالنجمة سعاد عبدالله لعلها تعيد لنا طرافتها وبساطتها في تقديم فكرة غير مصطنعة وفي دور مقنع وليس كما نشاهد حاليا. أما حياة الفهد أو (ام سوزان)، فقد برزت كثيرا في شخصية السيدة العجوز وقدمت ادوار الأم وهي مازالت في ريعان الشباب اجادت في مسلسل (خالتي قماشه) حتى ان الجماهيرالى الان مازالت تطالب برؤية المسلسل ومسلسل (على الدنيا السلام) و (الى ابي وامي مع التحية). انصرفت حياة الفهد إلى تقديم ادوار الام تماما كما فعلت رفيقة دربها مع اجادة الدور بقليل من الذكاء وفي استخدام بعض الطرافة في بعض المشاهد، حياة لم تحقق ذلك التوازن الصحيح ولكنها حاولت ان ترسم الابتسامة على شفاه الجماهير لو في مشهد أو مشهدين. حياة بشكلها الكوميدي تجيد ايضا وباقتدار انتزاع الدموع من عيون المشاهدين وهي الأصدق في تقديم الدور المؤثر حتى الآن وتتفوق كثيرا على نظيرتها سعاد عبدالله في هذه النقطة، لكننا نريدها ايضا ان تقدم لنا شيئا من الكوميديا، فما بال جميع المسلسلات الرمضانية والتيتنتج في كل عام تقدم لنا كما كبيرا من الحزن الا يكفينا مانحن فيه من آلام وجراح. لكننا قد نرضى بالواقع قليلا عندما نرى كل فنان كبير مثل غانم الصالح أو خالد النفيسي أو سعاد عبدالله وحياة الفهد وقد استحوذ كل فرد منهم على تقديم بطولة مسلسل في رمضان ليبرز لنا (عضلاته) ولكي يصدق الناس والجمهوران مازال لديه القدرة على العطاء حتى لو كان هناك خالد البريكي أو مشاري البلام أو زينب العسكري أو إلهام الفضالة وغيرهم من نجوم اليوم وكي لايكون هناك أي تفكير بأن كل هؤلاء الكبار اصبحوا من زمرة (النجوم الآفلة).