يعتبر الفنان عبدالمحسن النمر أكثر الفنانين السعوديين مشاركة في الأعمال الخليجية الأخرى، فهو يعتبر سفير الممثلين السعوديين خليجياً. وأكد النمر في حديث مطول ل»الشرق» أن الأعمال الكوميدية المطروحة حالياً تميل إلى التهريج أكثر، وبعيدة عن الكوميديا الجميلة المحببة للمشاهد، مشيراً إلى أنه قدم أعمالاً كوميدية، ولكن بالقالب الذي يجد نفسه خلاله، كما أكد أنه يرفض كل الأعمال التي تدعو إلى الإسفاف والابتذال، ويمنع عائلته من متابعتها، موضحاً أن التلفزيون ضيف في كل بيت، ويحرص على أن يقدم من خلاله كل ما يليق بمتابعيه من أفراد أي عائلة خليجية وعربية. كل ذلك وأكثر في ثنايا هذا الحوار: * بداية، حدثنا عن مشاركتك في مسلسل «لعبة الشيطان»؟ - المسلسل درامي اجتماعي يتحدث عن صراع الخير والشر، بشكل أرى أنه مختلف عن السائد من الأعمال الدرامية، حيث يحتوي على خطوط عدة، ومفارقات اجتماعية كثيرة. * ماذا عن الشخصية التي تجسدها في العمل؟ - أجسد شخصيتين، وهما «توأمان» متشابهان تماماً، ولكن مختلفان في الطباع والأفكار. وتقدم بأسلوب مختلف نوعاً عما قدم من شخصيات التوائم، وهذا يعود إلى حبكة الكاتب محمد الطويان في تصوير هاتين الشخصيتين. * مسلسل «لعبة الشيطان» يشرف عليه إخراجياً المخرج السعودي الشاب سمير عارف. كيف ترى تجربته الإخراجية؟ - أولاً أحب أن أهنئ أخي الصغير سمير عارف على ما قدمه من أعمال، والتي أثمرت نضجاً إخراجياً مبكراً، برؤى شبابية جديدة، وهذا يحسب له. كما أشيد بمؤسسة «جديرة» التي منحت الثقة الكاملة للكوادر الشبابية، ومنحتها الفرصة لتقديم ما لديها من أفكار جديدة، وأتمنى للجميع التوفيق في هذا العمل، وغيره من الأعمال في الأيام المقبلة. * يلاحظ غيابك عن المشاركة في الأعمال التي تنتجها بعض الشركات. ما دواعي ذلك؟ - لا أتعمد ذلك حقيقة، ولكن بعض النصوص لا تناسبني نهائياً، ولهذا أعتذر عن المشاركة، وهذا ما يعطي الانطباع لدى بعض الناس بوجود خلافات مع القائمين عليها. * ماذا عن مؤسسة «جديرة» للإنتاج الفني؟ - لا أريد أن يفهم من كلامي أنني أحابي مؤسسة «جديرة»، ولكن كلمة حق يجب أن تقال تكاد تكون مؤسسة الإنتاج الوحيدة التي تقدم أعمالاً تعكس مجتمعنا بإيجابياته وسلبياته، وبصورة جميلة ومحببة للمشاهد، ولست أنا وحدي من يقول ذلك، فكل من شارك في أعمال هذه المؤسسة شاهد على ما أقول، وأنا أهنئ خالد المسيند على مهنيته العالية، وفكره الراقي في عملية الإنتاج المتزن البعيد كل البعد عن الإسفاف والابتذال. * دائماً ما نشاهد الفنان عبدالمحسن النمر في الأعمال الخليجية بكثرة، بعكس الأعمال المحلية. ما الأسباب في ذلك؟ - حقيقة لا توجد أسباب معينة، ولكن عندما تعرض علي أعمال أجد نفسي من خلالها كممثل، فأنا أرحب بذلك، خصوصاً أن الممثل لديه رسالة يجب أن يوصلها بشكل سليم للمتلقي. * أفهم من كلامك أنك لا تجد نفسك في الأعمال المحلية، أم ماذا؟ - ليست بهذا الشكل، ولكن ربما أن السواد الأعظم من أعمالنا السعودية يميل إلى الكوميديا بشكل كبير، وأنا لا أجد نفسي في ما يقدم من طرح كوميدي سعودي. * هل معنى ذلك أنك لا تحبذ الكوميديا؟ - لا أقصد ذلك إطلاقاً، وما أود قوله هو أن الطرح الكوميدي الحالي لا يناسبني، وأما الكوميديا البعيدة عن مسألة التهريج فأنا قدمتها، ومن شاهد مسلسل «مجاديف الأمل» وجد بأنني قدمت شخصية كوميدية ملعوبة بشكل صحيح، بعيداً عن الكركترات المخترعة. * المتابع للفنان عبدالمحسن النمر يجده بعيداً عن دور البطولة المطلقة في جميع أعماله. ما السر في ذلك؟ - ليست هناك أسرار، ولكن أنا بطبعي لا أؤمن بمسألة البطولة المطلقة، فالعمل الدرامي عمل جماعي تكاملي، والبطولة قد تكون جماعية متى ما رسم لكل شخصية خط تتميز به، وهذه قناعة لدي. * عرض عليك المشاركة في مسلسل «هوامير الصحراء»، الذي يصور حالياً، ورفضت. ما الأسباب؟ - القائمون على المسلسل أشخاص أجلهم وأقدرهم، وهم أصدقاء أعزاء، ولكنني لا أرى شخصية عبدالمحسن النمر في العمل، كما أنني لا أميل إلى هذه النوعية من الأعمال. * شهد مسلسل «توق» الذي كنت أحد أبطاله عدداً من الانتقادات، فما تعليقك؟ - «توق» عمل صور الشخصية البدوية بواقعها وبحذافيرها، كما أن العمل نخبوي، وهو رواية للأمير بدر بن عبدالمحسن، الذي يمتاز بالعمق في كتاباته، وأرى أنه رجل سبق زمانه بكل نتاجه الأدبي والشعري، ولهذا فالعمل لم يصل مضمونه إلا للنخبة فقط، ولو عرض علي مرة ثانية لقبلت به دون تردد. * لوحظ على الأعمال الخليجية بشكل عام اتخاذ خط جديد خلال الأعوام الخمسة الأخيرة بحجة الجراءة، فما تعليقك حول ذلك؟ - مع الأسف، بعض المنتجين فهم الجرأة بشكل خاطئ. هناك جرأة مقننة تهدف إلى تلمس بعض القضايا بشكل منطقي ومقبول للعين والأذن، وهناك «وقاحة» تقدم تحت مسمى الجرأة. * لكل ممثل مرحلة تعتبر نقلة نوعية له طوال مسيرته الفنية، فما هي المراحل التي كانت نقطة تحول في مسيرة الفنان عبدالمحسن النمر؟ - هذا أمر طبيعي، وتكاد تكون نقاط التحول والنقلة النوعية في مسيرتي كثيرة، ولكن خلال الثلاث سنوات الأخيرة تعتبر أهم مرحلة من خلال مشاركتي في مسلسل «توق»، وقبل ذلك في «فنجان الدم»، و»عرس الدم». * هل ترى أن الممثل المنتج سبب في عدم تقدم الدراما في الخليج، أم ماذا؟ - لا، ليس بالضرورة، فهناك ممثلون منتجون قدموا أعمالاً في غاية الروعة، ولكن يجب مراعاة ما تقدمه كمنتج من أعمال بعيداً عن الأنانية، وأنا أنتجت عدداً من الأعمال لم أشارك فيها، وكذلك مسلسل «مجاديف الأمل»، الذي لم أشارك خلاله إلا في 15 حلقة فقط، وهذا يعود إلى وعي المنتج الممثل واستيعابه لكل الطاقم التمثيلي الموجود إلى جانبه في العمل. * سبق أن خضت تجربة التقديم في برنامج المسابقات «القرار»، الذي عرض على شاشة «إم بي سي» في فترة سابقة. هل لديك نية في إعادة التجربة؟ - أنا لا أعتبره تقديماً بقدر ما كان تمثيلا في تقمص شخصية في البرنامج، وحظي بأصداء جيدة وقت عرضه، وأرى أنني لم أخض تجربة التقديم حتى الآن.