انتقد زعيم حزب المؤتمر الشعبي السوداني المعارض الدكتور حسن الترابي ضعف تمثيل ابناء غرب البلاد وجنوبها في السلطة ووصفه بأنه "ديكوري"، مؤكداً انه لن يلتفت الى الوراء في خلافه مع حلفائه السابقين في الحكم ودعا الى حوارهم واقناعهم بالعودة اليه. وقال الترابي الذي كان يخاطب امس مؤتمر نساء حزبه في مقر الحزب في ضاحية الرياض شرق الخرطوم "ان ما يحدث في غرب البلاد من مواجهات عسكرية وتوترات أمنية وما وقع من حرب في جنوبها هو بسبب السلطة القابضة وتمثيل ابناء الغرب والجنوب في شكل ديكوري وزينة". ودعا الى اقتسام السلطة والثروة بعدالة في البلاد. وأكد الترابي انه خرج من المعتقل "أكثر قوة روحية وبدنية وفكرية"، وان المعتقل بالنسبة اليه "فرصة للتفكير والتدبير والمراجعة والتأليف مما أضاف اجتهادات جديدة لأخرى سابقة في شؤون الحكم وتحرير المرأة". ودعا نساء حزبه الى حوار نظرائهن في الحزب الحاكم واقناعهن بالعودة الى "الوعاء الطبيعي". من جهة اخرى، أكد الناطق باسم "الحركة الشعبية لتحرير السودان" ياسر عرمان ان اتصالات تجري بين كل من زعيم "الحركة" الدكتور جون قرنق والترابي ورئيس "التجمع الوطني الديموقراطي" زعيم الحزب الاتحادي محمد عثمان الميرغني وزعيم حزب الامة الصادق المهدي في شأن الاجماع الوطني. لكنه رفض تأكيد ما يتردد عن الإعداد للقاء يجمع الزعماء المعارضين الأربعة في عاصمة أوروبية. وفي موازاة ذلك، اقترحت هيئة قيادة "التجمع" عقد اجتماع في جنوب السودان في الفترة من 27 تشرين الثاني نوفمبر الجاري وحتى الرابع من كانون الأول ديسمبر المقبل. واكدت مصادر في "التجمع" ان هذا الاجتماع سيكون مصيرياً، وسيتم خلاله وضع خطط جديدة تتعلق بمستقبل "التجمع الوطني" ودوره في الفترة الانتقالية والتحول الديموقراطي. من جهة اخرى، شهدت مدينة الدمازين في شرق البلاد أمس تظاهرة طلابية ضخمة أحرقت مقر وزارة التربية في ولاية النيل الأزرق احتجاجاً على تأخر صرف اجور المعلمين، مما أدى الى توقفهم عن الدراسة. واستخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع والهراوات لتفريق المتظاهرين الذين رددوا هتافات مناهضة للحكومة. ولم تفلح شرطة الدفاع المدني في اخماد الحرائق التي التهمت كل محتويات وزارة التربية، وأصيب بعض الطلاب بجروح طفيفة. على صعيد آخر، أجرى مفوض شؤون اللاجئين في الأممالمتحدة رود لوبرز الذي يزور الخرطوم محادثات أمس مع الرئيس عمر البشير ووزير الخارجية الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل ورئيس مجلس تنسيق الولاياتالجنوبية رياك قاي، تركزت على تمويل إعادة اللاجئين السودانيين من دول الجوار، بعد اقرار اتفاق السلام النهائي. وسيزور لوبرز الذي شغل في وقت سابق منصب رئيس الوزراء في هولندا، مدينة رومبيك في جنوب البلاد اليوم لاجراء محادثات مماثلة مع قرنق.