سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أجرى مكالمة هاتفية مع الرئيس الفلسطيني ... و"أبو مازن" يصل إلى موسكو غداً . بوتين يرحب برفع شارون الحصار عن عرفات ويدعو إلى تسوية طويلة الأمد وفقاً للقرارات الدولية
أجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين محادثات مطولة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون تناولت الوضع في الشرق الأوسط والعراق والعلاقات الثنائية، ورحب برفع الحصار عن مقر الرئيس عرفات، لكنه دعا إلى "تسوية طويلة الأمد". ومن المنتظر أن يصل إلى موسكو غداً الأربعاء محمد عباس أبو مازن للاطلاع على نتائج محادثات شارون. وأعرب بوتين في مستهل لقائه الزعيم الإسرائيلي في الكرملين عن ترحيبه بقرار رفع الحصار عن عرفات، ووصفه بأنه ليس "سهلاً"، مشيراً إلى "ضغوط داخلية" تعرض لها شارون. وفي الوقت ذاته شدد على أن بلاده "تدين الإرهاب بكل مظاهره" وتعتبر إسرائيل "طرفاً مهماً في الائتلاف المناوئ للإرهاب". وأضاف ان روسيا "تشاطركم الأسى على مقتل مواطنين يقتلهم إرهابيون". وأشار بوتين إلى الوضع "المعقد" في "المثلث" السوري - اللبناني - الإسرائيلي، وأكد أنه يريد أن يسمع من ضيفه آراءه في هذا الصدد. ووصف العلاقات الثنائية بأنها "ايجابية على رغم التعقيدات" وتحدث عن آفاق لتطويرها، خصوصاً في الميادين "العسكرية الثنائية" ومجالات التكنولوجيات المتطورة. من جانبه، تحدث شارون عن سياسة روسية "متوازنة" في إطار "رباعي" الوساطة الدولي. واصطحب رئيس الوزراء الإسرائيلي معه ثلاثة شبّان من الذين اصيبوا في انفجار قنبلة في مرقص "دولفينيريوم" في تل أبيب، وقال إنهم من عائلات هاجرت من الاتحاد السوفياتي. وشكر لبوتين "تعاطفه مع ضحايا الإرهاب". وكان من المقرر أن يجتمع شارون إلى وزير الخارجية ايغور ايفانوف مساء أمس للبحث في الوضع في الشرق الأوسط في صورة تفصيلية، إلا أن اللقاء ارجئ إلى اليوم الثلثاء. وقال مسؤول في وزارة الخارجية ل"الحياة" إن أسباب التأجيل "ليست سياسية"، وأوضح أن لقاء شارون وبوتين، الذي حضره ايفانوف، استمر أكثر من الوقت المحدد له، ولذا تم الاتفاق على تأجيل اللقاء الثاني. وأكد ايفانوف من جانبه أن الجانب الروسي عرض في الجولة الأولى آراءه في شأن "تسوية طويلة الأمد على أساس قرارات مجلس الأمن". وذكر أن روسيا تنوي أن تواصل نشاطها في إطار "الرباعي" وأن تلعب "دورها الخاص"، وهذه أول مرة منذ فترة طويلة تلمح موسكو إلى مثل هذا الدور الذي يمكن أن يتميز عن الموقف الأميركي. وكان ايفانوف أجرى عشية وصول شارون حديثاً هاتفياً مع الرئيس عرفات الذي شكر روسيا على موقفها الثابت، لكنه دعا إلى تطبيق كامل للقرار 1435. وأبلغ إلى "الحياة" مسؤول فلسطيني ان عرفات شدد على أن إعادة نشر القوات الإسرائيلية في رام الله لا يمكن اعتبارها انسحاباً. وأضاف ان المطلوب هو تنفيذ فعلي لقرارات الشرعية الدولية، وأكد استعداد الجانب الفلسطيني لتنفيذ التزاماته. ولم يستبعد المسؤول الفلسطيني ترتيب مكالمة هاتفية بين بوتين وعرفات لاحقاً، لاطلاع الرئيس الفلسطيني على نتائج محادثات شارون. وللغرض نفسه سيصل إلى روسيا غداً الأربعاء أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية محمود عباس أبو مازن ليلتقي الوزير ايفانوف ويشارك في اجتماعات اللجنة المشتركة الروسية - الفلسطينية. وسيصل "أبو مازن" بعد ساعات من مغادرة شارون الذي يتوقع أن يجتمع اليوم الثلثاء إلى رئيس الوزراء ميخائيل كاسيانوف وبطريرك عموم روسيا اليكسي الثاني، إضافة إلى ايفانوف.