أقامت الورشة الإبداعية في الزيتون في القاهرة ندوة لمناقشة ديوان "انفجارات اضافية" للشاعر ابراهيم داود، شارك في المناقشة الشعراء حلمي سالم وفريد أبو سعدة وبهاء جاهين والقاص طارق امام والناقدة عبير سلامة وأدارها الشاعر شعبان يوسف، وقد أكد في البداية أن ابراهيم داود منذ ديوانه الاول "تفاصيل" الصادر في عام 1988 يحاول استبدال المجاز اللغوي بمجاز آخر هو مجاز الحياة بمفرداتها وناسها، مع تمتعه بجملة منطقية - دائماً - إذ يحاول أن يشرح ويفسر ويقول من دون إخلال بالمعنى، بل في شكل يصل إلى المتلقي - سريعاً - على رغم ما يثيره نصه من تساؤلات وجودية. وأشارت الناقدة عبير سلامة الى أن الديوان لا يصف تجربة تامة وانما يصور حالة مبهمة في طرق غير مباشرة من الملاحظة والتأمل، مع ايراد مفردات من الواقع بكثرة. أما الشاعر حلمي سالم فأشار الى أن داود يعد واحداً من المبكرين في جيله بكتابة قصيدة النثر والتي سمّيت في ما بعد بقصيدة "التفاصيل" وان اراد الكثيرون نفي ذلك. وأوضح سالم أن الشاعر لديه دائماً رغبة في اجتراح المتن والطرق الشعرية الموضوعة سلفاً، فهناك اهتمام بالموضوع اكثر من الذات، والخارج اكثر من الداخل، وهذا يناقض ما تعارف عليه في فترة من الفترات وهو ما عرف بقصيدة "الجسد". الشاعر فريد أبو سعدة وصف ابراهيم داود في بداية مداخلته بأنه شاعر رومانتيكي بامتياز، فذاته رومانتيكية على رغم دعوته الدائمة في ان يكون واقعياً. والذي يدعونا الى هذا الوصف هي تلك الوشائج التي تربط بين نص داود ونص احمد عبد المعطي حجازي خصوصاً في ديوانه "مدينة بلا قلب" فنرى الريفي الذي لا يستطيع تجاوز صدمة المدينة او حتى يحاول التمرد الرومانتيكي او فيما كان يسمى قديماً ب"الرومانتيكية الثورية".