استضافت الورشة الإبداعية في ندوتها الاسبوعية الشاعر فريد أبو سعدة لمناقشة ديوانه الاخير "معلقة بشص". شارك في المناقشة الناقد حامد أبو أحمد والشاعر أمجد ريان والشاعر حلمي سالم وأدارها الشاعر شعبان يوسف. في البداية أكد الشاعر أمجد ريان أن تجربة السبعينات في الشعر المصري تمثل ثورة شعرية غيرت السائد الشعري من خلال الحوار بين منظورات عدة وذوات عدة، وهذا بالتالي ينطبق على فريد أبو سعدة الذي تأثر بمتغيرات الواقع وخصوصاً في نصوصه الاخيرة التي تمس اليومي والعادي من خلال فكر فلسفي وجمالي مرتفع. وأشار ريان الى أنّ في ديوان "معلقة بشص" إحساساً بتجاوز المعطيات وتفاعلاً بين الاشياء والعنوان هو "دال" أفاد بهذه الرؤية. وهذا ما يتضح في ثنايا الديوان من خلال طرح الاسئلة إذ يقول أبو سعدة "خمن / هل تحدثك أنت / هل الكلام طيب. أم قبيح". اضافة إلى أن الشاعر ينتقل من الكليات الى الجزئيات مبتعداً عن كل ما هو فانتازي ناهيك بالمفردات الجديدة التي لم نجدها في دواوينه السابقة ومن خلال هذه المفردات يسعى الشاعر الى إنعاش المعرفة في معناها النسبي وإلى الخبرة الحسية المباشرة في العالم، وهذه المغايرة لا تعد بتراً في الرؤية. كيمياء اللغة ويتفق مع هذه الرؤية الناقد حامد أبو أحمد الذي اكد ان التحولات الشعرية واضحة عند فريد ابو سعدة وخصوصاً في دواوينه الاخيرة "معلقة بشص - ذاكرة الوعل - طائر الكحول" وهي تجربة ذات طابع خاص وذوق خاص في شعر السبعينات لكنها تتوازى مع التجربة العامة حيث اللغة التي تشهد انزياحاً ثورياً. فالجانب المجازي يقف عند آخر مرحلة وقف عندها شعراء السبعينات في العالم وهي تعدت المجاز بمفهومه الرمزي. فهو سرد حكائي يتداخل مع المجاز حيث الصورة الايحائية. فقصيدة فريد أبو سعدة دخلت في ما يسمى ب"تجريد التجريد". وأضاف أبو أحمد: شعرية فريد أبو سعدة تتميز باشتمالها على الخصائص النفسية مثل "تراسل الحواس" والامثولة وهذا يعبر عن ثراء معرفي واضح من خلال استلهامه التراث الصوفي وليس العربي فحسب بل التراث الصوفي في العالم كله البسطامي، جلال الدين الرومي، بورخيس. وعبر الشاعر حلمي سالم عن اختلافه مع ما يسمى بالتقسيم الجيلي للشعر إذ قال: "مع الوقت أدركت أن التقسيم الجيلي للشعر كلمة حق أريد بها باطل عباءة يدرع بها الضعيف، ولا بد ان نقسم الشعراء في شكل شعري لا في شكل مرحلي". وأضاف حلمي سالم أن أهم ما يميز شعر فريد ابو سعدة خصوصاً في ديوانه "معلقة بشص" هو اهتمامه الواضح بالمهمشين من الناس، ثانيها الصوفية الحديثة والتي نستطيع أن نسميها بصوفية اللحظة الراهنة. وأوضح حلمي أن ما لا يعجبه في "معلقة بشص" النثرية العادية والتي افترقت كثيراً عن النثرية الحميمة المقترنة بالمجاز، اضافة الى أن ديوان "ذاكرة الوعل" مثقل بكمية كبيرة من "التناصات" بالاضافة الى أن التخلي عن العاطفة احياناً يصبح حياداً يجعل الشعر خالياً من الحرارة.