في ديوانها الرابع «فوق كف امرأة» (الذي صدر في العام الماضي عن وزارة الثقافة اليمنية) تعبر الشاعرة فاطمة ناعوت عن أزمة الروح المحمولة؛ مضيفةً مسحة رومانتيكية على المناخ الموضوعي للنص الذي تطعمت «قصيدة النثر» فيه ببعض اللمسات الموسيقية الخليلية في محاولة لأداء دور جمالي لغوي في القصائد. وقد نوقش مؤخراً ديوان «فوق كف امرأة» لناعوت في ندوة بالقاهرة انعقدت في ورشة الزيتون الإبداعية التي يشرف عليها ويديرها الشاعر والناقد شعبان يوسف، وتحدث في الندوة مجموعة من المبدعين والنقاد الذين تناولوا الديوان بالقراءة والتحليل. من جانبه؛ يوضح الشاعر حلمي سالم انتماء الشاعرة فاطمة ناعوت إلى «الكتابة الجديدة» التي لها سمات متعددة، منها التشظي، والتعامل مع ما هو يومي ونثري، وإنكار التراث والتاريخ والمعرفة، وعدم الاكتراث بالقضايا الكبرى والتاريخ. ويقول سالم: على الرغم من ذلك؛ لم تقع ناعوت في فخ الفهم الحرفي الإكلينيكي للمقولات ما بعد الحداثية، فهي لم تهمل المجاز تماماً، بل استبدلته بمجاز المشهد، ومجاز الفكرة، واللقطة، والمنثور، والمعيش، وما إلى ذلك. أما لغة النص؛ فهي تستقي مفرداتها من معاجم متعددة كالمعجم الهندسي والمعجم العلمي ومعاجم الحضارات والثقافات المختلفة..، وكذلك من نثارات الحياة اليومية. وفي حديثه، يشير الكاتب فتحي إمبابي إلى أن قصائد ناعوت تنتمي إلى طبقة البرجوازية الصغيرة في مصر، وهي الطبقة الوسطى أو الدنيا صاحبة الهموم وذات الخبرات الثقافية الواسعة، ويقول: لقد عبرت الشاعرة عن أفكارها بوضوح وسلاسة على الرغم من احتواء الديوان على عدد كبير من القصائد بما يفقد الشاعرة القدرة على السيطرة عليها، وقد اعتمد الديوان كذلك على الاستدعاءات التراثية التي أخرجتها الشاعرة عن سياقاتها التقليدية. أما الشاعر عيد عبد الحليم فإنه يصف تجربة فاطمة ناعوت بأنها مختلفة عما هو سائد بين الشاعرات المعاصرات في مصر، ويقول: إن شعرية ناعوت ذاتها لا تسير في خط بياني ثابت منذ ديوانها الأول «نقرة إصبع» وحتى ديوانها الرابع «فوق كف امرأة»، وإن كانت هناك تيمات إبداعية تميز تجربتها ككل، ومنها: استخدام مفردات مهنتها كمهندسة معمارية داخل بنية النص، ومشاكسة المقدس الذاتي، والتعامل مع الصورة الشعرية المغلفة بطابع معرفي رغم تلقائية تلك الصورة وتلقائية الكتابة عموماً. ويصف الشاعر شعبان يوسف الشاعرة بأنها «مهندسة كتابة»؛ وذلك لقدرتها الفائقة على ضبط التعبيرات والتراكيب اللغوية في قصائدها، ويقول: في ديوان «فوق كف امرأة» محاولة واضحة لإعطاء كافة الكائنات والأسماء بل والجماد صفة الحياة في دائرة تشعيرية كبرى، حيث تعتمد فلسفة القصيدة لدى الشاعرة على خلع الصفات الإنسانية على كافة الأشياء. وتجدر الإشارة إلى أن الشاعرة فاطمة ناعوت قد صدرت لها من قبل دواوين: «نقرة إصبع» (2001)، «على بعد سنتيمتر واحد من الأرض» (2002)، «قطاع طولي في الذاكرة» (2003)، كما صدر لها كتاب مُترجَم بعنوان «مشجوجٌ بفأس/ مختارات من الشعر الإنجليزي والأمريكي المعاصر» (2004)، وكتاب مترجم عن فرجينيا وولف بعنوان «جيوب مُثقلةٌ بالحجارة» (2005).