سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بعد فشل اجهزتها العسكرية في وقف العمليات الفلسطينية ونجاح الاستشهادية جرادات في اختراق الجدار الفاصل . اسرائيل تمهد لاعتداءات واسعة في الضفة والقطاع باستدعاء قوات احتياط وتشديد الحصار
سادت اوساط الاجهزة الامنية الاسرائيلية حال من الهيجان والاحباط الشديدين في ضوء فشل الأذرع العسكرية في وقف العمليات العسكرية الفلسطينية، خصوصاً بعد نجاح منفذة عملية حيفا الأخيرة المحامية هنادي جرادات في اجتياز جدار "الضم" العنصري الذي استكملت بناءه في محيط مدينة جنين التي خرجت منها جرادات. وفي محاولة جديدة وصفها محللون وكتاب اسرائيليون بأنها "عقيمة" وبمثابة "قرع طبول حرب فارغة"، اصدر وزير الدفاع الاسرائيلي شاؤول موفاز تعليماته بتعبئة قوات من الاحتياط لتعزيز قوات الاحتلال في الضفة الغربية وقطاع غزة، في ما بدا انه مؤشر الى عملية عدوانية مقبلة واسعة النطاق ضد الفلسطينيين يرافقها تشديد لاجراءات الحصار الذي يوشك ان يخنق نحو ثلاثة ملايين ونصف مليون فلسطيني يرزحون تحت احتلال عسكري كامل تحاول اسرائيل اخفاءه من خلال الحديث عن "سلطة" فلسطينية لم يتبق منها إلا الاسم فقط. فيما نجحت اسرائيل في تركيز انتباه العالم على الهجوم العسكري الذي شنته مقاتلاتها الحربية على سورية، يستعد الجيش الاسرائيلي لشن عدوان جديد على الفلسطينيين قد يبدأ حسب محللين اسرائيليين، مع نهاية فترة الاعياد اليهودية في العشرين من الشهر الجاري مع ان بوادره قد بدأت تتجلى في جنين ونابلس ورام الله وأجزاء من قطاع غزة في هذه الايام. واعلن وزير الدفاع الاسرائيلي شاؤول موفاز خلال اجتماع لمجلس الوزراء الاسرائيلي امس انه أصدر أوامره للجيش باستدعاء قوات من الاحتياط في الجيش لتعزيز الحراسة على طول خطوط التماس "لسد الثغرات" في جدار الفصل الذي اقامته اسرائيل على أراضي الضفة الغربية، كاشفاً النقاب عن ان منفذة عملية حيفا هنادي جرادات تمكنت من اجتياز الجدار مستخدمة سيارة تحمل لوحة تسجيل اسرائيلية للوصول الى حيفا. وكان موفاز صادق على استدعاء وحدات من الاحتياط في جيش الاحتلال، قالت مصادر عسكرية اسرائيلية، ان السبب وراء هذا القرار ازدياد البلاغات الاستخبارية عن احتمال وقوع عمليات عسكرية فلسطينية. وذكرت مصادر صحافية اسرائيلية ان موفاز أبلغ قادة الاجهزة الامنية الذين التقاهم أن مهمتهم الاساسية في الوقت الحالي هي "محاولة منع عملية كبيرة في عيد العرش" اليهودي، مشيراً الى انه سمح للجيش بتجنيد محدود للاحتياط بأوامر طوارئ. واشارت صحيفة "هآرتس" العبرية الى ان المجلس الوزاري الاسرائيلي اقر موازنة خاصة للجيش الاسرائيلي لأيام الاحتياط وان الجيش اوقف جزءاً من تدريباته ونقل قوات الى المناطق الفلسطينية. واوضحت انه تم نقل سرايا من قواعد التدريب للواء المشاة فيما نقلت كتيبة الى قطاع غزة، اضافة الى كتيبتي مشاة كانتا في اطار التدريب استدعيتا مرة اخرى للعمل في الضفة الغربية. واشارت الصحف الاسرائيلية نقلا عن مصادر عسكرية الى ان الجيش الاسرائيلي لديه معلومات عن خمس "شبكات ارهابية" خلايا فلسطينية مسلحة في الضفة الغربية مهمتها ارسال استشهاديين، منها اثنتان في جنين وثلاث في نابلس وتتبع جميعها الى "الجهاد الاسلامي" وما اسمته الصحف "عصاة فتح" الذين قالت انهم يأتمرون بإمرة "حزب الله" وايران ولا ينصاعون لاوامر الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات. وفي الاطار ذاته، صدرت أوامر بإقامة وحدة جديدة في الجيش الاسرائيلي للعمل على طول "خط التماس" الذي ازاحته اسرائيل بفعل الجدار العازل الذي اقامته الى داخل الضفة الغربية، وقوام هذه الوحدة 300 جندي كخطوة اولى نحو تكليف الجيش المسؤولية عن الحواجز بدل سلطة المطارات. وفي تطور جديد، كشف مزارعون فلسطينيون في شمال الضفة الغربية النقاب عن ان سلطات الاحتلال اغلقت كافة البوابات الحديد التي اقامتها في جدار الفصل العنصري والتي تفضي الى مزارع الفلسطينيين وحقولهم وتعزلها عنهم، وطالبت هؤلاء الفلاحين بالحصول على "تصاريح" خاصة من سلطات الاحتلال للسماح لهم بدخول أراضيهم. وجاءت هذه الاجراءات في ذروة موسم قطاف الزيتون المزروع بكثافة شمال الضفة الغربية وفي الاراضي التي عزلها الجيش عن اصحابها الذين تحولوا بدورهم سجناء داخل رقعة الارض المبنية في قراهم. الى ذلك، وبعد مرور اكثر من سنة ونصف سنة على اعلان اسرائيل انها "دمرت البنية التحتية" للمقاومة الفلسطينية في جنين، عاد الجيش الاسرائيلي الى استخدام "الاسطوانة" ذاتها لتبرير حملته الجديدة ضد المدينة ومخيمها اللذين تعرضا لمجزرة وحشية في ربيع العام 2001. وتخضع المدينة الى حظر للتجول لليوم الخامس على التوالي يرافقه عمليات دهم وتفتيش وتفجير لمداخل المحال التجارية والمباني السكنية. واعلنت مصادر عسكرية اسرائيلية انها اعتقلت خلال الساعات الاربع والعشرين الاخيرة نحو 30 فلسطينيا من هذه المنطقة التي تخضع لحصار غير مسبوق. وشنت قوات الاحتلال حملات مشابهة في مدينة نابلس وعدد من القرى المجاورة حيث تخضع المحافظة بأكملها لحصار مطبق. أما في رام الله، التي تحول وسطها الى مسرح لعمليات دهم متواصلة من جانب الوحدات العسكرية الخاصة المستعربين بهدف اعتقال الناشطين الفلسطينيين، فقد فرضت قوات كبيرة من الجيش الاسرائيلي حظر التجول على خمس قرى في محيط المدينة وهي سردا وابو شخيدم وابو قش والمزرعة الشرقية وبيرزيت واغلقت الحاجز العسكري المقام على المدخل الذي يؤدي الى هذه القرى وشلت نشاط طلبة جامعة بيرزيت وحركتهم، كما شنت حملة اعتقالات في مساكن الطلبة واعتقلت عدداً منهم. واصيب احد المواطنين خلال عمليات الدهم التي بدأت فجراً برصاص حي في قدمه. وفي الخليل، جنوبالضفة الغربية، شرعت قوات الاحتلال باستبدال بوابات حديد بالسواتر الترابية التي وضعتها على مداخل القرى المحيطة لمنع حركة المواطنين ووصولهم الى الخليل، مثلما صار عليه الحال في قريتي سعير وحلحول فيما شددت رقابتها على الحواجز العسكرية المقامة في قرى غرب الخليل. وفي القدس، اغلق الجنود الاسرائيليون المتمركزون على الحواجز العسكرية المقامة داخل الحدود المصطنعة لبلدية القدس وعلى مشارفها، واغلقوا هذه الحواجز بشكل كامل امام سيل المواطنين الفلسطينيين ومنعوهم من التحرك في اي اتجاه كان ما خلق ازدحامات واختناقات مرورية غير مسبوقة. وفي قطاع غزة، عزلت اسرائيل مدينة رفح على الحدود مع مصر بالكامل عن جارتها مدينة خان يونس. وقالت مصادر عسكرية اسرائيلية ان الحصار الذي وصفته بأنه غير مسبوق يهدف الى منع نقل اسلحة تم تهريبها الى رفح من الوصول الى مناطق اخرى في قطاع غزة الذي أعادت تقسميه الى أربع شرائح معزولة عن بعضها البعض. وحذر مسؤول جهاز الأمن الوقائي الفلسطيني في قطاع غزة رشيد ابو شباك من تداعيات توقيع موفاز على أوامر تتيح للجيش الاسرائيلي استدعاء قوات الاحتياط، مشيراً الى ان اسرائيل لديها خطط عسكرية متكاملة ضد القطاع وانها تتحين الفرصة لتنفيذها بشكل يضاهي ما اقترفته خلال عملية "السور الواقي" في الضفة الغربية. وقال ابو شباك ان السلطة الفلسطينية تأخذ على محمل الجد الاجراءات العسكرية الاسرائيلية الأخيرة.