كشف النقاب أمس عن أول مشروع اقتصادي مشترك بين إسرائيل والعراق قطباه مارك زيل، الصهيوني المتطرف وهو مستوطن في الضفة الغربية، وسالم الجلبي الملقب ب"سام"، إبن أخ أحمد الجلبي عضو مجلس الحكم الانتقالي في العراق وزعيم "المؤتمر الوطني العراقي". وأفادت صحيفة "ذي غارديان" اللندنية التي أوردت النبأ أن المشروع عبارة عن شركة للاستشارات القانونية يملكها زيل والجلبي 40 سنة، وهما محاميان وكلاهما يتمتع بعلاقات متينة مع وزارة الدفاع الأميركية البنتاغون ومجلس الحكم الانتقالي العراقي. وأضافت أن هذا المشروع هو الأول المسجل رسمياً وله مقر في العراق، حيث ما زالت الأخبار عن إقامة مشاريع إسرائيلية مثاراً للجدل والشكوك في هذا البلد. وتحمل الشركة إسم "المجموعة العراقية للقانون الدولي" وتأسست في تموز يوليو الماضي واتخذت أحد أجنحة فندق فلسطين الشهير في بغداد مقراً موقتاً لها فيه أربعة محامين عراقيين وثلاثة محامين أجانب متخصصين في الاستشارات القانونية للشركات التجارية والمالية. ويتولى زيل العلاقات الدولية للمشروع والترويج له في العالم، ولديه مكتبان للمحاماة في القدسالمحتلة وواشنطن، وكان مارس عمله كمحام في الماضي في مكتب مشترك مع دوغلاس فيث، أحد "الصقور" في الإدارة الأميركية ومن كبار مستشاري البنتاغون الذي يضطلع بدور أساسي في عملية إعادة إعمار العراق، ومعروف بميوله الصهيونية وتأييده اليمين الإسرائيلي المتطرف والاستيطان في الأراضي الفلسطينية. واضافت الصحيفة أن زيل كان المالك المسجل رسمياً لموقع "المجموعة العراقية للقانون الدولي" على الانترنت منذ تأسيسها في تموز حتى 25 أيلول، حين نقل التسجيل إلى إسم الشريك الثاني في المشروع سام الجلبي. وحالياً يتمتع سام بعضويته في لجنتين تابعتين لمجلس الحكم الانتقالي. ونقلت الصحيفة عن الجلبي أن دور زيل في المشروع هو توفير زبائن من الشركات ورجال الأعمال الأجانب الراغبين في الحصول على أعمال في العراق. ووفقا للتقرير فإن زيل 50 سنة يهودي مولود في الولاياتالمتحدة بدأ اهتمامه بإسرائيل في منتصف الثمانينات عن طريق حركة الاستيطان اليهودية المتشددة "غوش إيمونيم" التي أسست عدة مستوطنات داخل الضفة الغربية وقطاع غزة. وفي عام 1988 انتقل مع زوجته وأطفاله لدى اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الأولى للعيش في مستوطنة ألون شيفوت في قلب الضفة الغربية التي تعرضت لسلسلة هجمات من المقاومة الفلسطينية. وللتدليل على مدى التعصب لدى زيل أوردت الصحيفة تصريحا له مقتبساً عن نشرة صهيونية يعتبر فيه هذه المستوطنة مكاناً مثالياً لإقامة الأطفال يضاهي أي بلدة صغيرة في ولاية أيوا الأميركية. وأشارت إلى أن زيل ساهم في حملة رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتانياهو لرئاسة الوزراء عام 1996، واضافت أنه يؤمن بأن حق العودة للاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم بلا أساس قانوني أو سند تاريخي. أما مكتبه القانوني في القدس فتطور بشكل سريع وأصبح واحدة من أكبر الشركات الاستشارية في إسرائيل ويقدم خدمات واسعة للشركات ورجال الأعمال الإسرائيلييين الراغبين في الاستثمار أو العمل في الخارج. ووفقاً للجلبي تعمل الشركة لتقديم المشورة للغرفة التجارية العراقية في بغداد ولاتحاد الصناعيين العراقيين، وتختلف عن باقي الشركات الاستشارية التي تعمل من الخارج، فهي تعمل فوق الأرض العراقية وتقيم علاقات وثيقة مع السلطة الموقتة للقوات الحليفة والوزارات العراقية المختلفة.