تواصلت ردود الفعل العربية والدولية المنددة بالغارة التي شنها الطيران الحربي الاسرائيلي ليل السبت - الاحد على موقع شرق دمشق بزعم انه "معسكر تدريب" لحركة "الجهاد الاسلامي". ودان العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني الغارة بوصفها اعتداء مرفوضاً ومداناً، مؤكدا خلال لقائه عددا من النواب انها "تتنافى مع قواعد الشرعية الدولية". واضاف ان المجتمع الدولي لن يقبل هذا التصرف الذي يسهم في زيادة التوتر في المنطقة. كما استنكرت احزاب المعارضة في الاردن الغارة بوصفها "عدوانا اجراميا" و"ارهاب دولة" يهدد بجر المنطقة بأكملها الى حافة "حرب طاحنة". وهذه الاحزاب هي جبهة العمل الاسلامي وحزب الشعب الديموقراطي حشد - يسار. ودان الغارة علي اكبر هاشمي رفسنجاني الرئيس الايراني السابق، رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام، اعلى هيئة تحكيم سياسي في ايران. ونقلت وكالة الانباء الرسمية الايرانية عنه مساء اول من امس: "انها وقاحة من الكيان الصهيوني الذي يضرب عرض الحائط القانون والنظام الدولي عبر شنه غارة جوية على دولة كبيرة مثل سورية". وكان وزير الخارجية الايراني كمال خرازي دان في وقت سابق "بشدة" الغارة، معتبرا انها "عدوان". ورأى ان "وقوف المجتمع الدولي مكتوف الايدي وصامتا امام الاعتداءات المتكررة للنظام الصهيوني يشجع الاخير على توسيع دائرة اعتداءاته". واكدت دولة الامارات وقوفها الى جانب سورية وتضامنها معها بعد العدوان الاسرائيلي، وطالب مسؤول في وزارة الخارجية المجتمع الدولي بالتدخل السريع والحاسم لوقف مثل هذه الاعتداءات وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية لتحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة. واستنكرت وزارة الخارجية والتعاون المغربية بشدة الغارة، معتبرة في بيان امس ان "الامر يتعلق بعمل غير مقبول وبخرق سافر للقانون الدولي لا يمكن التكهن بعواقبه على السلم والاستقرار في المنطقة بكاملها"، معربة "عن تضامنها المطلق مع سورية الشقيقة التي انتهكت سيادتها". وعبر وزير الخارجية الليبي عبدالرحمن شلقم امس في اتصال هاتفي بنظيره السوري فاروق الشرع عن تضامن بلاده مع سورية وادانتها، واصفا الغارة بأنها "عدوان ارهابي". ودانت تونس الغارة بوصفها "اعتداء على سيادة بلد عربي شقيق وانتهاكا خطيرا للقانون الدولي". واعلنت فى بيان تضامنها مع دمشق، داعية المجموعة الدولية الى التحرك بسرعة لكبح جماح اسرائيل والزامها باحترام الشرعية الدولية وتجنيب الشرق الاوسط مخاطر الانزلاق نحو حرب. ودان الرئيس السوداني عمر حسن البشير الغارة بوصفها انتهاكا واضحا لميثاق الاممالمتحدة وتهديدا للسلم والامن الدوليين. وقال في تصريح نشرته الصحف السودانية امس: "سورية ظلت حائط الصمود الذي تكسرت عليه كل أطماع الاعداء". ودعا الدول العربية والمجتمع الدولي الى مساندة سورية. ودعت الجامعة العربية في بيان صدر عن الاجتماع الطارئ الذي عقدته اول من امس على مستوى المندوبين الدائمين، مجلس الامن الى التحرك على وجه السرعة لمنع وقوع هجمات اسرائيلية جديدة على سورية ووضع حد "لارهاب الدولة" الذي تمارسه اسرائيل. من جانبها، اعتبرت تركيا الغارة "غير مقبولة" و"انتهاكا للسيادة السورية وقد تؤدي الى تفاقم خطورة العنف. ودعت في بيان "الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني الى التزام واجباتهم في اطار خريطة الطريق"، داعية دول المنطقة الى الاتحاد في محاربة "الارهاب". وشجبت الحكومة البريطانية مجددا الغارة، ووصفتها بأنها "أمر غير مقبول" و"تصعيد للازمة". وكان مقرراً ان تستدعي وزارة الخارجية البريطانية امس السفير الاسرائيلي في لندن للاعراب عن قلقها. وأعلن الممثل الاعلى للسياسة الخارجية الاوروبية خافيير سولانا امس ان "مكافحة الارهاب يجب ان تندرج في اطار القانون الدولي"، مضيفا في بيان: "في منطقة متأزمة مثل الشرق الاوسط، من المهم جدا ان يؤدي كل تحرك الي خفض حدة التوتر وليس لتصعيده". وقال ان "المسألة الان بين ايدي مجلس الامن وانا أرحب بذلك". واعلنت المفوضية الاوروبية انها "تضيف صوتها الى كل الذين عبروا عن قلقهم العميق" بعد الغارة، و"تدعو كل الاطراف الى عدم الاقدام على اي شيء من شأنه تأجيج الوضع. يجب ان يتمسك كل طرف بأكبر قدر من ضبط النفس". وكانت وزيرة الخارجية الاسبانية آنا بالاثيو اعتبرت ان "احدا لا يمكنه ان يوافق على الغارة"، مضيفة لاذاعة "كوبي" الاسبانية: "لا بد قبلا من ادانة الاعتداء الارهابي في حيفا، بعدها من البديهي الا يؤيد احد ولا ان يكون مرتاحا لهذه الغارة"، داعية "الاتحاد الاوروبي الى التدخل لمنع دوامة عنف جديدة". واعربت الصين عن "صدمتها" من الغارة الجوية امس، ودانتها، معتبرة في بيان ان الصين "تشعر بالقلق من ان يؤدي الاجراء العسكري الاسرائيلي الى مزيد من الاضطرابات في المنطقة"، و"تدعو بقوة كل الاطراف المعنية الى ضبط النفس". واعلنت وزارة الخارجية اليابانية ان بلادها تشعر "بصدمة عميقة" اثر هجوم حيفا، و"تأسف" ايضا للغارة على سورية. واضافت ان اليابان تخشى ان تكون الجهود السلمية التي تبذل لحل النزاع اصبحت "اكثر صعوبة" بسبب هذا التصعيد في العنف. واعربت برويتوريا عن "قلقها الكبير من التصعيد الاسرائيلي" و"برميل البارود" الذي بات عليه الشرق الاوسط. ودعت الى ضبط النفس، مطالبة مجلس الامن بالتحرك.