الدوحة، طهران، القاهرة، غزة، دمشق، ابو ظبي، باريس، - "الحياة"، اف ب، رويترز - توالت امس ردود الفعل العربية والاسلامية والدولية على الغارات الاسرائيلية. فدانت قطر، بصفتها رئيسة منظمة المؤتمر الإسلامي في دورتها الحالية، "استباحة" الطائرات الإسرائيلية سيادة لبنان. واعتبرت وزارة الخارجية "ان هذا العدوان تصعيد خطير وعودة بالمنطقة إلى دوامة العنف في تحدٍ سافر لقرارات الشرعية الدولية ومبادئ القانون الدولي تتحمل إسرائيل النتائج الخطيرة المترتبة عليه". وأكد مسؤول في الخارجية "وقوف قطر ومنظمة المؤتمر الإسلامي إلى جانب سورية ولبنان والشعب الفلسطيني في نضالهم العادل لاسترداد حقوقهم المشروعة". وطالبت المجتمع الدولي بالتحرك فوراً لوقف هذه الاعتداءات وتأمين الظروف المناسبة لاستئناف عملية السلام على المسارات كافة. وقال وزير الخارجية المصري عمرو موسى الذي اختتم زيارة لأبو ظبي: "نعتبر العدوان اعتداء على دولة ذات سيادة ويفرغ الانسحاب الاسرائيلي من مضمونه خصوصاً أنه حصل داخل أراض عربية، فضلاً عن انه يكرس احتلال مزارع شبعا اللبنانية". وأكد "ان العربدة الاسرائيلية تمادت في اسالة الدماء العربية وتحدي مشاعرها". وأكد تضامن مصر الكامل مع الشعب اللبناني في مواجهة هذا الاعتداء. وقال: "ان الوجود السوري مسألة تتعلق بلبنان وسورية ولا دخل لاسرائيل بها". ودعا رئيس دولة الامارات الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الدول العربية الى وقفة عربية جادة من أجل مواجهة التحديات التي تحيط بها وتوحيد الصفوف والجهود بما يجعلها قادرة على تجاوز ضعف النظام العربي. ودعا خلال استقباله موسى، قادة الدول العربية الى تحمل مسؤولياتهم حيال أمتهم. وأهابت مصر، في بيان عن رئاسة الجمهورية،7 بكل القوى الدولية المعنية بتحقيق السلام واستتباب الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط "أن تتحمل مسؤولياتها في التصدي لهذا العدوان الإسرائيلي السافر الذي يهدد الوضع في المنطقة وينذر بعواقف وخيمة ويصيب عملية السلام في الصميم". واعتبر أن الهجوم مباغت وغير مبرر. ودانت الجامعة العربية الغارة الجوية، واصفة اياها بأنها "تصعيد خطير في السياسات الاسرائيلية" و"تعبر، في وضوح، عن النهج التخريبي لعملية السلام الذي يقوده شارون. وندد الناطق باسم وزارة الخارجية الايرانية حميد رضا آصفي أمس بالغارات الاسرائيلية، ووصفها بأنها "مغامرة جديدة". وفي عمّان، اعتبرت لجنة التنسيق العليا لأحزاب المعارضة الأردنية ان العدوان يهدف إلى "تكريس النهج الدموي" و"توسيع نطاق الحرب التي يخوضها ضد الشعب الفلسطيني وانتفاضته الباسلة ويهدد بادخال المنطقة بكاملها في مواجهة شاملة". واعربت باريس امس عن بالغ قلقها للضربة الجوية الاسرائيلية. وحذرت من خطورة تصعيد العمليات العسكرية، داعية الاطراف الى وقف العنف وضبط النفس. واعلن وزير الخارجية الالماني يوشكا فيشر ان الحكومة الالمانية تعرب عن "قلقها الشديد" اثر الغارة الاسرائيلية. وقال، في بيان، انها "تدعو في شكل عاجل جميع الاطراف الى الامتناع عن القيام بالمزيد من العمليات العسكرية وعن اراقة الدماء". وفي غزة، دعا مبعوث الاممالمتحدة الخاص في الشرق الاوسط تيري رود لارسن امس الى ضبط النفس، موضحاً ان الاممالمتحدة اجرت اتصالات مع الاطراف المعنيين في محاولة لنزع فتيل الموقف المتفجر. وقال ناطق باسم القيادة الفلسطينية إنها "تستنكر العدوان الإسرائيلي الذي يشكل تهديداً خطيراً للأمن القومي، وخرقاً واضحاً للخطوط الحمر، وعدواناً سافراً على الأمن القومي العربي، ويمثل استهتاراً واستخفافاً بالأمة العربية وبقرارات القمة العربية الأخيرة". وشدد على أن الحكومة الإسرائيلية تدفع بهذا "العدوان الخطير" الأوضاع المتفجرة في المنطقة بسبب عدوانها على الشعب الفلسطيني للشهر السادس على التوالي، إلى "حافة الحرب وفقدان الأمن والاستقرار على المستوى الاقليمي". واضاف ان القيادة دعت "القادة العرب إلى اتخاذ الموقف القومي الموحد لمواجهة هذا العدوان الخطير"، معبرة في الوقت نفسه عن "تضامنها مع الشقيقتين سورية ولبنان في مواجهة هذا العدوان الإسرائيلي الغاشم". ودعت "حركة المقاومة الإسلامية" حماس إلى اطلاق يد "حزب الله" لتلقين الحكومة الاسرائيلية الدروس اللازمة، مضيفة ان "كل شباب حماس يقاتلون الآن". وقال الناطق باسمها إبراهيم غوشة الموجود في الدوحة، ان اطلاق يد "حزب الله" سيدفع "شارون إلى الدفاع بدلاً من الهجوم، خصوصاً ان الداخل الصهيوني فيه من الهشاشة ما يفقد شارون زمام مبادرته الهجومية". واوضح ل "الحياة" إن العمليات الإسرائيلية "وصلت الى ذروتها بالقتل والتدمير والتهجير في خان يونس ورفح وفي الخطف في اتجاه اللبنانيين والسوريين".