ستكون السنة الدراسية التي بدأت الاسبوع الجاري في الجامعات العراقية "سنة جامعية اولى بلا صدام"، كما يقول طلبة كثيرون منوهين بأن "السنة ستكون من دون اجتماعات حزبية، ومن دون جيش القدس، ومن دون تدريبات على السلاح أو دروس الثقافة القومية التي تحولت الى دروس في تبجيل شخصية صدام وعبادتها". الطالب أسامة جواد في كلية الهندسة في جامعة بغداد يقول إن "اسم صدام كان يشكل حاجزاً نفسياً أمام طموحي وامام عزيمتي". ويضيف: "بدأت اشعر الآن بأنني معني وبشكل كبير في حركة بناء العراق، بناء عراق جديد قائم على أساس الحوار الذي يسمح لنا بخوض التجربة السياسية ويجعلنا نتوجه نحو المسيرة التعليمية، فلا تدريب جيش القدس بعد الآن ولا أحتفالات ليس لها معنى كما كان يحدث في عيد البعث في 7 نيسان ابريل او عيد ميلاد صدام او ذكرى ام المعارك". ويتابع: "سندرس المحاضرات كاملة وسيحصل المتفوقون على الشهادات العالية، ولن يكون الوضع كما في السابق، حين كان ابن المسؤول هو المتفوق والمميز الوحيد في الجامعة". وتقول الطالبة نور احمد في كلية التربية ابن الهيثم: "التفكير بذلك النظام الذي اصبح ماضياً هو شيء خاطىء، وأنا سأذهب الى كليتي في هذه السنة وكلي تفاؤل، وعلى رغم انوف المراهنين على فشل التجربة الديموقراطية ومن يسمون انفسهم المجاهدين الابطال، ستبقى بغداد مضيئة على رغم انطفاء التيار الكهربائي"0 ويلفت الطالب حسام عبد السادة في كلية الهندسة في جامعة بغداد، الى ان التحول الذي يعيشه العراقيون يجعل من ذعر الطلبة الجامعيين من السياسية امراً غير محبب، ويقول: "الطالب الجامعي العراقي يجب ان يخترق جدار السياسة كما يترتب عليه ان يختار التيار السياسي او الجهة الحزبية التي يميل اليها فلا اعتقال ولا سجون ولا إدانة لعائلة بكاملها بعد الآن". حرية التعبير وحرية الحصول على المعلومات أصبحتا متوافرتين بعد عزلة مشددة فرضها النظام السابق، كما تقول الطالبة دينا سعد من كلية اللغات في جامعة بغداد، وتضيف: "ستكون السنة المقبلة الاولى بالنسبة الينا في حصولنا على حرية الرأي. الآن نستطيع ان نقول ما نريد وننتقد اي شخصية سياسية في البلد من دون ان يكون بيننا مخبر سري أو رجل استخبارات يقذف بنا الى الهاوية مثلما حصل لبعض الزملاء". ويبدو الزي الموحد لطلبة الجامعات العراقية غير ملزم لأحد. ولكن الطلاب يختلفون حوله. بعضهم يراه ملمحاً مميزاً لهم بين افراد المجتمع ولا يرغب بتغييره. ويقول ذوالفقار حسين الطالب في كلية الهندسة في الجامعة المستنصرية: "الزي الموحد هو من باب التميز للطالب في الشارع العراقي وهو يهدف الى الغاء الفوارق الطبقية في الجامعة كما انه يعطي الطالب امتيازاً من الناحية الجمالية ما يجعل الوسط العراقي يحترمه، والزي الموحد عرف اعتمدته جامعات عديدة في العالم". في المقابل، يقول الطالب ليث فريق من كلية الفنون الجميلة في جامعة بغداد إن "اجبار الطلاب على الالتزام بالزي الموحد هو نوع من التعدي على الحرية الشخصية للطالب وهو ما لا نشاهده في الجامعات الاميركية مثلاً". ويؤكد الطالب انور محمد من كلية طب الاسنان في جامعة بغداد انه "مع الالتزام بقرار الزي الموحد لانه يزيل التمايز الطبقي في الحرم الجامعي ويعطي الطالب هويته المستقلة في المجتمع العراقي، وانا اعتبر الزي الشعرة الفاصلة بين الحرم الجامعي وبقية المحافل الاجتماعية". وينفي الطالب سامر اسعد من كلية الطب في جامعة بغداد صلة الزي الموحد بضغوط النظام السابق، قائلاً: "ليست للزي الموحد علاقة بنظام صدام وانما هو لصالح الطلبة من اجل القضاء على الفارق المادي بينهم، وإلغاؤه سيثير الغيرة بين الزملاء والزميلات داخل الكلية". وهو ما تؤكده الطالبة رشا علي من كلية المأمون: "كطالبة افضل بقاء الزي لأنه يعطيني صفتي الحقيقية في الشارع ويجعلني سعيدة، وفي عكس ذلك سيكون الحرم الجامعي عبارة عن قاعة للاحتفال ترى فيها من الألوان والأشكال ما تريد".