استمرت المواجهات في بغدادوالبصرة امس بين قوات التحالف الاميركي البريطاني والعسكريين العراقيين المسرحين وسقط ضحيتها قتيلان وخمسة جرحى، في حين نشر الجيش الاميركي فرقة قناصة محمولة جوا لحماية خطوط النفط في شمال العراق من عمليات التخريب. قتل مواطنان عراقيان امس في بغداد اثناء تظاهرة لعسكريين عراقيين مسرحين كانوا ينتظرون صرف رواتبهم تحولت الى مواجهة مسلحة مع جنود التحالف، في حين اصيب خمسة عراقيين برصاص مطاطي في البصرة خلال تظاهرة مماثلة. وقال الناطق العسكري الاميركي الكولونيل جورج كريفو ان معلومات الشرطة العراقية "تشير الى سقوط قتيلين في بغداد" موضحا انهما عراقيان. واضاف ان "التحالف لا يمكنه تأكيد سقوط هذين القتيلين". وقال كريفو: "مصادر عدة اشارت الى شخص بلباس مدني كان يزحف على سطح مبنى، وهو في وضع قتالي. واطلقت النار على هذا الشخص". واضاف "يجري التحقيق في مقتل عراقي في البصرة" السبت. وكان المتحدث البريطاني القومندان نيال غرينوود اشار الى ان "جنودا من قوات التحالف اطلقوا النار على عراقي واردوه قتيلا. الامر بالتأكيد جدي وتم فتح تحقيق فيه". واشتبك الجنود السابقون مع القوات الاميركية قرب احد مراكز توزيع التعويضات في بغداد. وخاض نحو 200 عراقي مواجهة مع الجنود الاميركيين ورددوا هتافات ولوحوا بأيديهم قبل ان تدفعهم القوات الاميركية خارج المنطقة. وفي البصرة، أطلقت القوات البريطانية رصاصا مطاطيا امس لتفريق مئات الجنود العراقيين السابقين الذين كانوا يتظاهرون في البصرة بجنوب العراق مما أسفر عن اصابة خمسة أشخاص. وكان المتظاهرون يلقون الحجارة ويشعلون الحرائق في الاطارات. واحتشد المحتجون في وقت مبكر أمس الاحد بعدما قتل جندي بريطاني عراقيا مسلحا في البصرة السبت خلال اشتباكات مع الجنود السابقين الذين تظاهروا للمطالبة بتعويضات عن تسريحهم من الجيش العراقي. وقال سكان في البصرة ان خمسة اشخاص اصيبوا بجروح بالطلقات المطاطية. ووصل رجال شرطة عراقيون للمساعدة في اخماد العنف واطلقوا النار في الهواء الا انهم اضطروا للهرب الى مبنى جامعي قريب بعد أن نفد ما معهم من طلقات مطاطية وطاردهم المتظاهرون الغاضبون. وقال محمد جاسم عبود احد المحتجين ان الجنود السابقين يحتاجون الى وظائف واموال. وتابع "نريد حقوقنا مثل الاخرين". واعتقلت القوات البريطانية عشرة اشخاص على الاقل بحسب ما قال الشرطي العراقي السابق نجاح علي الذي قدم للمطالبة براتبه. وشاهد مراسل وكالة "فرانس برس" الجنود البريطانيين يعتقلون ستة متظاهرين. ووزعت القوات البريطانية منشورات تعلن فيها تأجيل توزيع رواتب الجنود وعناصر الشرطة السابقين موضحة ان "الوثائق الضرورية للدفع احرقت خلال التظاهرات" التي وقعت اول من امس. ولم يوضح المنشور الموعد الجديد لتوزيع الرواتب. واوضح الكابتن رولين مايك ان "اسبوعا الى عشرة ايام ضرورية للحصول على لوائح جديدة للمنتفعين بالرواتب من بغداد بدلا من التي احرقت السبت". واضاف "ما ان نحصل عليها سيكون بامكاننا الدفع مجددا". وقال مصوران اميركيان هما ثورن اندرسون وميشال كلاينفيلد انهما تعرضا لاعتداء من قبل المتظاهرين وان بعض اجهزتهم سرق. حماية خطوط النفط في هذا الوقت نشر الجيش الاميركي خمس مجموعات محمولة جواً يتألف كل منها من عشرة قناصة لحماية خطوط النفط شمال العراق من الاعمال التخريبية التي يقوم بها الموالون لنظام الرئيس المخلوع صدام حسين. وقال السيرجنت بريان ستينسون انه يتم حاليا وضع التعديلات النهائية على مروحيات "بلاكهوك يو اتش -60" قبل ان تبدأ قوة "تايغر" الخاصة دورياتها على طول خط الانابيب العراقي المهم. واضاف ان "المسافة التي يتوجب حمايتها شاسعة جدا وتطلب مهارة ودقة في اطلاق العيارات النارية. نحن على اهبة الاستعداد على مدى 24 ساعة ويمكن ان ننتقل جوا خلال 30 دقيقة". وتمثل حماية خطوط النفط شمال العراق والممتدة حوالى 500 كيلومتر الى تركيا وحتى الى سورية مصدر قلق كبير للقوات الاميركية التي وضعت سلسلة من المبادرات لمنع عمليات التخريب. وشمل ذلك تشكيل وحدات حماية محلية مكونة من قوات الشرطة العراقية. كما تمت الاستعانة بقبائل محلية لحماية موارد النفط الا ان تلك الوسائل لم تحقق نجاحا يذكر. ويعتبر نشر قوة "تايغر" المجهزة ببنادق "ام 107" من عيار 50 والبنادق الرشاشة، مؤشرا الى عودة القناصة المحمولين جوا الى صفوف الجيش الاميركي للمرة الأول منذ الحروب في مناطق الهند الصينية في الستينات والسبعينات. واشتهرت قوة "تايغر" في حرب فيتنام حيث شكلها الكولونيل ديفيد هاكوورث الذي حصل على اكبر عدد من الاوسمة في تلك الحرب.