يحتضن مساء اليوم ملعب طحنون بن محمد في القطارة، نهائي ذهاب بطولة الأندية الآسيوية دوري الأبطال السوبر في نسختها الأولى، والذي يجمع العين الإماراتي مع تيرو ساسانا التايلاندي. ويبدو التحدي القاري مثيراً بالتربع على عرش آسيا، والفوز بجائزة النصف مليون دولار... لكن جماهير الإمارات أقسمت بصوت واحد "كلنا اليوم عيناويون". فبعد ان تذوقت مرارة الخيبة في السابق عندما صعد فريق الشعب الى نهائي كأس الكؤوس وخسر أمام فلوجلز الياباني، وعاشت الليلة الحزينة بعد خسارة منتخبها في نهائي كأس أمم آسيا عام 1996 أمام السعودية... تشعر جماهير الامارات السبع بأن النهائي الحالي فرصتها السانحة الاخيرة لتأكيد أحقيتها بالتتويج والزعامة الآسيوية. فمنذ ان تجاوز نادي العين في النصف نهائي عتبة داليان الصيني، تشعر وكأن التاريخ هنا قد توقف وبأن الرغبة الجامحة في السيطرة على أقدار الجغرافيا هي الأعلى... خفت حرب الألوان المحلية، وانحسرت دعوات التعصب لتسري في المدائن روحاً جديدة تدفع بالعين من نادي المدينة الى الموشح براية الوطن والمحمل بأحلام كل الأمة... واذا علمنا أن العين سيكون الممثل الوحيد لكرة القدم العربية، فإن التحدي يصبح مضاعفاً. وقبيل ان يعلن الحكم الكوري كون يونغ شول بداية المباراة، يدرك المرء في أعين الناس وحركة النادي وأعمدة الصحافة المحلية، أن اشياء كثيرة تغيرت... فقد بعث النادي عيوناً لتراقب منافسة تيرو ساسانا في معسكره التحضيري في قطر، وغابت التغطية تقريباً لاستعدادات العين ليعوضها احتفالات باطلاق موقع الزعيم العيناوي على شبكة الانترنت في حضور نجم روما فرانشيسكو توتي، واستنفرت اجهزة الولة وروابط المشجعين لانجاح العرس الآسيوي... صمت المدرب الفرنسي برونو ميتسو عن الكلام المباح وعبقت تصريحات اللاعبين بأحلى الأمنيات. وأصبحت كلمة السر بين الجميع تحقيق "جملة" من الاهداف، ليشد العين الرحال الى بانكوك في 11 تشرين الاول اكتوبر مطمئن البال. لا شك في أن مهندس "النهضة العيناوية" الفرنسي ميتسو يشعر ببعض من الارتباك والاحباط، بما انه سيدير مباراة العمر للاماراتيين من خارج مقعد البدلاء بعد انذاره في مباراة داليان... لكنه يشعر بالارتياح بعد ان ضرب خط هجومه بقوة وسجل 11 هدفاً في مرمى الاتحاد والعروبة في مباريات تمهيدي كأس رئيس الدولة... والأهم من ذلك تحقيقه لصفقتين رائعتين في بداية الموسم بضمه البرازيلي رود ريمبو صانع الألعاب الجديد والماكينة التي لا تشبع من الاهداف، والايراني فرهاد مجيدي رجل اللحظات الصعبة والقاتلة... في حين سيغيم غياب الايفواري مانغو المصاب في سماء العين بعد ان ساهم بدور مهم في وصول "العيناوي" الى النهائي، لكن أرق ميتسو الحقيق هو من الخط الخلفي الذي لاح هشاً في المباريات الاخيرة، ومن الفرنسي أنانو الذي لم يتأقلم بعد مع التربة المحلية. وتبدو مهمة الحارس وليد سالم صعبة في غياب قائد دفاع العين فهد علي بعد حصوله على البطاقة الحمراء على ملعب الشعب في الصين. وفي المقابل، أكد مدرب نادي تيرو ساسانا اتابول برسياكام عند وصوله الى الامارات ان "فريقه جاء ليبحث عن التعادل، والمباراة الحقيقية ستكون في بانكوك"... ربما بدا ذلك واقعياً في ظل الحماسة الاماراتية، لكن مشوار هذا النادي الذي تأسس في بداية التسعينات واطاحته في التصفيات بفرق عريقة امثال كاشيما الياباني صاحب الشهرة والمال، و شنغهاي وتايغون قبل ان يزيح اختاكور الاوزبكستاني من نصف النهائي ربما يشير الى ان مدربه يخادع. ويعتمد الفريق في تشكيلته على العناصر الوطنية، إذ لم ينتدب سوى ادو صنداي واديبايوغبا بيبو النيجيريين، وكلاهما يلعب في الوسط... في حين يمثل الحارس فانسا سيساتهام والمدافع فورواندي صمام الأمام وقوته الضاربة التي صعدت به الى النهائي... ويعد تشياي نجم الفريق وهدافه وقد اختير في الموسم الماضي أفضل لاعب في الدوري المحلي، وينتظر ان يلجأ ساسانا كعادته الى تعزيز منطقته والهجمات المرتدة والمعاكسة. وعموماً، لقد أظهر موقع الاتحاد الآسيوي لكرة القدم في موقعه على الانترنت ان زواره رشحوا العين للفوز ب"التاج القاري" بنسبة 64 في المئة... وبين الواقع الافتراضي والحلم الاماراتي الجميل، يبرز أن حقيقة اقامة المباراة هي الحقيقة الواحدة الممكنة حالياً.