أعلن رئيس الحكومة الفلسطينية أحمد قريع أبو علاء أن "قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة خطوة مهمة"، مؤكداً أهمية "أن يحدد المجتمع الدولي موقفه وأن يقول القضاء الدولي كلمته بعدم مشروعية هذا النهب الاسرائيلي للأراضي الفلسطينية". وكان "أبو علاء" أجرى محادثات مكثفة أمس في العاصمة المصرية مع وزير الخارجية المصري أحمد ماهر والأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى، كما اجتمع في مطار القاهرة قبيل مغادرته الى عمان مع مساعد وزير الخارجية الاميركي للشرق الاوسط وليام بيرنز. وقالت مصادر فلسطينية في القاهرة ل "الحياة" إن قريع شرح لبيرنز الموقف الفلسطيني من الاعتداءات الاسرائيلية المتواصلة التي وصفها قريع لبيرنز بأنها "حرب دائرة بلا توقف" وأنها "تقضي تماما على أي أفق سياسي"، ودعا "ابو علاء" الولاياتالمتحدة الى "التدخل الفوري والعاجل لكي تتمكن الحكومة الفلسطينية الجديدة من تنفيذ اجندتها". ونفت المصادر الفلسطينية تجاوز ترتيبات للقاء بين قريع وباول في شرم الشيخ، وقالت ان هذه الترتيبات لم توجد أصلاً وأن بيرنز الذي شارك في محادثات شرم الشيخ امس بين الرئيس حسني مبارك وباول استمع الى تفاصيل كاملة عن الاوضاع من "أبو علاء". وكان قريع اعلن في الجامعة العربية عقب محادثاته مع موسى أنه يثق في ان مبارك "سينقل الى باول الموقف العربي والمصري مما يجري وهو موقف يتفق مع رؤيتنا". وأوضح "أبو علاء" أن استخدام واشنطن الفيتو مرتين ضد قرار ادانة اسرائيل شيء غير مقبول، مشيراً الى رفضه تضمين القرارات المعروضة على مجلس الامن اي شيء يسيء الى أي من فصائل المقاومة حرصاً على الحوار الوطني والوحدة الوطنية الفلسطينية. وقال: "نحن لم نتفق كفلسطينيين على كيفية الهدنة أو وقف النار ولكننا متفقون على الحوار الفلسطيني واستمراره". ودعا اللجنة الرباعية الى تهيئة الاجواء لإجراء انتخابات. وأكد أن هناك ثلاث أولويات مهمة للسلطة هي "وقف بناء الجدار الذي اعتبره اسلوبا جديدا لنهب الاراضي ويجب أن يعبر دوليا عن عدم شرعية الاستيطان الذي يجب أن يوقف، والقدس التي تريد اسرائيل نهبها". وطالب بوقف الجدار العازل ووقف الاغتيالات والبدء في عملية الانسحاب كما نصت "خريطة الطريق"، ووقف كل اشكال القوة، وقال ان 85 في المئة من الشعب الفلسطيني يؤيدون خطوة كهذه. ونحن مع اي قرار يعرض على مجلس الامن لتأمين الحماية للشعب الفلسطيني وتأمين الوصول الى سلام عادل وحقيقي. وقال قريع: "نحن نريد التزاما بعملية السلام ونريد حوارا فلسطينيا نستطيع من خلاله ان نتفق مع كل القوى الفلسطينية على آلية عمل من دون شعارات كبيرة، مثل التي يقولون عن توحيد قوى الامن الفلسطيني". وقال ان الحديث مع موسى كان حول الاوضاع الفلسطينية وممارسات اسرائيل التي تفوق كل التوقعات ولم تلق من المجتمع الدولي الادانة، و"هناك بكل تأكيد نهب للاراضي الفلسطينية بالجدار الفاصل وبناء المستوطنات، وما يجري في القدس وهذه اخطر ما يواجه القضية الفلسطينية. وتباحثنا في تفعيل الدور العربي لتحمل المسؤولية تجاه قضية فلسطين". وقال موسى إن هناك تنسيقا تاما مع القيادة الفلسطينية في التحرك لمواجهة الحرب الاسرائيلية على الشعب الفلسطيني. من جهة ثانية استعرض لقاء قريع وماهر تطورات الموقف في الاراضي الفلسطينية، وقال ماهر عقب اللقاء إن مصر لا تتوسط بين الرئيس عرفات و"ابو علاء" "لأن أحداً لم يشعر بأن هناك حاجة لوساطة من أحد". وحول امكانية احياء الهدنة التي اعلنتها الفصائل الفلسطينية بوساطة مصرية قال ماهر إن "الهدنة انتهت بسبب افعال اسرائيل وهي التي استنفرت الاوضاع حتى تنتهي هذه الهدنة".