أكد الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات أن إسرائيل لم تنفذ ما تم الاتفاق عليه حتى الآن مع مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية جورج تينيت، مشيراً إلى أن الاتفاق كان يقضي بسحب القوات الإسرائيلية وإنهاء الحصار وعمليات التنكيل والاستيطان وجرائم المستوطنين خلال 48 ساعة. وقال عرفات في مؤتمر صحافي عقب محادثاته مع الأمين العام للجامعة العربية السيد عمرو موسى: "لقد مر الآن أسبوعان ولم يحدث أي شيء بل زادت العمليات والإرهاب والتنكيل ضد الشعب الفلسطيني، وآخرها قتل ثلاثة من حركة الجهاد الإسلامي". ووصف الوضع في المنطقة بأنه خطير للغاية، وقال إن الشعب الفلسطيني كله مستهدف من قبل إسرائيل. ووجه عرفات الشكر إلى ولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز الذي التقاه في الاسكندرية ليلة أول من امس "على وقفته المهمة والمتينة لوضع وزير الخارجية الأميركي كولن باول والإدارة الاميركية في كل التصور السعودي الذي يعبر عن المكانة العربية". وكان الأمير عبد الله استعرض مع عرفات نتائج اجتماعه مع باول في باريس، وقال عرفات إن "الأمير عبدالله وضعني في صورة كاملة حول اجتماعه مع باول وطمأنني على الموقف السعودي القومي العربي الإسلامي الطيب". وأوضح عرفات أن الجانب الفلسطيني استجاب كل الدعوات العربية والدولية لوقف النار "للوصول إلى حل سريع ومُرضٍ للشعب الفلسطيني أولاً ولمنطقة الشرق الأوسط ثانياً". وأكد أن الحصار المالي مستمر وكذلك منع السلطات من جباية الضرائب على المعابر الدولية وإغلاق المطار الدولي والمعبر بين مصر وقطاع غزة وبين الأردن والضفة الغربية، مشيراً إلى آلاف الناس الذين ينتظرون الدخول على المعابر التي لا تفتح أكثر من ساعتين ثم تغلق بعد ذلك. ورفض عرفات وصف الموقف الأميركي بأنه منحاز، وقال إنهم الاميركيين اتخذوا بعض الإجراءات المهمة وأرسلوا مندوباً دائماً إلى المنطقة وليام بيرنز وكذلك مدير المخابرات وباول "وللأسف لم يلتزم الإسرائيليون بما تم الاتفاق عليه". ولفت إلى الموقف الواضح للقمة الاميركية - الأوروبية في السويد والتي أقرت تنفيذ تقرير ميتشل كاملاً. وعبر عرفات الذي غادر القاهرة أمس إلى عمان عن أمله في وصول الأموال التي قررتها القمة العربية، وقال إن "الشعب الفلسطيني يعيش ظروفاً مادية صعبة". ومن جانبه، قال الأمين العام لجامعة الدول العربية السيد عمرو موسى إن ما طرحه الرئيس الفلسطيني بشأن الوضع في الأرض المحتلة هو "غاية في الخطورة والتشاؤم". وأضاف أن تقرير "أبو عمار" عن مدى تنفيذ مقترحات بيرنز وباول هو "تقرير سلبي مئة في المئة"، مشيراً إلى أن بعضهم قد يراه مجرد كسب للوقت لأن الإسرائيليين لم يحترموا تدخل الاميركيين. وأكد موسى أن الوضع في الاراضي المحتلة ما زال متفجراً وأن "كل عدوان سيكون له رد فعل فلسطيني"، محذراً من أن الأمور سترجع إلى نقطة الصفر إذا لم تغادر نقطة الصفر. وقال: "لا تقدم لخطة تينيت ولتدخلات وزير الخارجية الاميركي، إذن الأمر خطير جداً وهذا الكلام لم يكن معروفاً وسمعناه اليوم من فم أبو عمار شخصياً فيجب أن ينقل إلى كل الدول العربية وستقوم الديبلوماسية الفلسطينية بنقله إلى الدول الأوروبية". وأضاف موسى انه سيجري مشاورات مع الدول العربية المعنية في هذا الصدد. وكان عرفات أجرى محادثات في الاسكندرية ليلة أول من امس مع كل من الرئيس حسني مبارك وولي العهد السعودي، كما استقبل وزير الخارجية المصري السيد أحمد ماهر. وأجرى ماهر بعدئذ اتصالين هاتفيين مع كل من باول والممثل السامي الأوروبي للسياسة الخارجية والأمنية المشتركة خافيير سولانا. وصرح مصدر مسؤول في الخارجية المصرية بأن ماهر تباحث مع باول حول خطورة الوضع ودعا إلى البدء فوراً في تطبيق توصيات تقرير ميتشل "تدعيماً لوقف إطلاق النار الذي يتعرض للخرق من جانب إسرائيل التي تزعم في الوقت نفسه أنها الحكم الذي يحدد موعد بدء الخطوات التالية، بينما نعرف أن الولاياتالمتحدة ترفض إعطاء أي طرف حق فيتو على تنفيذ التوصيات". وطلب ماهر من الولاياتالمتحدة أن تضع الجدول الزمني لبدء تنفيذ تلك التوصيات وعدم ترك إسرائيل تستمر في التلاعب في هذا الشأن، كما أوضح أهمية وجود مراقبين لوقف النار لردع ومنع أي خرق له وتحديد من يقوم بهذا الخرق. وأكد ماهر لسولانا أهمية أن تستمر أوروبا في الاضطلاع بدور نشط في دعم عملية السلام وإنقاذها من الأخطار المحدقة بها. وكان ماهر عقد جلسة محادثات مع نظيره السعودي الأمير سعود الفيصل في الاسكندرية حيث تناولا التطورات الأخيرة في المنطقة والاعتداءات الإسرائيلية وقيام إسرائيل بعمليات القتل المبرمج ووسائل العمل على سرعة تنفيذ توصيات تقرير لجنة ميتشل وصولاً إلى بدء مفاوضات المرحلة النهائية القائمة على أساس الشرعية الدولية وقرارات الأممالمتحدة خصوصاً قراري مجلس الأمن 242 و338 ومرجعية مؤتمر مدريد ومبدأ الأرض مقابل السلام.