أكد رئيس الوزراء الفلسطيني احمد قريع أنه لن يكون هناك اجتماع مع رئيس الوزراء الاسرائيلي ارئيل شارون إذا لم يلزم شارون نفسه بالجدية في بحث الامور. ووصل قريع الى عمان مساء أمس سعيا للحصول على مساعدة الاردنوالولاياتالمتحدة لاحياء خطة خارطة الطريق للسلام التي وضعت اسرائيل أمامها العراقيل. والتقى قريع مع المبعوث الامريكي وليام بيرنز لأول مرة منذ توليه رئاسة الحكومة اوائل الشهر الحالي كما أنه سيسلم العاهل الاردني الملك عبد الله قائمة بالمطالب الفلسطينية قبل زيارة العاهل الاردني الى واشنطن الاسبوع الحالي. وكان الاردن قد اعلن ان الملك عبد الله يأمل في ان يقدم لكبار المسؤولين الامريكيين مقترحات فلسطينية لانهاء دائرة العنف واحياء خارطة الطريق التي تنص على اقامة دولة فلسطينية بحلول عام 2005 . وقال مسؤول بالديوان الملكي ان الملك عبد الله كان قد اجتمع مع قريع قبل شهر رمضان وطلب منه تقديم اقتراحات وافكار بشأن سبل احياء خطة السلام يمكن ان ينقلها الى الرئيس الامريكي جورج بوش. واضاف المسؤول الاردني ان الهدف الرئيسي من زيارة العاهل الاردني الى واشنطن هو حشد الدعم للقضية الفلسطينية واحياء خطة السلام في الشرق الاوسط. وقبل توجهه الى عمان قال قريع انه سيبلغ بيرنز انه على الولاياتالمتحدة ان تشارك بصورة نشطة ومباشرة في احياء مفاوضات السلام. وقال قريع في مؤتمر صحفي عقب الاجتماع الاسبوعي للحكومة في رام الله أنه لن يكون هناك اجتماع بدون استعدادات مناسبة، إذا قالت الحكومة الاسرائيلية سنستمر في بناء الجدار الفاصل فلا داعي لاية لقاءات أو محادثات لانه لا معني لها. وأعرب عن أمله في أن تلزم الولاياتالمتحدة نفسها من جديد بالعملية السلمية وإظهار مزيد من التصميم كوسيط للسلام. ويعتزم شارون وقريع عقد أول اجتماع رسمي لهما منذ تولي قريع منصب رئيس الوزراء لكن لم يتم تحديد موعد معين للاجتماع. وقال قريع أنه يريد أن يلزم شارون نفسه بقضايا مثل إزالة الجدار العازل الذي يجرى بناؤه داخل الاراضي الفلسطينية ووقف البناء الاستيطاني ورفع الحصار والاغلاق المفروض على المدن الفلسطينية وعلى الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات. وأضاف قريع أنه لن يشارك في أي اجتماع قبل أن يتم الاعداد له بشكل جيد لبحث هذه القضايا بجدية، وقال أن الاجتماع ليس هدفا في حد ذاته ولكن هناك قضايا جادة يتعين بحثها أولا. وقال انه إذا كانت هناك نوايا طيبة لبحث هذه القضايا فسوف يجدون لدى الفلسطينيين رغبة في إجراء مباحثات جادة، لكن إذا كان الامر مجرد مناورة ، فحينئذ لن تكون للفلسطينيين علاقة بذلك. واعتبر قريع ما تسرب عن خطة يضعها شارون لاخلاء تجمعات استيطانية مجرد محاولة لضم مستوطنات الى اسرائيل. وأكد أنها خطة مرفوضة وخطيرة وتشكل استمرارا للسياسة الاستيطانية وبناء جدار الفصل العنصري. وقال قريع أن مدير مكتبه حسن أبو لبدة ووزير شئون المفاوضات الفلسطيني صائب عريقات سوف يجتمعان اليوم الاحد مع مدير مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي دوف فايسجلاس للتمهيد لعقد الاجتماع مع شارون. ونفى قريع أن هناك وضع رسمي لاي من مبادرات السلام التي يجرى بحثها في الوقت الحالي بين النشطاء الفلسطينيين والاسرائيليين. وكان بذلك يشير إلى ما أصبح يعرف باسم مبادرة جنيف التي سيتم التوقيع عليها رسميا غدا الاثنين وإلى الاجتماعات الفلسطينية الاسرائيلية الاخرى التي تعقد في مدريد ولندن. وقال قريع ليست هناك أية مبادرات رسمية فلسطينية على الاطلاق، إلا المبادرات التي أقرها المجلس الوطني والمركزي الفلسطيني ومرجعية منظمة التحرير الفلسطينية وبرنامجها السياسي . وفيما يتعلق بالحوار الفلسطيني الفلسطيني الذي سيبدأ في القاهرة ، أكد قريع أن جدول أعماله سيكون مفتوحا لكافة الموضوعات وسيشارك فيه ممثلو الفصائل والشخصيات الفلسطينية من الداخل الفلسطيني أو من الشتات. وأكد قريع أنه لن يشارك في هذا الحوار لكنه قد يشارك في ختامه بناء على اقتراح اللواء عمر سليمان (مدير المخابرات المصرية). ووصل قريع مساء امس قبيل وصول المبعوث الامريكي لشؤون الشرق الاوسط وليام بيرنز ليلتقيا في السفارة الأمريكية في عمان، بحسب أوساط الوفدين الفلسطيني والأمريكي. وسبق لقاء قريع وبيرنز اجتماع عقده رئيس الوزراء الفلسطيني والوفد المرافق مع وزير الخارجية الاردني مروان المعشر الذي صرح عقب الاجتماع أن قريع يحمل معه بعض الافكار ونقوم بدراستها مع الجانب الفلسطيني تمهيدا لحملها الى واشنطن في محاولة لاعادة العملية السلمية الى مسارها الصحيح. واضاف ليس لدينا متسع من الوقت اذ ان عملية التوسع في بناء المستوطنات وبناء الجدار اصبحت تهدد ليس فقط مستقبل العملية السلمية بل تهدد مستقبل الدولة الفلسطينية وهذا ينعكس سلبا على الجانب الاردني ايضا. وتابع المعشر لم يعد باستطاعتنا الوقوف دون عمل شيء جاد يمكن من خلاله اعادة العملية السلمية الى مسارها الصحيح مشددا على وجود تفاهم تام في هذا الموضوع وتنسيق كامل مع الجانب الفلسطيني. ومن جانبه، قال وزير الشؤون المدنية الفلسطيني جميل الطريفي الذي يرافق قريع، في تصريح لفرانس برس، ان اللقاء مع المعشر شهد تبادل وجهات النظر حيث ابدى وزير الخارجية تفهما للطرح الذي قدمناه من دون توضيحات اضافية حول مضمون هذا الطرح. واضاف ان البحث خلال اللقاء تناول الوضع السياسي وتحريك العملية السلمية وخصوصا خارطة الطريق وضرورة تطبيقها. وسوف يلتقي رئيس الوزراء الفلسطيني مع الملك عبد الله الثاني ورئيس الوزراء الاردني فيصل الفايز اليوم الأحد.