شرعت اسرائيل امس في تجنيد خمس كتائب من احتياطي الجيش الاسرائيلي بأوامر استثنائية من اجل الخدمة في الاراضي الفلسطينية في ظل تزايد احتمالات تنفيذ عمليات استشهادية في المدن الاسرائيلية. واستدعى الجيش الاسرائيلي الكتائب الخمس للخدمة مدة ثلاثة اسابيع اعتبارا من يوم امس، بموجب قرار صادق عليه رئيس هيئة الاركان الجنرال موشيه يعلون بغية "دعم القوات الاسرائيلية العاملة في الضفة الغربية وقطاع غزة". واتخذ القرار المبدئي في خصوص تجنيد هذه الكتائب خلال مداولات سابقة للتقويم الامني جرت في مكتب وزير الدفاع شاؤول موفاز الذي قرر منح الجيش حق اتخاذ قرار في شأن استدعاء قوات احتياط اضافية لتعزيز قواته، وهو امر لم يكن معمولا به في السابق، اذ يحتفظ وزير الدفاع بهذه الصلاحية لنفسه. استدعاء الاحتياط و"أوامر الطوارئ" واثر هذا الاستدعاء، طالبت حركة جنود الاحتياط "فلتام" موفاز بالاستقالة من منصبه في رسالة ارسلتها اليه. وجاء في الرسالة: "لا يمكن ان تصدر اوامر الطوارئ بهذه السهولة، اضافة الى الخطورة التي تكمن الآن في اصدار مثل هذه الاوامر التي تخلق ازمة ثقة بين جنود الاحتياط والجهاز الأمني". وأضافت ان "الاستهانة في استعمال أوامر الطوارئ تثبت ان هناك من لا يفهم معنى انتزاع جندي الاحتياط بين ليلة وضحاها من عائلته واولاده وعمله وتعليمه". ويأتي استدعاء الاحتياط في الوقت الذي تشهد فيه الاراضي الفلسطينية تصعيدا غير مسبوق في المواجهات الدائرة منذ ثلاث سنوات، خصوصا في ظل تزايد احتمالات تنفيذ عمليات التي وصلت السبت الماضي الى 46 انذاراً بقرب وقوع عملية فدائية. استهداف النقب ب8 صواريخ "قسام" إلى ذلك، سقطت ثماني صواريخ "قسام" امس في اطراف النقب الشمالي والغربي داخل "الخط الاخضر" الى الشرق من قطاع غزة. وقالت مصادر اسرائيلية ان ثلاثة صواريخ منها سقطت في بلدة "سديروت" والخمسة الباقية سقطت في مناطق مفتوحة فارغة وخالية من المباني والسكان. ولم يبلغ عن وقوع اصابات. وقدرت مصادر امنية اسرائيلية ان الصواريخ لم تنطلق من بلدة بيت حانون شمال شرقي القطاع، بل ربما من بلدة جباليا او بلدة بيت لاهيا جنوب بيت حانون والى الغرب منها على التوالي. واعربت عن اعتقادها بان الصواريخ من طراز "قسام" مطورة عن سابقاتها، ويمكن لها ان تصل الى مدى أبعد. من جانبها، اعلنت "كتائب عز الدين القسام" التابعة ل"حركة المقاومة الاسلامية" حماس مسؤوليتها امس عن قصف سديروت، مضيفة ان القصف يأتي رداً على الدمار الشامل الذي سببه الجيش في رفح وغيرها من المدن، والذي كان من نتائجه هدم اكثر من مئة بيت وتجريف مئات الدونمات. وكانت قوات الاحتلال الاسرائيلي اعادت امس انتشارها في حيي البرازيل والسلام شمال شرقي مدينة رفح اقصى جنوب القطاع. وقالت مصادر فلسطينية ل"الحياة" انه تبين ان قوات الاحتلال هدمت 12 منزلاً كلياً، واكثر من 30 منزلاً جزئياً في المناطق التي انسحبت منها. وأضافت ان الجرافات الاسرائيلية دمرت البنى التحتية في هذه المناطق، خصوصا شبكات الكهرباء والهاتف والماء والصرف الصحي، فضلا عن قيام جنود الاحتلال بسرقة مأكولات ومواد تموينية وأموال من محل تجاري، ونحو 3500 دينار أردني من احد المنازل التي داهموها وفتشوها. واعتقلت قوات الاحتلال ثلاثة فلسطينيين على حاجز ابو هولي وسط القطاع امس. "الأقصى" تقتل جنديا في رفح من جانبها، اعلنت "كتائب شهداء الاقصى" في بيان لها امس ان أفرادها قتلوا بطريق القنص جنديا اسرائيليا واصابوا اخرين في مكمن نصبوه لهم في حي السلام في مدينة رفح، معتبرة ذلك ردا على العدوان الاسرائيلي المستمر على المدينة. وعد باطلاق 5 أسرى أردنيين في الرملة الى ذلك، قالت الاذاعة الاسرائيلية امس ان القنصل الأردني في تل ابيب التقى الاسبوع الماضي خمسة اسرى اردنيين معتقلين في سجن الرملة. ونقلت عن الاسرى قولهم ان القنصل وعدهم باطلاقهم. وذكرت الاذاعة ان مصلحة السجون الاسرائيلية نقلت معتقلا اردنيا من سجن عسقلان جنوبا الى سجن الرملة، تمهيداً في ما يبدو لاطلاقه. يذكر ان نحو 25 أسيراً أردنياً معتقلون لدى إسرائيل.