اعترف ارئيل شارون رئيس الوزراء الاسرائيلى انه لا يمكن لاسرائيل ان تسيطر على اكثر من مليون فلسطينى فى قطاع غزة وتظل فى نفس الوقت دولة يهودية مؤكدا انه يجب اخذ العامل الديموغرافي فى المنطقة بالحسبان. وقال شارون في كلمة له الليلة قبل الماضية فى اطار تخريج دورة جديدة من كلية الامن الوطني واذاعها الراديو الاسرائيلى صباح امس ان كل من يريد ان يبقى مستوطنات غوش قطيف ومعاليه ادوميم تحت سيطرة اسرائيل سيبقى فى نهاية الامر بدون غوش قطيف وبدون معاليه ادوميم. وحول المفاوضات الائتلافية المقرر ان تبدأ يوم غد الاحد قال شارون انه يترتب على جميع الشركاء المحتملين فى الحكومة ان يكونوا مستعدين للتوصل الى حلول وسط مشيرا الى ان مشاعر العداء المتبادل بين مختلف الاحزاب لن تؤدي الى اية نتيجة. من ناحية ثانية اعلنت مصادر عسكرية اسرائيلية ان القوات الاسرائيلية في بيت حانون تواصل عملياتها العسكرية لليوم السابع عشر على التوالي في بيت حانون شمال القطاع بذريعة العمل لوقف اطلاق صواريخ قسام على سديروت فى النتقب الغربى وعلى مستوطنات واهداف داخل اسرائيل. كما تواصل القوات الاسرائيلية فى البلدة حملات التمشيط والمداهمة واحتلال العديد من المبانى وخاصة المرتفعة منها واستخدامها قواعد عسكرية ومراكز للمراقبة والقنص لكل من يتحرك فى البلدة فى ظل الحصار المشدد وحظر التجول وعزل البلدة عن العالم وقطعها بالحواجز وبالسواتر الترابية لمنع وصول مركبات ومواطنين من القطاع اليها مما ادى لنقص شديد فى المواد الغذائية وحليب الاطفال والدواء اضافة الى تدمير مراكز الخدمات وتخريب البنى التحتية من شبكات الماء والكهرباء والطرق وتحويل العديد من المبانى الى انقاض. من جهة اخرى قالت المصادر الفلسطينية ان تدهور الوضع حمل مفوض عام وكالة الغوث الدولية بيتر هانسن على القدوم للبلدة لكسر الحصار ضمن قافلة مساعدات انسانية فاطلق الجنود النار عليه ومن معه واستمر اطلاق النار عليه بعد ان احتمى فى منزل اكثر من نصف ساعة حتى تدخل بعض مسؤولي الوكالة مع القيادة العسكرية الاسرائيلية لوقف النار وتمكينه من العودة ولم تكن هذه هي الحادثة الاولى بل تكررت مع فريق آخر من الوكالة ومع فريق طبي آخر من الصليب الاحمر الدولى اما التلفزيون الاسرائيلى الرسمي (القناة الاولى) وفي نشرته الاخبارية فكشف عن خلاف نشب وراء الكواليس بين وزير الجيش الاسرائيلى شاؤول موفاز وبين قادة جيشه وعلى رأسهم قائد هيئة الاركان الجنرال موشيه يعلون حول بقاء جيش الاحتلال الاسرائيلى فى بيت حانون فى قطاع غزة. وقال مراسل التلفزيون للشؤون العسكرية انه فيما يرى موفاز ان على جيش الاحتلال البقاء فى بيت حانون يرى قادة الجيش انه يتوجب الانسحاب منها. وزعم موفاز لدعم رأيه ان بقاء جيش الاحتلال فى بيت حانون سيؤدي الى تشديد الخناق على نشطاء المقاومة الفلسطينية .ويأتى زعم موفاز فى الوقت الذى لا تزال فيه صواريخ قسام التى تطلقها المقاومة الفلسطينية تسقط فى الاراضى الاسرائيلية بالرغم من تواجد جيش الاحتلال فى بيت حانون منذ نحو 17 يوما .وبحسب تقرير التلفزيون الاسرائيلى فان قادة الجيش يرون بوجوب الانسحاب من بيت حانون للتخفيف على اهالى البلدة واعادة الحياة فيها الى مسارها الطبيعى فى محاولة لتجميل صورة جيش الاحتلال بنظر الرأى العام. لكن الامر الثابت فى مقولة الجيش هو اعترافه بان ممارساته الارهابية فى بيت حانون وغيرها من الاراضى الفلسطينية المحتلة تجعل حياة الفلسطينيين جحيما لا يطاق.