أكدت الخارجية الاميركية ومسؤولون سودانيون أن وزير الخارجية الاميركي كولن باول سيتوجه الى كينيا الاربعاء، في خطوة تزيد التفاؤل بقرب التوصل الى اتفاق سلام نهائي بين الحكومة السودانية و"الحركة الشعبية لتحرير السودان". وفي موازاة ذلك، يدشن أبرز قادة المعارضة السودانية غداً الثلثاء، أول عمل جماعي علني في الخرطوم، من خلال مهرجان خطابي لمناسبة الذكرى ال39 ل"ثورة أكتوبر" التي أطاحت حكم الرئيس السابق الفريق ابراهيم عبود في ثورة شعبية. واكد مسؤولون في الخارجية الاميركية أمس، أن باول سيتوجه الى كينيا هذا الاسبوع للمشاركة في محادثات السلام التي يجريها في ضاحية نيافاشا الكينية النائب الاول للرئيس علي عثمان محمد طه وزعيم "الحركة الشعبية" جون قرنق. وقالت المصادر ان القرار اتخذ بعد بحث عميق. واوضح مسؤول في الهيئة الحكومية للتنمية في شرق افريقيا إيغاد التي تتولى الوساطة بين الجانبين، ان تشارلز سنايدر مساعد باول سيسبقه الى نيافاشا غداً الثلثاء. ويشير اعلان الخطوة الى توقع اميركي لقرب تذليل العقبات التي تعترض المفاوضات السودانية، وامكان التوصل الى اتفاق سلام نهائي. واعلن وزير الخارجية السوداني مصطفى عثمان اسماعيل في الخرطوم، ان زيارة باول "ستعطي قوة دفع كبيرة للمحادثات. واذا توصل الطرفان الى اتفاق، فإن في وسع باول المشاركة في التوقيع". ولم يستبعد صوغ مشروع اتفاق نهاية الشهر الجاري. وقال الناطق باسم "الحركة الشعبية" ياسر عرمان إنه ينتظر وصول باول الاربعاء. وعلم ان وفداً أمنياً وصل الى مقر المفاوضات. وقالت مصادر مطلعة ان وزير الخارجية الاميركي "يرغب في حضور مراسم توقيع وثيقة اتفاق تدفع بعملية السلام بقوة نحو الاتفاق النهائي". ويتوقع أن يتوصل الطرفان الى اتفاق في شأن المناطق الثلاث وقسمة الثروة، على أن يتم ارجاء الخلاف في شأن قسمة السلطة الى جولة لاحقة بعد عيد الفطر. وعلم أن قرنق طلب من طه توسيع عملية السلام باشراك القوى السياسية الأخرى، وان طه وافق على الطلب. وأكد "التجمع" المعارض ترحيبه بالخطوة. وفي الخرطوم، اتفقت قوى المعارضة على تنظيم مهرجان خطابي مساء غد في جامعة الخرطوم في ذكرى "ثورة أكتوبر". ويتحدث في اللقاء الامين العام لحزب المؤتمر الشعبي الدكتور حسن الترابي، فيما سيتحدث قرنق وزعيم حزب الامة الصادق المهدي وزعيم الحزب الاتحادي الديموقراطي محمد عثمان الميرغني الموجودون خارج البلاد عبر الهاتف. ودعت المعارضة الامين العام للحزب الشيوعي محمد ابراهيم نقد الى انهاء اختفائه الاختياري والمشاركة في اللقاء. وسيشكل هذا التجمع في حال حدوثه أول مشاركة جماعية لهؤلاء القادة في حدث سياسي.