استأنف النائب الاول للرئيس السوداني علي عثمان محمد طه وزعيم "الحركة الشعبية لتحرير السودان" الدكتور جون قرنق أمس جولة محادثات سلام جديدة في منتجع نيافاشا الكيني وسط تفاؤل كبير بأن تكون الاخيرة، يوقع الرجلين في نهايتها اتفاق سلام نهائي بعد سلسلة طويلة وشاقة من المفاوضات. ويتوقع ان يحضر وزير الخارجية الاميركي كولن باول الى نيافاشا في نهاية الاسبوع المقبل لدفع عملية التفاوض في حال لم تنته، او حضور مراسم التوقيع على الاتفاق في حال انتهاء المفاوضات. وكان قرنق عبر في حديث أجرته معه "الحياة" في جنوب السودان عشية اجتماعه مع طه، عن تفاؤله في تحقيق اتفاق سلام نهائي مع الحكومة في اسرع وقت، لكن في الوقت نفسه وصف المفاوضات الجارية بأنها "ستكون شاقة ومعقدة"، مشدداً على: "اننا لن نغيّر مواقفنا من مسألة الرئاسة الدورية، وكذلك رفضنا قيام عاصمة طائفية تحكم بدين احد الاطراف. كما نرفض نقل العاصمة من الخرطوم الى الجنوب". وكشف ان حركته طبعت عملة جديدة سمتها "جنيه السودان الجديد" وستطرح للتداول قريباً في المناطق التي يسيطر عليها في جنوب السودان والنيل الازرق وجبال النوبة. نص الحديث ص15 وفي نيافاشا، اعتبر وزير خارجية كينيا كالونزو موسيوكا أمام الجلسة الافتتاحية للمفاوضات السودانية أمس "ان التحدي يكمن في تقديم سلام للسودانيين مع نهاية السنة". وفيما عبّر طه عن "عزيمة الطرفين واصرارهما" في تحقيق السلام، اوضح قرنق "ان البداية ستكون من قمة الجبل هبوطاً الى السفح عبر الاسئلة الصعبة". واشار الى ضرورة ان يشمل الاتفاق شرق السودان ودارفور. وبدأت المحادثات في حضور دولي واقليمي تمثل في مشاركة وفود من دول "السلطة الحكومية للتنمية" في شرق افريقيا إيغاد التي ترعى المفاوضات، وممثلي "شركاء عملية السلام" من الولاياتالمتحدة والنروج وبريطانيا وايطاليا، اضافة الى وفد قيادي من "التجمع الوطني الديموقراطي" المعارض الذي شارك للمرة الاولى كمراقب في الجلسة الافتتاحية. وقال الوزير موسيوكا: "نتجه نحو نهاية السنة وبداية رمضان ومناسبة الميلاد، ويتمثل التحدي في تقديم اتفاق للشعب السوداني"، وعبر عن أمله في "اتخاذ قرارات مهمة في الايام القليلة المقبلة للتوصل الى سلام نهائي". واوضح ان دول "ايغاد" ستعقد اجتماعاً الاسبوع المقبل في كمبالا تعرض فيه تقريراً عن تطورات عملية السلام في السودان. وسيدخل قرنق وطه اليوم في تفاوض مباشر بعد ان يتسلما تقارير اللجان الفنية المتخصصة التي بدأت اعمالها منذ السادس من الشهر الجاري وناقشت قضايا قسمة السلطة والثروة والمناطق الثلاث.