حين: لا أبيض ولا أسود... حين: العقيدة الجمال والنسب بذرة الريح واللغة صدى حلم القلب... حين: السماء هي السقف الاقليمي لرعاة الماشية والأوطان مرسومة بشهوات أقدام الحالمين وحدود الممالك محمولة على أجنحة العصافير حين: على أي تلةٍ ينهض البيت وتحت أي سقف تقوم الوليمة وعلى أي سريرٍ تتفتح زهرة عرس الحياة حين: المقيم ضيفٌ والعابر صاحب بيت. حين: الجميع يحصدون ماء الغيمة ويقتسمون هدايا التراب ويتهادون لقمة الصداقة وضحكة القلب. حين، إذا قال طفلُ: "نعم" أو "لا..." قال الملوكُ: "سمعاً وطاعة..." حين: الجسد ناموس والخطيئة باب رحمةٍ وشهوة القلب ميثاق. حين بموسيقى "باخ" يُستعاض عن أبواق الجنرالات وبقوة الضعف عن حماقة المعادن وبالورود العاطفية عن خِرَقِ الأعلام البائتة. حين: النساء يتقدمن حملات الصيد، ويرسمن المخططات الأكثر أناقةً لغزوات الليل، ويمنحن البركات، ويحجبن العطايا، ويعلقن أوسمة الشجاعة على صدور الأولاد الفارين من المعارك، فيما الرجال، خلفهنّ، يفرمون النعناع ويقرأون مصائر الأمم في فناجين القهوة وينظفون، دونما شكوى، الحفاضات والشراشف والقدور وبواليع الحمامات. حين إذا اغتيلت شجرة أجهشت الغابات كلها، أو طفل تألمت الناس كلها، أو وردة، أو غراب، أو فكرة، أو صلاة خائف، أو ضحكة عاشق... بكت الأقمار كلها والأرضون كلها والسماوات، والحجر، والغيم، والمعابد، والأجراس، والبرلمانات، والجسور، والنواميس، والمخافر، والحانات، والينابيع، والعناصر... كلها... وكلها... حين: ما نقول يصدّق وما نعمل يُحَب ما نحلم يستجاب. حين لا يموت الناس إلا بسبب الموت، ولا يعيشون إلا اخلاصاً لنعمة الحياة، ولا يندمون على أنهم وثِقوا بقدرة العطف وآمنوا بحكمة الجمال وكرّسوا حياتهم لفضيلة الأمل... حينئذٍ حينئذٍ فقط سأؤمن بهذا العالم. 12 تموز يوليو 2003