رأت روسيا أن من الضروري أن تعمد الولاياتالمتحدة إلى الانسحاب من قاعدتين في آسيا الوسطى فور انتهاء العمليات العسكرية في أفغانستان. وأعلنت أنها ستواصل تعزيز قدراتها الدفاعية ما دام حلف شمال الأطلسي مستمراً في التوسع شرقاً. وشددت على حقها في توجيه ضربات وقائية في الدول المجاورة لها، إذا تعرض الأمن القومي الروسي للخطر، لكنها أكدت أنها لن تكون البادئة بشن حرب نووية. وبرر وزير الدفاع الروسي سيرغي إيفانوف، خلال اجتماع وزراء دفاع مجلس روسيا - الحلف الأطلسي في كولورادو، معارضة بلاده انضمام دول البلطيق إلى الأطلسي، بأن موسكو لا يمكن أن تراقب تمركز مقاتلات الحلف في قواعد لا تبعد سوى ثلاث دقائق طيران عن عاصمة الشمال سان بطرسبورغ. وشكا في الوقت نفسه، من قيام طائرات تجسس أطلسية بالتحليق قرب الأجواء الروسية. وأكد إيفانوف أن بلاده ستواصل تعزيز قدراتها الدفاعية ولن تخفض تعداد قواتها المسلحة "طالما ظل الأطلسي حلفاً عسكرياً ذا عقيدة قتالية"، ولم يعد النظر في هيكليته وعقيدته العسكرية. وأوضح إيفانوف أن روسيا رحبت بقرار أوزبكستان وقرغيزستان إعطاء القوات الأميركية قواعد عسكرية، لكنها تتوقع انسحاباً سريعاً من المنطقة فور انتهاء العمليات العسكرية في أفغانستان، ما اعتبره محللون أمس، تأكيداً لسعي روسيا إلى استعادة دورها في آسيا الوسطى، خصوصاً مع دعوة إيفانوف دول الحلف إلى توقيع اتفاقات ثنائية مع بلاده، لتنظيم عبور قوافل عسكرية إلى أفغانستان أسوة باتفاق وقعته مع ألمانيا أول من أمس. الصواريخ الأميركية وعلى هامش مؤتمر وزراء الأطلسي في كولورادو، اجتمع وزير الدفاع الألماني بيتر شتروك مع نظيره الأميركي دونالد رامسفيلد للبحث في موضوع تمركز القوات الأميركية في ألمانيا، فيما تدرس واشنطن إعادة نشر تلك القوات في دول أخرى مثل بولندا وتشيخيا. وفي غضون ذلك، نقلت صحيفة "زوديتشه تسايتونغ" الألمانية أمس عن مصادر في وزارة الخارجية الأميركية، أن واشنطن تدرس حالياً إبرام اتفاقات ثنائية "مع دول أوروبية منتقاة" لنشر صواريخ دفاعية ضد صواريخ من إيران وكوريا الشمالية، في مقابل تقديم مساعدات اقتصادية إلى الدول الراغبة في هذا التعاون. وأبلغ ديبلوماسي أميركي رفيع الصحيفة أن واشنطن "تشك في إمكان التوصل إلى توافق أميركي -أوروبي في هذا الشأن في إطار الحلف الأطلسي، بسبب معارضة سياسية للفكرة وعجز في الموازنات الأوروبية". ولتجاوز تلك العقبات يدرس البيت الأبيض البحث عن دول مستعدة لتوقيع اتفاقات تسمح بنشر الصواريخ المضادة للصواريخ على أراضيها، ابتداء من العام 2006. ونقلت الصحيفة عن مسؤول في "مؤسسة العلوم والسياسة" الألمانية بنيامين شير الباحث في سياسة التسلح الأميركية، ترجيحه أن تكون رومانيا وبلغاريا "من دول الخيار الأول" لدى الأميركيين.