بروكسيل، كابول، إسلام آباد – «الحياة»، أ ف ب - تنعقد اليوم، في مدينتي كيل الألمانية وستراسبورغ الفرنسية المتجاورتين اللتين تشكلان رمزاً لمصالحة البلدين بعد الحرب العالمية الثانية، القمة ال60 للحلف الأطلسي (ناتو)، وسط ترجيح ان تلقى مبادرات الرئيس الأميركي باراك اوباما التي تضمنتها استراتيجيته الجديدة الخاصة بأفغانستان «آذاناً صاغية» إضافية لدى الزعماء الأوروبيين الذين سيكشفون تفاصيل تعهداتهم العسكرية والسياسية التي قدموها في مؤتمر لاهاي الثلثاء الماضي. وسيعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إرسال بلاده 150 عنصراً من الدرك الى أفغانستان، على ان يعلن زعماء إسبانيا وإيطاليا وهولندا والبرتغال، إرسال 300 عنصر أمن الى هذا البلد. وستؤكد القمة استئناف الاتصالات الرسمية للحلف مع روسيا بعد خلافهما حول النزاع في جورجيا في آب (أغسطس) الماضي، وذلك تنفيذاً لقرار اتخذه وزراء خارجية دول الحلف في الخامس من آذار (مارس) الماضي، فيما أبدى الناطق باسم الخارجية الروسية أندريه نستيرينكو استعداد بلاده لإبرام اتفاق تعاون مع الولاياتالمتحدة، في شأن نقل معدات عسكرية الى أفغانستان عبر روسيا. (راجع ص 8) وكانت شحنة إمدادات غير عسكرية أرسلت الى قوات «الأطلسي» في أفغانستان عبر روسيا اخيراً، في وقت تبحث الولاياتالمتحدة عن ممرات جديدة للإمدادات، بعدما كثف مقاتلو «طالبان - باكستان» هجماتهم في منطقة معبر خيبر الحدودية مع أفغانستان، وأغلقت قيرغيزستان القاعدة الجوية الأميركية على أراضيها، بعد تلقيها مساعدات ببليوني دولار من موسكو. وصرح الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف، على هامش قمة مجموعة الدول العشرين في لندن، بأن بلاده مهتمة بتعزيز التعاون مع الولاياتالمتحدة في قضايا مثل أفغانستان، في إطار جهود أوسع لتحسين العلاقات بين موسكووواشنطن. في الوقت ذاته، أعلن الأمين العام للحلف الأطلسي ياب دي هوب شيفر أن العلاقات «الأطلسية» – الروسية لن تتحسن «لمجرد أننا نريد ذلك، بل لثقتنا بأن روسيا ستبدي مزيداً من التعاون في شأن أفغانستان، لان لا مصلحة لها في انتشار التطرف في آسيا الوسطى». وعشية قمة «الأطلسي»، رأى وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس ان وجود الرئيس الأميركي «سيسهل تخصيص الأوروبيين مصادر تطالب بها واشنطن لدعم الجيش الأفغاني ونشر خبراء مدنيين في قطاعات مثل الزراعة والصحة وتأمين مياه نظيفة، إضافة إلى تخصيص مدربين للشرطة الأفغانية». لكن غيتس انتقد عدم بذل القادة الأوروبيين باستثناء البريطانيين، جهوداً كافية لإقناع الناخبين بالحاجة الى كسب الحرب في أفغانستان، وبأن الهجمات التي استهدفت مدريد عام 2004 ولندن عام 2005 كان مصدرها منطقة الحدود الباكستانية - الأفغانية. وفي باكستان، أعلنت السلطات أنها ستدرس مسألة إطلاق صواريخ أميركية على المناطق القبلية (شمال غرب) مع المبعوث الأميركي ريتشارد هولبروك الذي سيزور إسلام آباد الاثنين والثلثاء المقبلين.