} يجري الامين العام لحلف شمال الاطلسي سلسلة لقاءات في موسكو الاسبوع الجاري، يستمع خلالها الى دواعي معارضة الروس مشروع الدرع الصاروخي الاميركي، كما يطلع منهم على خطتهم البديلة للتصدي للهجمات الصاروخية والتي اصبحت تعرف باسم "مشروع الدفاع في مسرح العمليات". وجاء ذلك في وقت افيد ان رئىس الوزراء البريطاني ابدى استعداده لتسويق مشروع الدرع الصاروخي الاميركي لدى الحلفاء الاوروبيين الذين قابلوا المشروع بقلق شديد. يصل الامين العام لحلف شمال الاطلسي جورج روبرتسون الى موسكو اليوم، في زيارة تستغرق ثلاثة ايام يجري خلالها محادثات مع القادة الروس تستهدف تحسين العلاقات بين بلادهم والحلف، وذلك عبر تذليل الخلافات على عدد من القضايا وفي مقدمها مشروع الدرع الصاروخي الاميركي. وتأتي الزيارة في وقت بلغ الجدل بين موسكووواشنطن ذروته بشأن المشروع الذي يهدف الى حماية الاراضي الاميركية من اي اعتداء بالصواريخ العابرة، من جانب دول او منظمات تصفها الولاياتالمتحدة ب"المارقة". وستكون محادثاته في موسكو الابرز في سلسلة اتصالات في هذا الشأن تجري خلال الاسبوع الجاري، وبينها لقاء وزيري الخارجية الاميركي كولن باول والروسي ايغور ايفانوف في القاهرة واللقاءات التي يجريها نظيرهما الالماني يوشكا فيشر في واشنطن مع اركان الادارة الاميركية الجديدة. ويتوقع ان يعرض الروس على روبرتسون خطة اعدوها لانشاء درع دفاعي صغير وغير مكلف مضاد للصواريخ، اصبحت تعرف باسم "مشروع الدفاع الاوروبي في مسرح العمليات" وهي ترتكز على انظمة دفاع متحركة، يمكن نقلها الى الاماكن المعرضة للخطر داخل القارة. وتعتقد موسكو ان تلك الخطة تشكل بديلاً لمشروع الدرع الصاروخي الاميركي الذي اتفقت مع بكين على انه يشكل انتهاكاً لمعاهدة الحد من الصواريخ البالستية، وتشاركهما في القلق ازاءه عواصم اوروبية عدة، في مقدمها باريس وبرلين. وفي المقابل، اتهمت الولاياتالمتحدةروسيا بانها "اصل العلة"، بسبب تصديرها تكنولوجيا الصواريخ الى دول "مارقة" مثل العراق وايران وكوريا الشمالية، اضافة الى منظمات ارهابية ربما تمكنت من الحصول على هذه التكنولوجيا من احدى هذه الدول. وتتضمن الخطة الروسية في المقام الاول، تقويماً لتهديدات الصواريخ الحالية والمستقبلية، وفي حال اكتشاف اي تهديدات، يتم التصدي لها عن طريق جهود دولية مشتركة من خلال وسائل ديبلوماسية وغير عسكرية، قبل نشر قوة متحركة مضادة للصواريخ قرب معتد محتمل، ويكون ذلك بمثابة تحرك اخير لا مناص منه. وفي الوقت نفسه، يتوجه وزير الخارجية الالماني يوشكا فيشر الى واشنطن في زيارة تعارف مع اركان الادارة الاميركية الجديدة، يتوقع ان يجري خلالها البحث في دواعي قلق اوروبا ازاء مشروع الدرع الصاروخي الاميركي. الى ذلك، افادت صحيفة "صنداي تايمز" اللندنية امس، ان رئيس الوزراء البريطاني توني بلير سيبلغ الرئيس الاميركي جورج بوش الاسبوع الجاري، موافقة لندن على السماح للاميركيين بتطوير قاعدة رادار تابعة لهم في مقاطعة يوركشاير البريطانية لاستخدامها في نظام الدرع الصاروخي. كذلك توقعت الصحيفة المرموقة ان يبدي بلير استعداده لتسويق هذا المشروع الاميركي لدى الحلفاء الاوروبيين الذين ابدوا اعتراضات عليه، مشيرة الى انه من غير المستبعد ان تنشر اميركا هذا النظام على الاراضي البريطانية، الامر الذي قد يستقبل باعتراضات داخلية تصل الى حد قيام تظاهرات شبيهة بتلك التي سارت احتجاجاً على نشر صواريخ كروز في الثمانينات. على صعيد آخر، سيعيد روبرتسون غداً الثلثاء، فتح مكتب الاعلام التابع للحلف في موسكو الذي اغلقته السلطات الروسية في اذار مارس الماضي، رداً على غارات الحلفاء على يوغوسلافيا. وسيجري في اليوم نفسه محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير الخارجية ايغور ايفانوف ووزير الدفاع ايغور سيرغييف، تتناول ايضاً، قضية توسع الاطلسي شرقاً. وكانت موسكو ابدت امتعاضها من ضم الحلف الى عضويته، هنغاريا وتشيخيا وبولندا، عام 1999. ومن المقرر ان تنظر قمة الحلف الاطلسي التي تعقد في براغ عام 2002، في ترشيحات تسع دول اخرى هي استونيا وليتوانيا ولاتفيا وسلوفينيا وبلغاريا ومقدونيا والبانيا ورومانيا وسلوفاكيا. واعتبر الجنرال ليونيد ايفاتشوف رئيس دائرة التعاون الدولي في وزارة الدفاع الروسية ان تحرك حلف شمال الاطلسي شرقاً يشكل "تهديداً لامن روسيا"، اذ يؤدي ضم ثلاث دول في البلطيق، الى وصول قوات الحلف الى الحدود مع روسيا. كذلك ابدت روسيا قلقاً ازاء رغبة جورجيا ايضاً في الانضمام الى الحلف الذي ينفي السعي الى "تطويق" روسيا ويرى انه "يحق للدول المستقلة التي تتمتع بالسيادة ان تختار الترتيبات الامنية الخاصة بها".