أغلقت مراكز الاقتراع في مدينة دمنهور، التابعة لمحافظة البحرية شمال مصر، أبوابها مساء أمس لتسدل الستار على واحدة من أسرع وأصعب المواجهات الانتخابية البرلمانية بين مرشح جماعة "الإخوان المسلمين" الدكتور جمال حشمت ومنافسه عن حزب الوفد السيد خيري قلج. وشهدت المدينة منذ الصباح الباكر استعدادات امنية مكثفة حولتها الى ثكنة عسكرية إذ انتشرت فرق مكافحة الشغب وسيارات الشرطة المدرعة في شوارع المدينة، ونصبت المتاريس حول مراكز الاقتراع التي احاط بها افراد الأمن خشية تفجر الموقف بين أنصار المتنافسين. وشكا مرشح "الإخوان" حشمت من منع ناخبيه من الإدلاء بأصواتهم، وقال ل "الحياة" إن "الشرطة منعت انصاري من الاقتراع، واعتقلت عدداً كبيراً من المندوبين في حين لم يتمكن الباقون من الدخول الى اللجان"، مشيراً الى أنه ارسل برقيات الى المسؤولين والقيادات السياسية طالبهم فيها بالتدخل "لوقف المهزلة التي تتم في الدائرة". وكان محامو حشمت أقاموا دعوى قضائية عاجلة صباح أمس أمام محكمة القضاء الاداري في الاسكندرية لوقف الانتخابات استناداً الى "منع الناخبين من الإدلاء بأصواتهم واعتقال المندوبين والوكلاء"، لكن المحكمة اصدرت حكمها عصراً برفض الدعوى وقررت استمرار اجراء الانتخابات. وبدا واضحاً الوجود الكثيف للدعاية الانتخابية لمرشح الوفد قلج الذي انتشر انصاره في الشوارع وعلى السيارات وهم يحملون اللافتات المؤيدة له في حين اختفت تماما دعاية حشمت وانصار جماعة "الإخوان المسلمين". ونفى قلج ما ردده "الإخوان" عن عقد صفقة بين حزب الوفد والحكومة في مواجهة "الإخوان المسلمين"، وقال ل"الحياة" إن "الوفد يعارض الحكومة ويطالب بإصلاح سياسي في البلاد ويرفض تزوير الانتخابات، فكيف نعقد صفقة مع الحزب الحاكم الذي نتهمه باحتكار السلطة ونعمل على اسقاطه في الانتخابات؟". وأشار الى أن "الانتخابات تتم بحكم قضائي ولا مجال للمزايدات فنحن في الوفد اصحاب حق والقضاء انتصر لنا".