أعلنت هيئة السياحة السنغافورية عن وضع اللمسات الأخيرة لافتتاح «متحف الحياة البحرية» و»الأكواريوم» في منتجع «ريزورتس وورلد سينتوسا» في سنغافورة في الخامس عشر من الشهر المقبل، وبذلك تلبي سنغافورة تطلعات المسافرين من منطقة الخليج العربي في التعرف على المغامرات البحرية، والتاريخ وراء نمو التجارة البحرية بين آسيا ومنطقة الشرق الأوسط. ومن المتوقع أن تكون سفينة «جوهرة مسقط» التي يعود تاريخها إلى القرن التاسع الميلادي محط اهتمام المسافرين من المنطقة، حيث سيتم عرض نسخة طبق الأصل عن تلك السفينة التي قامت سلطنة عمان بإهدائها إلى حكومة وشعب جمهورية سنغافورة. وسوف تستقر «جوهرة مسقط» بشكل دائم في متحف الحياة البحرية الجديد، ما يتيح للزوار التعرف على طريقة بنائها، بالإضافة إلى التعرف على تاريخ الرحلات التجارية البحرية بين سنغافورة وسلطنة عمان. وقال جيسون أونغ، مدير هيئة السياحة السنغافورية لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا: «تتميز السياحة في سنغافورة بالتطور والتجدد المستمرين، وذلك بهدف استقطاب أعداد متزايدة من الزوار العالميين كل عام، بمن فيهم المسافرون من منطقة الشرق الأوسط، الباحثون عن تجربة ثقافية وترفيهية خلال رحلتهم. ونحن واثقون بأن زيارة «متحف الحياة البحرية» و»الأكواريوم» ستكون محطة مميزة بالنسبة إلى المسافرين من منطقة الخليج العربي تحديداً، خصوصاً وأن المتحف يسلط الضوء على الدور التاريخي الذي لعبه الشرق الأوسط في تقوية التجارة العالمية منذ القدم». واختتم أونغ قائلاً: « إن متحف الحياة البحرية والأكواريوم، مع غيره من المشاريع المزمع إطلاقها في منتجع «ريزورتس وورلد سينتوسا»، مثل الجولة المميزة المستمدة فكرتها من فيلم «المتحولون» في «استوديوات يونيفيرسال سنغافورة»، وحدائق «غاردينز باي ذا باي»، ورحلات السفاري النهرية الأولى من نوعها في العالم، سوف تضيف جميعها المزيد من الحيوية والجاذبية لسنغافورة، لتكون زيارتها تجربة واعدة مليئة بالعديد من المغامرات والجولات المختلفة والمميزة عن أي مكان آخر، ما يعزز مكانتها كوجهة مفضلة للمسافرين». وسوف يتخذ متحف الحياة البحرية مكانه في منتجع «ريزورتس وورلد سنتوسا» على شكل سفينة ضخمة بتصميم فريد مبني من الفولاذ والزجاج في قاعة خاصة، ليشكل تجربة مميزة في عالم المتاحف تقدم كثيراً عن عالم الحياة البحرية، واستكشاف السفن التاريخية بحجمها الطبيعي، فضلاً عن ورشات عمل ترفيهية تعليمية خاصة للأطفال. وتشمل المعروضات التفاعلية تقديم عروض موسيقية باستخدام الآلات المختلفة القادمة من موانئ عدة في العالم مثل آلة «السيتار» من الهند، و»السانتور» من إيران، وطبول «البونغو» من كينيا. وسيتاح للزوار تجربة تلك الآلات ودمج وسماع أصواتها عبر شاشة لمسية تفاعلية تمكنهم من إبداع أنغام جديدة يستطيعون حفظها وإرسالها عبر البريد الإلكتروني. كما يقدم المتحف مفكرة شاملة للأحداث والروايات القديمة، وبرامج تعليمية، وورش عمل حول تاريخ الحياة البحرية، وذلك تحت إشراف خبراء أكاديميين ومحترفين، ومجموعة من رواد القطاع البحري، يتم من خلالها النقاش في موضوعات عدة مثل الاستكشاف والفنون والتاريخ الثقافي لمناطق متنوعة من العالم. كما يعمل المتحف أيضاً عن كثب مع العديد من المدارس لتصميم برامج وجولات تعليمية تتناسب مع مناهجهم واحتياجاتهم الدراسية. وتركز هذه الجولات والبرامج على تبسيط المواضيع الصعبة بالنسبة إلى طلاب الصفوف العليا في المرحلة الإعدادية والصفوف الأولى في المرحلة الثانوية، ما يضفي الحياة على مواضيع الدراسة الصفّية من خلال التفاعل مع المرشدين والمتخصصين في المتحف، لترتقي التجربة التعليمية إلى مستوى التعليم التجريبي التفاعلي. وخلافاً للترتيبات التقليدية للمعارض، يقدم متحف الحياة البحرية والأكواريوم معرضاً بقالب الحياة البحرية فيه كثير من المعروضات التكميلية المتناسبة مع روح المتحف. حيث تستقبل الزوار شخصية «باو شوان» الجبار، ونسخة طبق الأصل بالحجم الطبيعي لسفينة الكنز للبحار الأسطوري تشينغ هي. ويعد «تشينغ هي» من أبرز البحارة المستكشفين من الصين، فقد انطلق برحلات استكشافية عدة على رأس أساطيل بحرية يصل قوامها إلى 300 سفينة. ويقدم متحف الحياة البحرية الجديد مقدمة عن رحلاته من الصين إلى المحيط الغربي خلال القرن الخامس عشر وذلك من خلال مقطع فيديو حركي يقدم على مسرح من الطراز المفتوح. كما سيتاح للزوار التجول في معرض «السوق» الذي يقدم لهم تجربة الأسواق القديمة من خلال عرض الأصوات والمناظر الطبيعية في تلك الأسواق التي اعتاد البحارة والمستكشفون القدماء المرور بها للتجارة وتبادل البضائع في مدن عدة على امتداد طريق الحرير. ومن الفعاليات المميزة في المتحف زيارة المسرح الحلزوني المتعدد الوسائط الذي يتسع ل 150 مقعداً تتموضع بشكل دائري. ويعتبر المتحف المشروع الأول الذي سيتم افتتاحه ضمن المرحلة الثانية من منتجع «ريزورتس وورلد سينتوسا». كما تضم هذه المرحلة فندقين، وحديقة الحياة البحرية، ومنتجعاً صحياً يجري العمل فيها على قدم وساق ليتم افتتاحها ابتداء من العام المقبل.