تصاعد السجال على ملف الهاتف الخلوي في لبنان خصوصاً بعدما نسب الى رئيس الحكومة رفيق الحريري كلام عن استثناء هذا الملف من التزامه الهدنة في علاقته مع رئيس الجمهورية اميل لحود، مؤكداً "استمرار المعركة" على هذه الجبهة. ورد وزير الاتصالات جان لوي قرداحي على الحملة التي تقودها، منذ اكثر من اسبوع، المؤسستان الاعلاميتان التابعتان للحريري ضده، باعلانه قرار تقديم دعوى قدح وذم في حق صحيفة "المستقبل" وتلفزيون "المستقبل"، امام القضاء المختص "حفاظاً على الحقيقة ولوضع الامور في نصابها، ازاء حملات التجريح والتشهير والافتراء التي دأبت عليها المؤسستان منذ اكثر من اسبوع، معتمدتين كل اساليب التضليل والكذب والوقاحة". ولاحقاً قال قرداحي: "إن بدل اتعاب المستشار خضع لرقابة مسبقة من ديوان المحاسبة". وأوضح "ان توزيع خطوط خلوية على موظفين تمت منذ بدء عقدي الخلوي من دون اي كلفة على الدولة اللبنانية". ونسب الى الحريري اثناء سفره الى السعودية للمشاركة في افتتاح الملتقى السعودي اللبناني ان: "مغالطات كثيرة يتضمنها بيان قرداحي بين الارقام التي اوردها وتلك التي اذاعها في بيانه السابق" في اشارة الى بيان تفصيلي اصدره قرداحي اول من امس عن الايرادات المحققة في قطاع الهاتف الخلوي والثابت، في رد على "المستقبل" التي نشرت ارقاماً تشير الى تراجع واضح في المداخيل بقيمة 94 بليون ليرة للهاتف الدولي و67 بليون ليرة للهاتف المحلي، بحسب الصحيفة. وذكرت "المستقبل" في حملتها امس على قرداحي أن مستشاره إبن عمه طنوس قرداحي الذي اتهمته "بقبض تعويضات من خزينة الدولة تفوق اضعاف ما يتقاضاه كبار الموظفين في الدولة". وقرر طنوس قرداحي أيضاً "مقاضاة "المستقبل" صحيفة وتلفزيوناً ومن يظهره التحقيق فاعلاً او متدخلاً او محرضاً". وكانت الوزارة وشركتا الهاتف الخليوي "فرانس تيليكوم - لبنان" و"ليبانسل" وقعت عقد تمديد ادارة هذا القطاع وتشغيله حتى حزيران يونيو المقبل، في انتظار انجاز عمليتي المزايدة او المناقصة. ويتوقع ان يواكب هذه العملية مزيد من السجالات نظراً الى التباين بين قرداحي والمجلس الاعلى للخصخصة حول دفتر الشروط. وتوالت امس ردود الفعل على السجال القائم، فرأى وزير الاعلام غازي العريضي ان "من المعيب والخطر ان يغرق لبنان في تجاذبات وخلافات وصراعات انحدرت معها السياسة الى ادنى مستوياتها". واعتبر وزير الاشغال العامة والنقل نجيب ميقاتي ان "الرؤية المستقبلية للبنان لا يمكن ان تكون حكراً على فريق او جهاز واحد بل هي ثمرة تعاون الجميع في سبيل النجاح". وعلق النائب عاطف مجدلاني على ما وصفته صحيفة "المستقبل" ب "الفضيحة الجديدة" عن ابن عم الوزير بالقول: "هذا يؤثر في صدقية الوزير، قد يكون ابن عمه من اهم الاختصاصيين في موضوع الخلوي، لكن بما ان هناك صلة قربى، فإن الموضوع صار يحمل علامات استفهام كبيرة". وأبدى النائب نبيل دو فريج في حديث لاذاعة "لبنان الحر" تخوفه "من التنازلات التي قدمها رئيس الحكومة لرئيس الجمهورية والجانب السوري وعدم تطبيقه الكامل لصلاحياته كرئيس للحكومة، فيما يعطيه الدستور حقاً ما عليه مزاولته". ولم يشكك في صحة الارقام التي اوردتها وزارة الاتصالات حول ايرادات الخلوي، لكنه لفت الى ان "ارقاماً اخرى يجب ايرادها لتبيان الحقيقة كاملة".