أحالت السلطات المصرية أمس 43 أصولياً ينتمون إلى تنظيم "الجهاد" على القضاء العسكري بعد أسابيع من تحقيقات أجرتها معهم نيابة أمن الدولة عن وقائع تتعلق بخطط وضعها التنظيم لضرب أهداف أميركية وإسرائيلية منها سفارتي الدولتين في القاهرة. وينتظر أن يتسلم المدعي العام العسكري ملف القضية اليوم لتباشر النيابة العسكرية من جديد تحقيقات مع المتهمين. أفاد محامي التنظيمات الاصولية في مصر منتصر الزيات أن 43 اصوليا من تنظيم "الجهاد" معتقلين على ذمة التحقيق لاتهامهم بالتخطيط لاعمال عنف "تسلموا إخطارات تفيد تحويلهم على القضاء العسكري". وكانت السلطات المصرية أعلنت، مطلع الشهر، القبض على المتهمين في خمس محافظات، هي القاهرة والجيزة والقليوبية والغربية والبحيرة. وذكرت أن المتهمين حاولوا التسلل إلى الحدود الإسرائيلية، لكن الإجراءات الأمنية المصرية منعتهم من تجاوز الحدود. وبحسب لائحة الاتهام التي حصلت "الحياة" عليها، استخدم زعيم المجموعة، ويدعى إيهاب اسماعيل صبري، شبكة الانترنت لإجراء اتصالات مع قادة في التنظيم مقيمين خارج مصر. واستطاع تشكيل ثلاث خلايا في مصر. وتولى مساعدته المتهم محمد احمد دراج الذي كان يتولى مهمة مندوب الاتصال مع بقية المتهمين. وأعد المتهمون "برنامجاً لعقد دروس تثقيفية في منازلهم وتلقوا تدريبات على استخدام الاسلحة والمتفجرات والرياضات العنيفة وجهزوا مكاناً لتصنيع العبوات الناسفة، ضبطت السلطات داخله كميات كبيرة من مادة "تي إن تي" الشديدة الانفجار، اضافة إلى مواد سائلة وضعت في براميل كان المتهمون يعدون لخلطها لتصبح قنابل سائلة". وبين المتهمين خريجون من كلية العلوم استخدموا خبراتهم في صنع المتفجرات. وأفادت المعلومات أن المتهمين استخدموا الحمام الزاجل في نقل الرسائل بينهم تفادياً للمراقبات الأمنية لهواتفهم، ولم تثبت التحقيقات أي صلة للمتهمين بتنظيم "القاعدة" أو حتى بزعيم "الجهاد" الدكتور أيمن الظواهري الذي يعد الرجل الثاني في تنظيم "القاعدة" بعد أسامة بن لادن. لكن المتهمين اعترفوا بأن خطط بن لادن والظواهري واحاديثهما مثلت مرجعيات فكرية وفقهية لهم من دون أن يكون لأي منهم ارتباط تنظيمي ب"القاعدة". وإضافة إلى المتهمين صبري ودراج، شملت لائحة الاتهام حمزة محمود هشام، وهو ابن القيادي في "الجهاد" محمود هشام الذي اتهم في العام 1981 بقضية اغتيال الرئيس أنور السادات، وقضى سبع سنوات في السجن ثم غادر مصر إلى افغانستان وصار واحداً من معاوني الظواهري، ثم انتقل إلى الشيشان حيث قتل العام الماضي أثناء هجوم للجيش الروسي على مركز للاسلاميين العرب في المنطقة الجبلية في الشيشان. وتضمنت أوراق التحقيق معلومات عن خلافات دبت داخل الجماعة عقب إقدام الظواهري بداية العام 1998 على التحالف مع زعيم بن لادن تحت لافتة "الجبهة الاسلامية العالمية لجهاد اليهود والصليبيين".