تُصدر المحكمة العسكرية العليا في مصر الأربعاء أحكامها في قضية "تنظيم الوعد" المتهم فيها 94 إسلامياً بينهم مصريون يحملون جنسيات أميركية وهولندية والمانية. ويأمل إسلاميون بصدور أحكام بالبراءة عليهم، خصوصاً انهم متهمون بالسعي الى دعم الانتفاضة الفلسطينية التي تلقى دعماً شعبياً واسعاً في مصر. اعربت هيئة الدفاع عن المتهمين في قضايا العنف الديني في مصر عن املها بأن تدفع التطورات على الساحة الفلسطينية المحكمة العسكرية العليا الى تبرئة 94 اصولياً اتهموا في القضية التي عرفت إعلامياً باسم "قضية تنظيم الوعد". وستصدر المحكمة الاحكام الاربعاء المقبل. ويأتي الداعية الاسلامي الشيخ نشأت ابراهيم على رأس لائحة المتهمين الذين يواجهون وقائع عدة بينها "جمع اموال لدعم الانتفاضة الفلسطينية ومحاولة ... الوصول الى الاراضي الفلسطينية للجهاد ضد الاحتلال الاسرائىلي". واصدر المحامي منتصر الزيات بياناً امس حض فيه المحكمة على تبرئة المتهمين "بعدما اثبتت الاحداث ان الجهاد ضد الصهاينة صار مطلباً وطنياً". وأشار الى ان ردود الفعل الغاضبة من قطاعات عريضة من الشعب المصري "دليل على أن ما أقدم عليه المتهمون لم يكن الهدف من ورائه خرق القوانين المصرية وإنما تلبية نداء الواجب". وكانت السلطات المصرية ألقت القبض على عدد من المتهمين في القضية في أيار مايو من العام الماضي. غير انها وسّعت من لائحة الاتهام عقب احداث ايلول سبتمبر الماضي وألقت القبض على الشيخ نشأت ابراهيم والداعية الاسلامي فوزي سعيد باعتبارهما يتزعمان التنظيم. وستصدر دائرة عسكرية اخرى اليوم الاحكام في قضية متهم فيها 22 من جماعة "الاخوان المسلمين" على رأسهم الامين العام للجماعة الدكتور محمود غزلان. واعتبر مراقبون ان طبيعة الاحكام التي ستصدر اليوم ستعكس التوجه الرسمي نحو القطاعات المعارضة لاستمرار العلاقات مع اسرائيل على خلفية ان "الاخوان" من أبرز القوى السياسية التي ترفض استمرار العلاقة مع الدولة العبرية. وكانت النيابة العسكرية طالبت بتطبيق اقصى العقوبة في حق المتهمين في قضية "تنظيم الوعد" إذ وجهت اليهم أيضا تهم "التخطيط لارتكاب عمليات عنف داخل البلاد وحيازة أسلحة ومتفجرات بغرض استخدامها في أعمال تتعلق بالارهاب والتزوير في محررات رسمية وجمع تبرعات من دون الحصول على ترخيص بها بغرض استخدامها في تمويل نشاط التنظيم والسفر الى الشيشان لمناصرة المجاهدين هناك". وتأكد للسلطات أن المتهمين في القضية لا علاقة لهم بتنظيم "القاعدة" الذي يقوده اسامة بن لادن أو "جماعة الجهاد" المصرية التي يتزعمها الدكتور أيمن الظواهري. كذلك تبين أن اثنين من المتهمين في القضية تدربا على الطيران في أميركا ليست لهما أية علاقة بالهجمات التي تعرّضت لها نيويوركوواشنطن في 11 أيلول سبتمبر الماضي. ولم تتضمن التهم الموجهة الى الاثنين، وفقاً للائحة الاتهام، أي معلومات عن علاقتهما ببن لادن أو الظواهري. وتأكدت السلطات المصرية أن المتهمين محمد فتحي وهشام محمد سيف درسا الطيران في اميركا قبل نحو تسع سنوات، وتحديداً عام 1992، وانهما عملا بالفعل طيارين مدنيين في احدى الشركات الاميركية وعادا الى مصر قبل سنوات ومارسا حياتهما بطريقة طبيعية حتى اقدما على العمل على دعم الانتفاضة الفلسطينية والمجاهدين في الشيشان فجمعا اموالاً من بعض المواطنين لتحقيق ذلك الغرض. ولم يرد في التحقيقات على الاطلاق اسم بن لادن أو الظواهري أو أي من الاسماء الأخرى التي وردت في اللوائح الاميركية. ووفقاً للقانون المصري فالاحكام الصادرة من محاكم عسكرية تكون غير قابلة للطعن أو الاستئناف أمام أي هيئة قضائية أخرى. وكانت مجلة "المصور" نشرت تقريراً عقب احداث ايلول سبتمبر زعم ان السلطات المصرية ألقت القبض على عشرات من اتباع بن لادن في مصر كانوا يخططون لعمليات مماثلة للهجمات في واشنطنونيويورك. وتنتمي غالبية المتهمين في القضية إلى تيار سلفي متشدد من دون أن يجمعها تنظيم واحد. وألقت السلطات القبض على المتهمين في مدن عدة. وتضم لائحة المتهمين أميركياً من اصل مصري هو محمد هشام سيف الدين، وألمانياً هو محمد حسن ابراهيم الورداني، وهولندياً هو هشام محمود محمد دياب، ويمنياً هو محمد رابح سالم، وأربعة من داغستان يدرسون في الازهر هم احمد عبدالله محمود ونظيم محمد محمدوف وحبيب غازي محمدوف ونصيبوف عمر مهدي، وشقيقين من مدينة رفح هما بلال وعبدالرحمن محمد حمدان، وطيارين احدهما يدعى احمد فتحي، وخمسة اعتُقلوا في مدينة الاسكندرية هم محمد محمد عبده ومحمد لطفي وهشام عبداللطيف مكي ومحمد مصطفى العدل والسيد ابو العلا شحاتة، ومهندس كمبيوتر يدعى مجدي حسن ادريس اضطلع بإعداد وثائق التنظيم وتبادل الرسائل عبر شبكة الانترنت وعاونه الشقيقان مروان وهاني محمد عبدالمنعم. كما تم القبض على عدد من المتهمين في منطقة القناطر الخيرية التابعة لمحافظة القليوبية وبينهم عبدالرحمن فؤاد فتح الباب وأحمد محمد توفيق وعلي السيد أحمد علي واسامة عبدالحميد سامي وسيد عطية همام. وجاء في التحقيقات ان المتهمين اعتمدوا على آراء وفتاوى اطلقها الداعية الاسلامي نشأت احمد ابراهيم والداعية الاسلامي فوزي السيد وترددوا على مسجد يلقي فيه الأول دروساً دينية يقع في حي مدينة نصر شرق العاصمة ومسجد آخر للثاني هو مسجد التوحيد الذي يقع في شارع رمسيس. كذلك افادت التحقيقات ان المتهمين اشتروا وصنّعوا اسلحة ومواد متفجرة وأن المتهم محمد لطفي التقى الطلاب الداغستانيين وأخضعهم لدوراته التدريبية على استخدام الاسلحة، وأن المتهمين عمر محمد واسلام محمد الشكرون استقطبا عدداً من اعضاء التنظيم في منطقة القناطر وجمعا تبرعات من المواطنين تحت ستار "فعل الخير" واستخدماها في دعم نشاط التنظيم، وان المتهم بدرالدين السيد عبدالسلام حصل بالفعل على تأشيرة لزيارة تركيا وكان ينوي التوجه من هناك الى الشيشان.