سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
40 دولاراً لبرميل النفط اثر فقدان الصادرات الفنزويلية والعراقية . اكاديميون للبيت الابيض : الاقتصادان الاميركي والعالمي لن يحتملا حرباً "حقيقية" في الشرق الأوسط
نصح أكاديميون أميركيون البيت الأبيض بعدم التورط في الشرق الأوسط وحذروا من أن الاقتصادين الأميركي والعالمي قد يتقبلان ما وصفوه حرباً "تلفزيونية" سريعة ومنتصرة بين العراق وتحالف تقوده أميركا، مثل "عاصفة الصحراء" عام 1991، لكنهما لن يحتملا حرباً "حقيقية" يصعب التكهن بعواقبها البعيدة المدى. نبه الأكاديميون في ندوة متخصصة نظمتها جامعة هيوستن وترافقت مع تصاعد المعارضة الشعبية في الولاياتالمتحدة والعالم ضد الحرب على العراق، الى أن المشكلة التي تعانيها أسواق النفط العالمية في الوقت الراهن بسبب غياب صادرات النفط الفنزويلية ستتفاقم بحدة في حال امتدت لتطاول صادرات النفط العراقية. وخاطب جوزيف برات أستاذ التاريخ والأعمال في جامعة هيوستن الادارة الأميركية في التحذير من أن "دروس التاريخ تقول لنا بجلاء اننا لا نستطيع التكهن بالعواقب البعيدة المدى لأي حرب تنشب في الشرق الأوسط، اذ كل حرب شهدتها هذه المنطقة أحدثت من التغيرات الأساسية ما لم يكن في حسبان أحد من الناس لحظة اندلاعها". وعرض برات لاحتمال خروج العمل العسكري المتوقع ضد العراق عن السيطرة أو اتساع نطاقه ليشمل دولاً أخرى في المنطقة. وقال ان "الولاياتالمتحدة لن تجد حلفاء يقفون الى جانبها في حرب طويلة بما في ذلك قرابة نصف الشعب الأميركي في حال أخذت الأكياس البلاستيكية بالعودة الى الوطن بأعداد كبيرة". لكن المشاركين في الندوة التي عقدت تحت عنوان "نفط الشرق الأوسط" ركزت على الأبعاد الاقتصادية للحرب على العراق. ولفت مايكل ايكونوميديس استاذ هندسة الكيمياء في جامعة هيوستن الى أن أعضاء آخرين في منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك حذروا من عدم استطاعتهم تعويض الصادرات الفنزويلية والعراقية، التي تناهز خمسة ملايين برميل يومياً، في آن واحد. ونصح ايكونوميديس بعدم التقليل من أهمية تطور استثنائي مثل خسارة أسواق النفط العالمية خمسة ملايين برميل من امداداتها اليومية دفعة واحدة، معرباً عن اعتقاده أن حرمان الأسواق من ثلاثة ملايين برميل يومياِ سيكون كافياً لدفع أسعار النفط الخام الى ما فوق مستوى 40 دولاراً للبرميل. وحذر الخبير النفطي هيرمان فرانسين مسؤول مؤسسة تجارة النفط الدولية "انترناشيونال انيرجي اسوسيتس" وكبير الاقتصاديين في وكالة الطاقة الدولية سابقاً من الاعتقاد السائد لدى بعض السياسيين الأميركيين بأن روسيا يمكنها تعويض أي نقص في امدادات الشرق الأوسط قد ينجم عن اتساع رقعة الحرب المحتملة على العراق. وقال لافتاً إلى الغموض المحيط بظروف انتاج النفط الروسي: "اننا ببساطة لا نعلم من أين يأتي النفط الروسي وكم يأتي منه من الحقول الجديدة وكم من الحقول القديمة، ولا نعلم ما اذا كانت شركات النفط الروسية تستخدم طاقاتها الانتاجية القصوى لسد حاجاتها من السيولة". وشدد فرانسين الذي شغل منصباً استشارياً في صناعة النفط العربية على أهمية النفط العربي، لافتاً الى ان امتلاك الشرق الأوسط 65 في المئة من الاحتياط العالمي المؤكد يشكل حقيقة لا يمكن تجاهلها أو الاستغناء عنها. وأشار على وجه الخصوص الى امتلاك السعودية طاقات جاهزة لرفع انتاجها الى 9.5 مليون برميل في غضون أسابيع قليلة والى 10.5 مليون برميل يومياً في غضون 90 يوماً. وفند الخبير النفطي الاعتقاد بأن الحرب على العراق ستكون سريعة ومنتصرة، محذراً من أن العقوبات الاقتصادية المفروضة على العراق منذ عام 1991 "جعلت غالبية العراقيين تكره أميركا بقدر كراهيتها الرئيس العراقي صدام حسين". وقال ان "الكثيرين من سكان الشرق الأوسط ينظرون الينا أميركا على أننا العدو ولا أعتقد أن دخولنا العراق سيكون بالأمر السهل".