تنطلق اليوم أعمال المنتدى الاجتماعي العالمي الثالث الذي ينظم في بورتو أليغري في البرازيل، ويستمر الى 28 كانون الثاني يناير. وصار هذا المنتدى محطة سنوية لمناهضي العولمة المطالبين ب"عولمة إنسانية" في العالم، يطرحون آراءهم في لقاء يتقاسم عناوين الصحف مع المنتدى الاقتصادي العالمي الذي يعقد عادة في دافوس السويسرية، ويجمع أصحاب القرار في العالم. المنتدى الثالث هذه السنة يلقى احتضاناً كبيراً من الدولة البرازيلية، وجاء في بعض وسائل الاعلام ان الرئيس البرازيلي لولا قد يحضره، لكن الأكيد ان بعض اعضاء حكومته سيحضرون. وأصدرت الخارجية البرازيلية تعميماً لسفاراتها في العالم، تدعوها الى تسهيل اجراءات منح تأشيرات دخول الى البلاد للمشاركين في المنتدى. "العراق: الضحية المقبلة"، و"الدواء للجميع"، و"ديون الدول الفقيرة"، وتأكيد دعم الفلسطينيين وخيار السلام، أبرز توجهات تطبع المنتدى الذي تتوزع عناوين المحاضرات وورشات العمل فيه حول: التنمية المستديمة والتطور الديموقراطي، حقوق الانسان، المساواة بين الرجل والمرأة، من أجل نظام عالمي ديموقراطي، النضال ضد العسكرة من أجل السلام العالمي، وسائل الاعلام، التنوع الثقافي، محاربة الهيمنة، السلطة السياسية، المجتمع المدني، الديموقراطية. وستعيد المنظمات المشاركة في بورتو أليغري مناقشة مشروع إقامة شبكة عالمية اجتماعية تجمع الهيئات المدنية غير الحكومية، والتيارات المناهضة للعولمة. تعدى عدد المنتسبين الى حضور المنتدى هذه السنة 129 ألفاً كانوا في المنتدى الأول 15 ألفاً، وفي الثاني 60 ألفاً ويقدم هؤلاء رؤى بديلة من القرارات التي يتخذها المجتمعون في دافوس، ويتحدثون عن الآثار السلبية لنظام الاقتصاد الليبرالي، والسياسة الدولية التي تفرضها الولاياتالمتحدة في العراق وكوريا الشمالية، ودعمها للحكومة الاسرائىلية، وغيرها من المواضيع. ويشير الموقع الرسمي للمنتدى الى ان اعضاء الوفود الأميركية هذه السنة تعدّى عددهم ألف شخص، وان ثمة شخصيات أميركية مشهورة ستشارك في المحاضرات، بينها المفكر نعوم تشومسكي والممثل داني غلوفر. حضور سياسيين فرنسيين، من اليمين واليسار، المنتدى العام الماضي، كان فرصة كي يزيدوا شعبيتهم مع اقتراب الانتخابات الرئاسية. ويرى المشاركون فيه والداعمون له ان هذا التوجه يؤكد نجاح الحركة المناهضة للعولمة. وصار المنتدى منذ انطلاقته قبل سنتين عرساً لهؤلاء المطالبين ب"عولمة انسانية"، يلتقون في بورتو أليغري ويحتفلون بها. فالنشاطات التي تستضيفها الجامعة الكاثوليكية ومراكز مختلفة في المدينة، لن تقتصر على المحاضرات وورش العمل والحوارات، بل ستشمل عروضاً مسرحية وموسيقية وغنائية وحفلات رقص وغيرها. ويأمل المشاركون في المنتدى بأن يحقق هذه السنة نجاحاً مضاعفاً مع فوز اليسار البرازيلي بالسلطة، لكنهم يتساءلون - على رغم نجاح المنتديين الأول والثاني - لماذا خسر اليسار السلطة في ولاية غراندي دل سول حيث بورتو أليغري؟ وهل سيتغير بالتالي نظام الحكم النموذجي الذي اعتمدته هذه الولاية منذ سنوات؟