لاح بصيص أمل في حل سلمي للأزمة القائمة حول برنامج بيونغيانغ النووي، نتيجة لقاء المبعوث الروسي ألكسندر لوسيوكوف بالزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ إيل. وجاء ذلك في وقت أكدت كوريا الشمالية مجدداً أنها تطالب بإجراء مفاوضات "وجهاً لوجه" مع الولاياتالمتحدة، من أجل التوصل إلى اتفاق رسمي حول عدم تعرضها لعدوان، فيما استعدت واشنطن لرفع الملف إلى مجلس الأمن. وأفادت وكالة أنباء "إيتار-تاس" أن مساعد وزير الخارجية لوسيوكوف المبعوث الخاص للرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى بيونغيانغ، التقى الزعيم الكوري الشمالي بعدما عرض على مساعدي الأخير مشروع تسوية للأزمة النووية، يقضي بأن تقدم الولاياتالمتحدة إلى كوريا الشمالية ضمانات أمنية ومساعدة اقتصادية، في مقابل تعهد بيونغيانغ بالعودة إلى اتفاق على تجميد برنامجها النووي أبرم مع واشنطن في 1994. وشدد محللون في سيول على أن لقاء كيم لوسيوكوف لم يكن متوقعاً أصلاً وأن عقده قد يدل إلى أن الزعيم الكوري الشمالي يسعى إلى التفاوض على مخرج للأزمة. وجاء الدافع الثاني للتفاؤل الحذر من أستراليا إذ أعلن وزير الخارجية ألكسندر داونر أمس، أن البعثة التي أوفدها إلى كوريا الشمالية في محاولة لإقناع الأخيرة بالتخلي عن طموحاتها النووية، خلصت إلى أن نظام بيونغيانغ يرغب بقوة في تبديد المخاوف الغربية عبر حوار. وقال داونر للصحافيين أمس: "بعد زيارة وفدنا لكوريا الشمالية، إنني أكثر تفاؤلاً بكثير في ما يتعلق بتسوية سلمية لهذه الأزمة مما كنت عليه قبل رحيله". وهذه البعثة هي الأولى من بين البعثات الغربية التي تستقبلها بيونغيانغ منذ اندلاع الأزمة في تشرين الأول أكتوبر الماضي. وصرح وزير الخارجية الأميركي كولن باول بأن واشنطن تريد عرض انتهاك كوريا الشمالية لتعهداتها الدولية في المجال النووي على مجلس الأمن الذي كان مقرراً أن يجتمع على مستوى وزراء الخارجية ليل أمس، للبحث في مسألتي الإرهاب والعراق، والقضية الكورية الشمالية أيضاً. غير أن وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية أكدت مجدداً أمس، على مطالب بيونغيانغ، واتهمت الولاياتالمتحدة ب"الوقاحة" لأنها أعلنت استعدادها للتحدث وليس للتفاوض حول تخليها عن برامجها النووية. وقالت الوكالة إن "حواراً بين دول ذات سيادة يعني أنها تجلس وجهاً لوجه لحل خلافاتها عبر التفاوض". وجددت الوكالة مطالبة كوريا الشمالية بوثيقة تضمن عدم إقدام الولاياتالمتحدة على اجتياح كوريا الشمالية، ولاحظت أن واشنطن أدلت بتصريحات عن عدم التدخل ولكنها لم تعرض ضمانات رسمية. وقالت: "ليس هناك من مبرر لعدم قيام الولاياتالمتحدة بإعطاء ضمانات من هذا القبيل من طريق وثيقة قانونية". وكان مساعد وزير الخارجية الأميركي ريتشارد آرميتاج قال الأسبوع الماضي إن الولاياتالمتحدة تعتزم إصدار إعلان عدم اعتداء حيال كوريا الشمالية في حال وافقت بيونغيانغ على التخلي عن طموحاتها النووية. وأضاف: "أعلنا أخيراً أن ليس لدينا نيات عدوانية" حيال بيونغ يانغ. وأضاف: "لن نحتل كوريا الشمالية ونعتقد بأن هناك سبيلاً لإثبات ذلك إما بتبادل الرسائل أو بإعلان رسمي". وفي الوقت نفسه، ظلت المساعي الديبلوماسية حثيثة في بكين حيث التقى جون بولتون المسؤول الأميركي المكلف مراقبة الأسلحة مسؤولين صينيين. ومن المقرر أن يصل بولتون إلى سيول اليوم.