موسكو، سيول، بكين، طوكيو - "الحياة"، أ ف ب، رويترز - اقرت كوريا الشمالية ضمنياً للمرة الاولى امس، انها طورت برنامج تسلح نووي، مشددة في الوقت ذاته على استعدادها ل"تهدئة المخاوف الامنية الاميركية عبر الحوار"، على ما نقلت مجموعة من الصحافيين يغطون اللقاءات الوزارية بين الكوريتين في بيونغيانغ. وشدد المسؤول الثاني في النظام الشيوعي في كوريا الشمالية كيم يونغ-نام على وجوب ان تتخلى واشنطن عن سياستها "العدائية" حيال بيونغ يونغ، شرطاً للحوار. ويأتي ذلك بعد اعلان الولاياتالمتحدة الاسبوع الماضي، ان كوريا الشمالية اقرت خلال زيارة لموفد اميركي الى بيونغيانغ مطلع الشهر الجاري، انها تطور سراً برنامجاً لصنع اسلحة نووية، منتهكة بذلك اتفاقاً مبرماً عام 1994. وفسرت تصريحات كيم يونغ-نام كبير مساعدي الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ ايل، على انها تأكيد لطموحات بلاده النووية. لكنها شكلت كذلك رداً على نداء بهذا الشأن وجهته كوريا الجنوبية خلال الاجتماع الوزاري بين البلدين. وشارك المسؤول الثاني في النظام الكوري الشمالي في لقاء مع وفد كوري جنوبي رفيع المستوى بقيادة وزير التوحيد جيونغ سي-هان الذي جدد التأكيد على موقف سيول من الترسانة النووية. وفي الاساس، كانت هذه المحادثات تشمل مواضيع مختلفة مرتبطة بالتطبيع بين البلدين ولا سيما مشروع ربط الكوريتين بواسطة طريقين وسكتي حديد. لكن الازمة النووية والضغوط الاميركية المتزايدة لارغام بيونغيانغ على وقف برنامجها النووي، طغت على جدول الاعمال هذا. الموقف الياباني وفي مقابل اعلان واشنطن ان الاتفاق المبرم مع كوريا الشمالية عام 1994 بات لاغياً، اعلن رئيس الوزراء الياباني جونيشيرو كويزومي امس، ان بلاده تريد الحفاظ على الخطوط العريضة للاتفاق الذي يلحظ منح بيونغيانغ مفاعلات بالمياه الخفيفة في مقابل تجميد برنامجها النووي. وفي وقت شدد المسؤولون الاميركيون على رغبتهم في حل الازمة سلماً وبطرق ديبلوماسية، اعتبر كويزومي ان المنظمة الكورية لتنمية الطاقة كيدو، هي الاطار الواقعي لتفادي برنامج نووي كوري شمالي. ومعلوم ان المنظمة كونسورسيوم دولي اسسته الولاياتالمتحدةوكوريا الجنوبيةواليابان والاتحاد الاوروبي لتطبيق اتفاق 1994 الذي يلحظ تقديم مفاعل نووية مدنية ومحروقات الى كوريا الشمالية. واضاف رئيس الوزراء الياباني: "آمل في ان تعمد اليابانوالولاياتالمتحدةوكوريا الجنوبية، عبر تعاون وثيق، باستخدام منظمة كيدو لايجاد حل للمشكلة". موسكو وفي موسكو، نفى وزير الطاقة النووية الروسي الكسندر روميانتسيف تورّط بلاده في تزويد كوريا الشمالية تكنولوجيات عسكرية نووية، واستبعد ان يكون لدى بيونغيانغ سلاح نووي، في حين كان هذا الموضوع من المحاور الأساسية لمحادثات اجراها في موسكو وكيل وزارة الخارجية الأميركية جون بولتون. وقال الوزير الروسي ان "من الصعب التصديق" بأن بيونغيانغ تمكنت من صنع سلاح نووي أو حتى انها تملك تكنولوجيات لصنعه. وأضاف ان روسيا لم تقدم الى كوريا الشمالية مساعدات في هذا المجال وانها تنفّذ كل التزاماتها في مجال خطر الانتشار. لكن وزارة الخارجية الروسية اكدت ان موسكو تشارك واشنطن قلقها، وتريد ان تحصل من بولتون على معلومات في شأن البرنامج النووي الكوري وتأمل في الحصول على معلومات مماثلة من بيونغيانغ. بكين وفي بكين، سئلت ناطقة باسم الخارجية الصينية عن رد فعل بلادها ازاء اشارة مسؤولين اميركيين الاسبوع الماضي الى تورط بلادها في البرنامج النووي الكوري، فقالت ان ذلك "اشاعات لا اساس لها من الصحة، فالصين تؤيد دائماً نزع الاسلحة النووية من شبه الجزيرة الكورية لحماية السلام والاستقرار هناك". واضافت: "نعتقد ان قضية التسلح النووي في كوريا الشمالية يجب ان تحل من خلال الحوار والمشاورات السلمية".