أعلنت المانيا أمس أنها تلقت معلومات عن إمكان أن يسعى إرهابيون الى اسقاط طائرة ركاب مدنية في أجوائها. وصدر هذا التحذير عن جهاز الاستخبارات الخارجية في وقت كشفت واشنطن وبرلين إسم الشخص الذي يُعتقد انه جنّد الانتحاريين الذين نفّذوا اعتداءات 11 ايلول سبتمبر الماضي. وأُفيد انه ألماني سوري الاصل يدعى محمد حيدر زمار 41 عاماً، وانه معتقل في دولة لم تُسمّ بعدما غادر المانيا في تشرين الأول اكتوبر الماضي متجهاً الى المغرب. وواصلت أجهزة الأمن المغربية أمس التحقيق مع خمسة أشخاص سعوديين يُشتبه في انهم جزء من خلية لتنظيم "القاعدة" تسعى الى تنفيذ اعتداءات بقوارب انتحارية" ضد سفن أميركية وبريطانية في مضيق جبل طارق. ويبدو ان جهود السلطات تتركز على كشف "الفريق الانتحاري" الذي كان سيقود الهجمات، إذ ان الخمسة الموقوفين لم يكونوا سوى الفريق الذي حضّر للهجمات وكانوا يستعدون عند اعتقالهم لمغادرة المغرب في انتظار وصول المنفّذين. وطعن أمس محامون في قانونية اعتقال السلطات الأميركية خوسيه باديلا الذي اعتنق الإسلام وأطلق على نفسه إسم "عبدالله المهاجر" ويُعتقد انه كان في مهمة استطلاع في الولاياتالمتحدة لاستكشاف مواقع يمكن ان تضربها "القاعدة" ب"قنبلة قذرة". واعتُقل المهاجر الشهر الماضي في مطار شيكاغو بعد وصوله من كراتشيالباكستانية، وكان في حوزته مبلغ عشرة آلاف دولار نقداً. وأوردت تقارير أميركية ان معلومات أدلى بها القيادي في "القاعدة" الفلسطيني "أبو زبيدة" هي التي قادت الى كشف المهاجر، وأيضاً هوية "العقل المدبّر" لهجمات 11 أيلول سبتمبر وهو الكويتي خالد شيخ. لكن يبدو ان "أبو زبيدة" لم يعرف ان أقواله ستساعد الأميركيين، فهو لا يزال يرفض التعاون معهم. وكشفت مصادر باكستانية اب أمس ان أجهزة الأمن اعتقلت شخصين على علاقة بالمهاجر، وأن أحدهما يدعى "بنجامين محمد أحمد"، وان محققين أميركيين يحققون معه حالياً. وأكد مسؤولون أميركيون انهم على علم باعتقال شخص في باكستان لكنهم لا يعرفون اسم "بنجامين محمد أحمد". واعتقلت السلطات الفرنسية أمس خمسة أشخاص للاشتباه في علاقتهم بصاحب "الحذاء المفخخ" البريطاني ريتشارد ريد الذي حاول إشعال متفجرة مخفية في حذائه خلال رحلة لطائرة أميركية بين باريس ونيويورك العام الماضي. وأُفيد ان بين المعتقلين أشخاصاً من دول مغاربية، وانه عُثر معهم على وثائق وأسلحة. وذكرت صحيفة "لوموند" ان الاعتقالات تمت بناء على معلومات قدمها اشخاص اعتُقلوا قبل شهور بينهم ستة باكستانيين افرج عنهم لاحقاً في قضية تقديم مساعدة الى ريد. الى ذلك، وقع الرئيس جورج بوش أمس، مرسوماً يخصص 4.6 بلايين دولار لتخزين امصال مضادة لهجمات ارهابية بأسلحة بيولوجية، وتعزيز الاجراءات المتعلقة بالأمن الغذائي وحماية شبكات المياه، في خطوة اعتبرها اساسية للوقاية من حرب جرثومية. الى ذلك، عزا مسؤول مغربي رفيع المستوى عدم الاعلان عن اسماء المتورطين كافة في شبكة "القاعدة" المعتقلين في المغرب الى اسباب امنية. وقال ان التحقيقات لا تزال متواصلة بتنسيق كامل مع مسؤولين في الاستخبارات المغربية والسعودية والاميركية. وكشف بيان للداخلية المغربية اذيع ليل الثلثاء عن اعتقال ثلاثة اشخاص يحملون جوازات سفر سعودية وهم: هلال جابر عواد العسيري وزهير هلال محمد الثبيتي وعبد الله مسفر علي الغامدي. وتعتقد مصادر مطلعة ان عدم ذكر الشقيقين السعوديين توفيق العطاش واحمد العطاش كان بدافع امني للحؤول دون تسرب معلومات عن التحركات المحتملة لمنتسبين آخرين ل "القاعدة". وعزا بعض الخلط الحاصل في اسماء الموقوفين الى امكان امتلاكهم جوازات سفر عدة مزورة. واضافت ان السعوديين المعتقلين الى جانب امرأة مغربية كانت مهماتهم في المغرب ولدى زيارة مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين شمال البلاد القيام بكشف ميداني على اساس تولي آخرين مهمة التنفيذ. وقالت المصادر ان اتفاقاً على اقتناء زوارق مطاطية للابحار من ساحل سبتة شمال البلاد الى جبل طارق مكن من رصد تحركات المتورطين. وترددت معلومات عن امكان حصولهم على مواد متفجرة اخفيت في مقر كان يؤوي احد السعوديين المشتبه فيهم، لكن اي جهة رسمية لم تؤكد او تنفي ذلك. وكتبت صحيفة "الاحداث المغربية" امس ان مغربياً اسمه "ابو عمر" احد حراس اسامة بن لادن قد يكون عرفهم على افراد عائلات مغربية سهلت لهم الاقامة. لكن المصادر أكدت ان التحقيق يجري كذلك مع زوجة احد السعوديين وشقيقها حول ملابسات القضية بتنسيق كامل مع مسؤولين في الاستخبارات السعودية. بيد أن اعلان السلطات المغربية عن استمرار التحقيق برعاية الادعاء العام في محكمة الاستئناف في الدار البيضاء يعني عدم تسليمهم الى أي جهة اخرى.