تعهد المشاركون في المؤتمر الوطني للإفراج عن الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين احمد سعدات المعتقل لدى السلطة الفلسطينية منذ عام واحد، على العمل على إطلاقه وتأمين حمايته وعودته لأسرته ورفاقه وممارسة دوره النضالي. وطالب المشاركون في المؤتمر الذي نظمته لجنة المتابعة العليا للقوى الوطنية والإسلامية في مركز الشوا الثقافي بمدينة غزة أمس الرئيس ياسر عرفات والسلطة الفلسطينية بالإفراج الفوري عن سعدات الذي اعتقلته السلطة في الخامس عشر من كانون الثاني يناير الماضي، قبل أن تحوله وأربعة من كوادر الجبهة الشعبية الذي يعتقد انهم اغتالوا وزير السياحة الإسرائيلي فؤاد الشوبكي إلى سجن في مدينة أريحا في الأول من أيار مايو الماضي. وكانت محكمة العدل العليا الفلسطينية أصدرت في حزيران يونيو، وكانون أول ديسمبر الماضيين قرارين بالإفراج عن سعدات والشوبكي فورا لعدم وجود أي تهم ضدهما، علما أن السلطة مازالت ترفض تنفيذ القرارين إلى الآن بحجة الحفاظ على حياتهما. وشدد المؤتمر الذي حضره المئات من الشخصيات الوطنية والإسلامية والوزراء في السلطة الفلسطينية وأعضاء في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير والمجلسين التشريعي والوطني وممثلو الجمعيات والاتحادات والنقابات وكوادر الجبهة الشعبية، في بيان صدر عنه في ختام أعماله أمس، على أن استمرار احتجاز سعدات "استجابة للضغط الإسرائيلي وتحت حراسة المخابرات الأميركية والبريطانية يمثل خرقا فاضحا للقانون الفلسطيني واستقلالية القضاء ... ما يكشف زيف الدعوات الخارجية، بخاصة الأميركية والإسرائيلية للإصلاح واستقلالية القضاء، علاوة على أن اعتقاله يشكل تعديا على الإدارة المستقلة للشعب الفلسطيني وحقوقه وقيادته السياسية... وسلوكا يمس بالوحدة الوطنية". وفي كلمة الجبهة الشعبية في المؤتمر، قال يونس الجرو عضو لجنتها المركزية ان الجبهة اغتالت زئيفي أحد ابرز القيادات اليمينية للحركة الصهيونية وعضو المجلس الوزاري المصغر الذي اتخذ قرار اغتيال أبو علي مصطفى الأمين العام السابق للجبهة ، متسائلا "أفلا يحق للشعب الفلسطيني أن يعاقب هذه الحكومة الإسرائيلية على جريمتها؟!". ووصف اعتقال سعدات بأنه "خطيئة" ارتكبتها السلطة، معتبرا أن الجبهة "تقبض على الجمر" وان استمرار احتجازه "جرح نازف يجب علينا جميعا بذل كل الجهد لعلاجه حتى يتوقف". واعتبر جمال زقوت عضو المكتب السياسي لحزب "فدا" في رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان أن إطلاق سعدات "خطوة في الاتجاه الصحيح نحو تحقيق الإصلاح القضائي الذي يعتبر مسألة مهمة حالياً". وباسم المشاركين في المؤتمر الوطني، وجه صالح زيدان عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين نداء إلى الرئيس عرفات أعرب فيه عن أمل المؤتمرين باستجابته لنداء "الإجماع الوطني" بالإفراج عن سعدات. وشدد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" الدكتور زكريا الاغا في كلمة له على أن "نضالنا وتحركنا من اجل تأمين الإفراج عن الرفيق المناضل احمد سعدات يجب أن لا يتوقف ويجب أن يستمر ويتصاعد". ولأن الإجراءات الإسرائيلية حالت دون قدوم عبلة سعدات زوجة احمد سعدات من مدينة رام الله إلى غزة للمشاركة في المؤتمر فقد قرأت أم احمد الجرو كلمة نيابة عنها أكدت فيها ان زوجها وصل إلى قناعة مفادها أن "اعتقاله ومحاكمة رفاقه الأربعة، وتفويض الأميركان والإنكليز الإشراف والمراقبة، في استجابة مهينة للشروط الإسرائيلية الأميركية، لا يشكل سابقة خطيرة ومسيئة وحسب، بل ومؤشرا قويا لرضوخ يمكن أن يطاول ليس الأفراد وحسب، بل والقضايا المصيرية لشعبنا".