أفادت مصادر صحافية اسرائيلية أن الولاياتالمتحدةوبريطانيا هددتا بسحب الحراس البريطانيين والاميركيين الذين يحرسون أربعة فلسطينيين من كوادر "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" معتقلين في سجن خاص في اريحا على خلفية اغتيال وزير السياحة الإسرائيلي المتطرف رحبعام زئيفي، وذلك بعد تعرض الحراس الى تهديدات من كوادر "الشعبية". وكتبت صحيفة "يديعوت احرونوت" العبرية على صفحتها على شبكة الانترنت أن الدولتين أجرتا "مفاوضات مع مسؤولين فلسطينيين في شأن بقاء السجانين الأجانب في سجن أريحا". ونقلت عن مصادر أمنية إسرائيلية قولها إن "مندوبين عن وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية "سي آي ايه" وجهوا تهديدات إلى السلطة الفلسطينية في ضوء تهديدات من فلسطينيين من المقربين من احمد سعدات الأمين العام للجبهة الشعبية، إلى السجانين الاميركيين مفادها انه ما لم تتوقف مضايقات المعتقلين، فإن حكومتيْ بريطانياوالولاياتالمتحدة ستضطران إلى استدعاء السجانين إلى بلديهما". ويشرف فريق الحراسة البريطاني - الاميركي على سجن أريحا الذي نقل إليه سعدات وكوادر الجبهة الأربعة والعميد فؤاد الشوبكي المسؤول المالي السابق لقوات الأمن الوطني الفلسطيني في مطلع أيار مايو الماضي، بموجب اتفاق توصلت إليه السلطة الفلسطينية مع إسرائيل بوساطة دولية رفعت الدولة العبرية استناداً إليه الحصار المفروض آنذاك على الرئيس ياسر عرفات في رام الله. وحسب الصحيفة فان المصادر الأمنية الإسرائيلية قالت انه "في حال مغادرة السجانين الأجانب فان إسرائيل لن تبقى مكتوفة الأيدي وستقوم باعتقال المعتقلين الستة" ولن تتنازل عما أسمته "معاقبة القتلة وكبار المسؤولين الفلسطينيين الذين كانوا متورطين في العمل الإرهابي اغتيال زئيفي". واضافت الصحيفة أن التقديرات الإسرائيلية تشير إلى أن "الاميركيين والبريطانيين يجرون، على ما يبدو، مفاوضات بهدف ممارسة الضغط على الفلسطينيين وليس بهدف استدعاء السجانين إلى بلادهم"، مضيفة ان المصادر ذاتها قدرت ان "هدف التفاوض هو تجديد التزامات الفلسطينيين بالاتفاق الذي تم التوصل إليه مع نهاية حملة السور الواقي والذي خرجت بموجبه القوات الإسرائيلية من مقر المقاطعة في رام الله". تقديرات فلسطينية إلا أن التقديرات الفلسطينية تشير إلى أن تسريب مثل هذه الأنباء يهدف إلى الضغط على السلطة الفلسطينية لضمان عدم الإفراج عن سعدات أو عاهد أبو غلمة، عضو اللجنة المركزية للجبهة، احد المعتقلين الأربعة الذي من المفترض أن تنتهي مدة محكوميته البالغة عاماً واحداً نهاية الشهر الجاري. وكان سعدات علق قبل أيام إضرابه عن الطعام في أعقاب اجتماع رسمي عقده معه في سجن أريحا وزيرا الداخلية والحكم المحلي عبدالرزاق اليحيى وصائب عريقات حتى منتصف الشهر المقبل. ووعد اليحيى سعدات بالعودة إليه قبل هذا الموعد، حاملاً ايجابات عن مطالبه من القيادة الفلسطينية ومن الرئيس عرفات. وجاء إضراب سعدات عن الطعام احتجاجاً على استمرار اعتقاله منذ منتصف كانون الثاني يناير الماضي وعدم تنفيذ قرار محكمة العدل العليا الفلسطينية في الثالث من حزيران يونيو الماضي القاضي بالإفراج عنه فوراً. ونفت مصادر فلسطينية على علاقة وثيقة باحتجاز المعتقلين الستة في سجن أريحا ما نشرته صحيفة "يديعوت احرونوت"، ونقلت عن المسؤول البريطاني عن السجانين نفيه صحة هذه الأنباء. وأشارت إلى أن السفارة الاميركية في تل أبيب أبلغت السلطة الفلسطينية رسمياً الموقف الاميركي القاضي بعدم سحب الحراس البريطانيين.