أجرى الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى ووزير الخارجية المصري أحمد ماهر أمس محادثات مع القيادة السودانية ركزت على تنشيط الدور العربي في عملية السلام وإعمار الجنوب والتحذير من أي اتجاه الى تقسيم البلاد. كما أجرى موسى لقاءات مع زعماء المعارضة ناقشت دور الجامعة في إقرار السلام. وفي غضون ذلك ينتقل المبعوث الأميركي للسلام في السودان من القاهرة اليوم الى أسمرا في اطار تحركه لانقاذ جولة المفاوضات المقبلة بين الخرطوم والمتمردين الجنوبيين. بحث الرئيس السوداني عمر البشير مع الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى ووزير الخارجية المصري أحمد ماهر في الجهود العربية لإعمار جنوب السودان. ونقل ماهر رسالة من الرئيس حسني مبارك الى نظيره السوداني أكدت "دعم مصر وحدة السودان وإقرار السلام ومساندتها خيار الوحدة وكل ما من شأنه أن يؤدي الى تعزيز العلاقات الثنائية وتفعيل برامج التكامل بين البلدين". وعقد موسى أيضاً لقاء مع مستشار الرئيس لشؤون السلام الدكتور غازي صلاح الدين درس تكامل الجهدين العربي والافريقي لإقرار السلام في البلاد. وعقدت جلسة محادثات في مقر الخارجية السودانية بين الجانبين السوداني والمصري برئاسة وزيري خارجية البلدين الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل وأحمد ماهر ناقشت التكامل وتعزيز العلاقات الثنائية في المجالات كافة. وقال ماهر ان المحادثات اكدت متانة العلاقات بين البلدين، وركزت على ثلاثة محاور شملت إقرار السلام وإعمار وتنمية الجنوب ودعم خيار الوحدة. وذكر ان هناك توافقاً في الرأي بين الجانبين، مشيراً الى التحديات التي تواجه الأمة العربية في فلسطين والتهديدات بضرب العراق، الأمر الذي يستدعي التوحد. وعقد موسى لقاءين منفصلين مع زعيم حزب الأمة المعارض الصادق المهدي، ونائب رئيس الحزب الاتحادي الديموقراطي المعارض ورئيس مجلس رأس الدولة السابق احمد الميرغني درسا تطورات عملية السلام في البلدين وضرورة تكامل المساعي العربية والافريقية منعاً لأي استقطاب أو تنازع. دانفورث وفي تطور آخر، يصل المبعوث الرئاسي الاميركي للسلام في السودان جون دانفورث الى أسمرا اليوم في اطار جولة تهدف الى ضمان نجاح الجولة المقبلة من مفاوضات السلام السودانية. وقال مسؤول دائرة شمال افريقيا والشرق الأوسط في وزارة الخارجية الاريترية محمد عمر محمود ل"الحياة" في أسمرا أمس ان دانفورث سيلتقي الرئيس الاريتري أساياس افورقي ومسؤولين في حكومته، كما سيلتقي قادة "التجمع الوطني الديموقراطي" السوداني المعارض الموجودين في اريتريا. وأوضح ان المحادثات ستدرس قضية مفاوضات السلام السودانية. وعلم ان رئيس "التجمع" محمد عثمان الميرغني دعا الى اجتماع طارئ لقيادة "التجمع" اليوم. وسينتقل دانفورث من أسمرا الى نيروبي للاجتماع مع قادة "الحركة الشعبية لتحرير السودان" وكان زار القاهرة وبحث مع المسؤولين المصريين في شأن قضية السلام في السودان، وأعلن ماهر عقب اجتماعه مع دانفورث: "نثمن جهود المبعوث الأميركي وأشعر بالارتياح تجاه التزام أميركا العمل من أجل المصالحة في السودان". اجتماعات اللجنة العربية في الخرطوم من جهة أخرى، بدأت في الخرطوم مساء اجتماعات اللجنة العربية التي ستدرس الأفكار التي طرحها العقيد معمر القذافي في قمة بيروت. كما تعقد اليوم لجنة وزارية عربية برئاسة موسى لإقرار خطة تحرك عربية في شأن عملية السلام والتنمية في السودان وإعمار جنوبه لتشجيع الوحدة الطوعية، وتكليف مبعوثة الجامعة العربية الى السودان نادية مكرم عبيد بمتابعة عملية السلام. وتعقد لجنة عربية أخرى اجتماعاً اليوم أيضاً لمناقشة الوضع في الصومال وتضم الأردن وتونس والجزائر وليبيا والسودان ومصر والمغرب واليمن. ويتوقع أن يدرس الاجتماع إمكان ارسال قوات حفظ سلام عربية الى الصومال بالتنسيق مع الاتحاد الافريقي.