يصف الدكتور أحمد نجم محي الدين "الحياة" في 7 كانون الثاني / يناير الإستشهاديين الأبطال ب"مرضى نفسيون بكل معنى الكلمة...". على ماذا استند الدكتور في حكمه على هؤلاء الأبطال الإستشهاديين وقول أنهم "يعتقدون ان لا معنى لحياتهم وأن ليس هناك ما يستأهل العيش من أجله"؟ وهل تحليل شخصية الإستشهادي تكون بقراءة ما ينشر من قبل الأعداء للتضليل على صفحات الإنترنت؟ إنّ من المعايير الإنسانية العامة التي يتّفق عليها كل عقلاء الدنيا ان الحكم في القضية التي يعرضها د. محي الدين، إنما يكون بالنصوص أولاً، وبالتطبيق ثانياً، وثم يتمّ الحكم على القضية المطروحة. وفي باب النصوص، تزخر كتب العلم والطب النفسي في وصف نفسية المنتحر: إنّ المنتحر يقتل نفسه من أجل نفسه والإستشهادي يقدّم نفسه من أجل دينه وأمّته. المنتحر إنسان يائس من نفسه ومن روح الله، وهذا الإستشهادي كلّه أمل في روح الله تعالى ورحمته. المنتحر يتخلّص من نفسه ومن همومه بقتل نفسه، والمجاهد يقاتل عدو الله وعدوّه بهذا السلاح الجديد. فهو باع نفسه لله في سبيل أرضه ودينه وعرضه وأمّته. كما ان الممارسة العملية أثبتت ان معظم الإستشهاديين هم إمّا من الطلاب المتفوقين في دراستهم أو من طبقة اجتماعية مرموقة وميسورة الحال. فعلى سبيل المثال، كانت الشهيدة آيات الأخرس متفوّقة في دراستها، كما أنها نفّذت العملية واستشهدت في اليوم الذي كان مقرراً ان تزفّ فيه الى عريسها. كما ان مجلة "التايمز" اللندنية قامت بنشر، في صيف تموز يوليو 2001، أربع صفحات كاملة عن حياة هؤلاء الأبطال وتساءلت عن الذي دفع هؤلاء الشباب المتفوّقين الى طلب الشهادة. فيا د. محي الدين ! إن العمليات الإستشهادية هي عمليات فدائية بطولية، وهي أبعد ما تكون عن الإنتحار، ومن يقوم بها أبعد ما يكون عن نفسية المنتحر. بيروت - أمل الحكيم بعلبكي