اعتبر الشيخ حمود بن عقلاء الشعيبي أحد المشايخ في السعودية ان العمليات الاستشهادية ضد أعداء المسلمين تجوز شرعاً، وقال في فتوى تلقت "الحياة" نسخة منها "انه يجوز للمجاهد التغرير بنفسه في العملية الاستشهادية وازهاقها من اجل الجهاد والنكاية بهم ولو قتل بسلاح الكفار وايديهم او بسلاح المسلمين وايديهم". وحرص الشيخ الشعيبي، وهو رئيس سابق لقسم العقيدة في جامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية فرع القصيم، في فتواه التي تحلل العمليات الاستشهادية ضد اعداء المسلمين على عدم الاشارة الى ما قيل انه فتوى للشيخ عبدالعزيز آل الشيخ مفتي المملكة العربية السعودية تحرم العمليات الاستشهادية. وكان مفتي السعودية قال في مقابلة صحفية مع الزميلة "الشرق الاوسط" عن العمليات الاستشهادية: "لا اعلم لها وجهاً شرعياً ولا انها من الجهاد في سبيل الله واخشى ان تكون من قتل النفس". وعلى رغم ان اجهزة الاعلام، خصوصاً الغربية، اعتبرت هذا الكلام تحريما للعمليات الاستشهادية، الا ان بعض الناس في الرياض اعتبروا ان كلام مفتي المملكة لا يعني الجزم بالتحريم بل يعني عدم العلم بجوازها. ويلاحظ هؤلاء ان ما قيل عن فتوى تحريم لم يأت من هيئة كبار العلماء في السعودية ولا من مجمع الفقه الاسلامي، ما يؤكد عدم تأكيد التحريم. وفي فتواه التي أملاها على أحد مساعديه قال الشيخ الشعيبي: "لا بد ان نعلم ان مثل هذه العمليات المذكورة من النوازل المعاصرة التي لم تكن معروفة في السابق بنفس طريقتها اليوم، ولكل عصر نوازله التي تحدث فيه فيجتهد العلماء على تنزيلها على النصوص والحوادث والوقائع المشابهة لها والتي افتى في مثلها السلف ... وان العمليات الاستشهادية المذكورة عمل مشروع وهو من الجهاد في سبيل الله اذا خلصت نية صاحبه وهو من انجح الوسائل الجهادية، ومن الوسائل الفعالة ضد اعداء هذا الدين لما لها من النكاية وايقاع الاصابات بهم من قتل او جرح، ولما فيها من بث الرعب والقلق والهلع فيهم، ولما فيها من تجرئة المسلمين عليهم وتقوية قلوبهم وكسر قلوب الاعداء". واورد الشيخ أدلة من القرآن الكريم والسنة الشريفة ليؤكد جواز العمليات الاستشهادية، فمن القرآن اورد قوله تعالى "ان الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون". ومن السنة النبوية يأتي الشيخ الشعيبي بالعديد من الروايات التي حدثت ايام الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته في معاركهم ضد الكفار، منها قصة انس بن النضر في معركة أحد الذي قال "مرحباً بريح الجنة" ثم انغمس في قتال المشركين حتى قتل.