فيما انتقد نائب رئيس الوزراء العراقي طارق عزيز مواقف الدول العربية من "التهديدات الأميركية - الصهيونية"، أعلن الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي ان عمليات التفتيش في العراق هي "اسلم وسيلة" لمنع الحرب. في الجزائر، استقبل الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة أمس طارق عزيز، في حضور وزير الخارجية عبدالعزيز بلخادم. وكان المسؤول العراقي الذي يحمل رسالة من الرئيس صدام حسين، وصل منتصف ليل الجمعة - السبت إلى العاصمة الجزائرية، وأدلى بتصريح قال فيه ان محمد البرادعي مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية وهانس بليكس رئيس لجنة التفتيش التابعة للامم المتحدة سيصلان إلى بغداد في التاسع عشر من الجاري، مشيراً الى ان المفتشين فتشوا حتى الآن 300 موقع في العراق. وسئل طارق عزيز عن الدعم الذي ينتظره العراقيون من الدول العربية، فأجاب: "لا نستطيع أن نخدع أنفسنا بأن هناك موقفاً عربياً موحداً لمواجهة التهديدات الاميركية - الصهيونية". وأضاف: "التهديدات تستهدف كل العرب من البحرين الى مراكش، مروراً بكل الاقطار العربية. على العرب ان يعرفوا ان الهدف امبريالي صهيوني. اميركا تريد اخضاع العالم والهيمنة على النفط العربي". وذكّر بأن العراق أبدى تعاوناً كاملاً مع الاممالمتحدة بقبوله قرار مجلس الامن الرقم 1441 الذي اتاح لفرق التفتيش زيارة 300 موقع. الا انه شكك في ان تكون براءة العراق من اتهامه بامتلاك اسلحة محظورة كافية لتجنب ضربة عسكرية. وقال في إشارة الى المسؤولين الاميركيين: "إنهم مصرون على ان العراق يمتلك اسلحة دمار شامل. هذا كذب. لم يجدوا شيئا. على رغم هذا نسمع تصريحات بأنهم سيواصلون الاستعداد العسكري. لكن العراق ليس خائفاً من هذا التهديد. العراق بلد مقاتل وهو مستعد للتحدي. نحن نتمنى أن نتجنب هذا العدوان، ولكن اذا ركب المعتدون رؤوسهم فسنتصدى لهم". من جهة أخرى، بثت وكالة الأنباء العراقية من كوالالمبور أن رئيس الوزراء الماليزي مهاتير محمد استقبل وزير الصناعة والمعادن العراقي ميسر رجا شلاح مبعوثا من صدام. واستمع منه إلى تطورات العلاقة بين بغدادوالأممالمتحدة. وذكرت الوكالة أن مهاتير محمد أشاد بتعاون بغداد والمفتشين وأكد أن موقف بلاده الثابت هو معارضة "أي عدوان على العراق وأي دولة اخرى"، مؤكداً "وجوب حل النزاعات الدولية بالطرق السلمية ومن خلال الأممالمتحدة". و"أعرب عن عدم ارتياحه إلى استمرار الحصار الجائر على العراق وما تركه من آثار سلبية على شعبه، دعياً إلى رفعه سريعاً". القذافي: التفتيش أفضل وسيلة في طرابلس، قال العقيد القذافي، في مؤتمر صحافي عقده أول من أمس خلال استقباله وفداً اعلامياً اميركياً: "ان ما يجري الآن من عمليات تفتيش هو أسلم وسيلة لمنع الحرب ضد العراق"، محذراً من ان "استخدام القوة سيؤدي فقط الى التدمير". وسئل هل تنوي ليبيا تقديم اللجوء السياسي إلى صدام حسين، قال: "هذه أوهام، صدام باقٍ في العراق ولن يخرج منه ابداً. إما أن يبقى وإما أن يستشهد".