تحدى نائب رئيس الوزراء العراقي طارق عزيز الرئيس جورج بوش تنفيذ تهديداته بضرب العراق لإطاحة نظام الرئيس صدام حسين، مشدداً على أن "بوش وحكومته لا يستطيعان اسقاط هذا النظام لأنهما ليسا من حملاه إلى السلطة". وبعد ساعات على تهديدات الرئيس الأميركي باستخدام كل الوسائل لإطاحة صدام، صعّدت بغداد لهجتها متهمة رئيس لجنة التحقق ورصد برامج التسلح العراقية انموفيك هانز بليكس بعرقلة الحوار في فيينا مع الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان، والذي انتهى من دون اتفاق على عودة المفتشين إلى العراق. في الوقت ذاته جدد الأردن رفضه استخدام أراضيه في أي عمل عسكري ضد هذا البلد راجع ص2. وفيما حذرت موسكو من "نتائج كارثية على كل منطقة الشرق الأوسط" في حال نفذت واشنطن تهديداتها بعملية عسكرية واسعة ضد العراق، أعربت الخارجية الفرنسية عن الأسف لامتناع بغداد عن قبول عودة المفتشين. وأعلن وزير الدفاع الايطالي انطونيو مارتينو أن الاتحاد الأوروبي سيطلب أدلة تبرهن أن العراق ينتج أسلحة دمار شامل، قبل المشاركة في أي عملية عسكرية ضد هذا البلد. ونقلت وكالة "فرانس برس" أمس عن وزير الدفاع الايطالي قوله أمام مجلس النواب ان "ليست هناك أي خطة ولا أي طلب لتوسيع النزاع إلى مناطق أخرى" خارج أفغانستان. وزاد: "في حال قررت أميركا عملية ضد العراق، لن تشارك فيها الدول الأوروبية إذا لم تثبت واشنطن في شكل لا لبس فيه مشاركة العراق في بناء ترسانة أسلحة دمار شامل". وفيما كرر طارق عزيز في ختام زيارته جنوب افريقيا، ان بلاده "قادرة على الدفاع عن نفسها"، جدد الأردن أمس رفضه استخدام أراضيه منطلقاً لضربة ضد العراق، واعتبر أن توجيه ضربة لهذا البلد "سيزيد معاناة العراقيين، ولن يحقق الأهداف المتوخاة من ورائها". وقال وزير الإعلام الأردني محمد العدوان ل"الحياة" إن "الأراضي والأجواء الأردنية لن تكون منطلقاً لأي قوى أجنبية ضد أي بلد شقيق، وهذا الموقف الثابت ينسحب على كل الدول العربية التي نرفض أن تتعرض لأي تهديد من أي دولة". وأشار إلى أن الأردن "يعارض منذ سنوات استعمال القوة ضد العراق، ويرى وجوب تسوية القضية بالحوار مع الأممالمتحدة، سبيلاً وحيداً للتعاطي مع هذه المسألة". وزاد ان "الملك عبدالله الثاني بذل جهوداً كبيرة في لقاءاته مع الرئيس بوش لاقناعه بعدم جدوى ضرب العراق، وركز على ضرورة رفع الحصار عن الشعب العراقي، والحؤول دون زيادة معاناته". ولاحظ ان "الأردن يتعرض منذ أسابيع لحملة تشكيك واسعة تستهدف التشويش على مواقفه القومية الثابتة من القضيتين العراقية والفلسطينية"، مستدركاً أن "هذه الحملة لن تثني الأردن عن القيام بواجباته في الدفاع عن قضايا الأشقاء العرب ومساندتهم".