تخطط إدارة الرئيس الأميركي جورج بوش لإطلاق مبادرة لتشكيل مجموعة من الدول، للعمل على إنهاء الإضراب الحالي في فنزويلا الذي أدى إلى حدوث اضطرابات في صادرات النفط من هذا البلد الذي يشكل أكبر مصادر النفط بالنسبة إلى الولاياتالمتحدة. وستكشف الإدارة الأميركية النقاب خلال أسبوع، عن الخطة التي تنافس تحركاً برازيلياً يقوده الرئيس اليساري لويز إيناسيو لولا دا سيلفا، لتشكيل "مجموعة من الدول الصديقة" لحل الأزمة الفنزويلية، وذلك بالعمل من خلال منظمة الدول الأميركية. وتقضي الخطة الأميركية بطرح اقتراح من المحتمل أن يقوم على إجراء انتخابات مبكرة لإنهاء الأزمة الحالية التي تعاني منها فنزويلا خامس أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم. ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن مصادر ديبلوماسية أميركية وأجنبية أمس، أن الخطة ستقدم أيضاً من خلال منظمة الدول الأميركية التي تتوسط بين الرئيس اليساري هوغو شافيز والمعارضة التي تريد استقالته. وكانت واشنطن فقدت مصداقيتها في فنزويلا عندما اتضح أنها رحبت بانقلاب أطاح بشافيز لفترة وجيزة العام الماضي. إلا أن الصحيفة قالت رن واشنطن تأمل في أن تتفوق هذه الخطة على المبادرة البرازيلية التي تعتقد الإدارة الأميركية أنها سيكون لها رد فعل عكسي. وقال مسؤول رفيع في وزارة الخارجية الأميركية ل"واشنطن بوست": "كنا نحصل على .51 مليون برميل من النفط يوميًا ولم نعد نحصل عليها الآن". وأشار إلى أن مخاوف الولاياتالمتحدة تضاعفت خلال الأسبوع الماضي، في وقت سعى شافيز إلى إعادة هيكلة مؤسسة النفط الحكومية. وقالت الصحيفة إن الهدف المباشر للمبادرة الأميركية هو إنهاء الإضراب الذي عصف بالاقتصاد الفنزويلي وسبب اضطرابات في أسواق الطاقة العالمية وزاد من التوترات داخل البلاد. وذكرت "واشنطن بوست" أن البرازيل ستشارك في مجموعة "أصدقاء فنزويلا" التي ستقترحها واشنطن، إلى جانب الولاياتالمتحدة والمكسيك وتشيلي، ومن المحتمل أيضًا إسبانيا وممثل للأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان. وكانت المعارضة في فنزويلا التي تلقى الدعم من قطاع رجال الأعمال والنقابات والمجتمع المدني، اتهمت شافيز بأنه يريد إقامة دولة شيوعية، وتعهدت بمواصلة الإضراب حتى يقدم استقالته أو يدعو إلى إجراء انتخابات. وأجرى وزير الخارجية الأميركي كولن باول أخيراً، محادثات مع وزير الخارجية المكسيكي خورخي كاستانيدا ومسؤولين برازيليين وأنان وسيزار غافييريا الأمين العام لمنظمة الدول الأميركية. وقالت الصحيفة إن المحادثات توقفت بسبب النقاش عما إذا كان شافيز سيبقى في السلطة أم لا. التحرك البرازيلي وقال وزير الخارجية البرازيلي سيلسو أموريم للصحافيين إن الفكرة التي تحاول بلاده كسب التأييد لها هي "مساندة جهود الأمين العام لمنظمة الدول الأميركية". وأضاف أنه ناقش أخيراً تشكيل "مجموعة من الدول الصديقة" مع وزير الخارجية الأميركي كولن باول الذي قال إنه سوف يدرس الفكرة. وسيناقش دا سيلفا، الرئيس اليساري الجديد للبرازيل، المبادرة حينما يسافر إلى الإكوادور الأربعاء المقبل لحضور تنصيب الرئيس المنتخب لوسيو غوتيريز. وقال ماركو أوريليو غارسيا مستشار الرئاسة للشؤون الخارجية للصحافيين "سيعقد الرئيس لويز إيناسيو لولا دا سيلفا مباحثات ثنائية في كيتو بشأن الوضع في فنزيلا". وقال: "نحن نريد تسهيل الأمور في فنزويلا". تهديدات لسفارات على صعيد آخر، أخليت سفارات ألمانياوكندا وأستراليا في كراكاس أول من أمس، بعدما تلقت تهديدات بوجود قنابل، لكن لم يعثر على أي متفجرات. وقال توماس شافر قنصل السفارة الألمانية أن رجلاً تحدث إلى السفارة الواقعة شرق كراكاس عبر الهاتف، وقال إن قنبلة زرعت في البعثة الديبلوماسية. وأجرى الرجل المكالمة باسم جماعة لم يسمع عنها من قبل تسمى "اللجنة الوطنية لفنزويلا". وأجريت مكالمات هاتفية مماثلة مع سفارتي كندا وأستراليا على بعد بضعة مبان. وقال ناطق باسم السفارة الكندية: "تلقينا الشيء نفسه".