كراكاس - رويترز - اضاف عمال المعارضة المضربون في فنزويلا أمس مطلب اعادة مديري شركة النفط الفنزويلية الحكومية بتروليوس دي فنزويلا المفصولين الى قائمة مطالبهم التي يتصدرها مطلب تنحي الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز لانهاء اضراب عام مستمر منذ 12 يوماً ادى الى تعطل صادرات النفط. واقالت الحكومة أول من أمس اربعة من كبار مديري شركة النفط الفنزويلية، التي يرأسها علي رودريغيز الامين العام السابق لمنظمة الدول المصدرة للنفط أوبك وزير النفط الفنزويلي السابق، شاركوا في تنظيم الاضراب الذي اثر على امدادات البنزين وتوزيع الغذاء وصناعات اخرى. وفي تحد لذلك قال العمال المضربون في صناعة النفط الذين ادى اضرابهم الى خفض الانتاج وتعطل المصافي انهم لن يعودوا الى العمل حتى يستقيل شافيز. واشعل الاضراب الذي بدأ يوم الثاني من كانون الاول ديسمبر الجاري وتصاعد ليصبح معركة بين الحكومة وخصومها للسيطرة على صناعة النفط الحيوية، الصراع السياسي الاجتماعي المتفجر في فنزويلا في شأن حكم شافيز اليساري. وقال زعماء المعارضة في فنزويلا ان الاضراب استمر أمس ولليوم الثاني عشر على التوالي. ويسعى شافيز الذي انتخب عام 1998 وتنتهي فترة رئاسته عام 2007 للضغط لإنهاء الاضراب العام الذي تسبب في وقف الصادرات من شركة النفط الفنزويلية وأدى الى اغلاق كثير من المتاجر والاعمال. ووصف شافيز يوم الاربعاء الاضراب بأنه محاولة اخرى من "الفاشيين ومنظمي الانقلاب" للإطاحة به لكن الحكومة استطاعت استئناف شحن النفط من جديد. ونفت قيادات الاضراب ان عملية التصدير استؤنفت. ويحاول شافيز مواجهة الاضراب بنشر قوات الجيش للسيطرة على الناقلات ومراكز توزيع البنزين ومحطات الضخ. وفشلت المحادثات بين الحكومة والمعارضة بوساطة منظمة الدول الاميركية حتى الآن في التوصل الى اتفاق. وفنزويلا العضو في"أوبك" هي خامس اكبر دولة مصدرة للنفط وتصدر للولايات المتحدة 14 في المئة من وارداتها النفطية. واستخدمت الشرطة الفنزويلية خلال ليل الخميس قنابل الغاز المسيلة للدموع لتفريق انصار المعارضة وانصار شافيز. وقالت الشرطة ان اثنين من رجالها اصيبا خلال الاشتباكات التي جرت في وسط كراكاس بين انصار الرئيس الذين استخدموا القنابل الحارقة وانصار المعارضة الذين يطالبون بتنحي شافيز. وقال وزير التخطيط فيليب بيريز: "نحن في حالة حرب لاننا نتعرض لهجوم وتخريب في صناعة النفط الخاصة بنا. سنتخذ اجراءات صارمة". وفي اجتماع عاصف في كراكاس هتف عدة مئات من عمال شركة النفط الفنزويلية المضربين: "لا رجوع خطوة واحدة للوراء"، وتعهدوا باستمرار اغلاق الموانئ والمصافي في جميع انحاء البلاد. وأدت مخاوف من نقص امدادات البنزين والغذاء الى تدافع المواطنين على البنوك والمتاجر ومحطات البنزين. وتوقفت رحلات الطيران المحلية نتيجة للاضراب لكن معظم رحلات الخطوط الجوية الدولية استمرت. وأدى توقف صادرات النفط من واحدة من اكبر اعضاء منظمة "أوبك" الى توقف عمليات الشحن للولايات المتحدة اكبر عملاء فنزويلا في الوقت الذي تفكر فيه واشنطن في الهجوم على العراق. وقال مسؤول في وزارة الطاقة الاميركية ان الوزارة قد تلجأ للسحب من مخزون النفط الاستراتيجي لإرساله الى المصافي التي تعاني من نقص في امدادات الخام الفنزويلي. وقال رفائيل راميريز وزير الطاقة الفنزويلي ان ذلك سيساعد في تحميل بعض من ما يزيد على 40 ناقلة ترابط في موانئ فنزويلا. وذكرت مصادر للشحن ان ناقلتين على الاقل غادرتا موانئ فنزويلا لكن وجهتهما لم تتضح. ونفت قيادات الاضراب ان عملية التصدير استؤنفت. وقال الفارو سيلفا الامين العام لمنظمة "أوبك" وزير النفط الفنزويلي السابق ان فنزويلا لم تطلب بعد مساعدة دول "أوبك" الاعضاء في امداد عملائها بالنفط. وقال البيان الختامي لاجتماع "أوبك" في فيينا أول من أمس ان المنظمة تقف على اهبة الاستعداد لمساعدة شركة النفط الفنزويلية في امداد عملائها بالنفط. وقال وزير التخطيط ان لدى فنزويلا احتياطات دولية كافية تقدر وفقاً للبنك الدولي بنحو 15.7 بليون دولار لتغطية ديونها ودفع اجور العاملين في القطاع العام في كانون الاول. لكن البلاد ستشعر بالضغط بدءاً من كانون الثاني يناير المقبل وسيتعين خفض الانفاق الحكومي.