أعلن نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني ان الخيار العسكري ضد العراق يبقى احتمالاً ممكناً، مشيراً الى ان الاسابيع المقبلة ستكون حاسمة. وأكد رئيس الوزراء البريطاني توني بلير الذي عاد أمس الى لندن بعدما أجرى السبت محادثات مهمة مع الرئيس الأميركي جورج بوش بشأن العراق، ان "الولاياتالمتحدة وبريطانيا لن تتحركا من دون التشاور مع حلفائهما"، مشدداً على "العزم الأكيد للبلدين للتعامل مع التهديد الذي يشكله العراق". وأكد بوش مجدداً ان الرئيس العراقي يشكل تهديداً للعالم، وان عدم التحرك حياله سيكون موقفاً "غير مسؤول". وفيما أعلن وزير الخارجية الاميركي كولن باول ان الرئيس الاميركي يحتفظ بخيار التحرك من طرف واحد ضد بغداد، ذكر ان العراق قد يكون بحاجة الى تسع سنوات قبل ان يتمكن من انتاج السلاح النووي. لندن، واشنطن، ميلانو، طرابلس - أ ف ب - اعلن نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني ان الخيار العسكري ضد العراق يبقى احتمالا ممكنا، مشيرا الى ان الاسابيع المقبلة ستكون حاسمة. وقال تشيني لشبكة التلفزيون الاميركية "ان بي سي" رداً على سؤال عما اذا كان التدخل العسكري حتمياً: "لم اقل هذا. فهناك امور كثيرة مرهونة بما سيجري في الاسابيع المقبلة". واشار نائب الرئيس الاميركي الى ان الكلمة التي سيلقيها الرئيس جورج بوش امام الاممالمتحدة الخميس ستكون "حدثا مهما جدا". واضاف: "ينبغي الا يشك اي كان في تصميم الرئيس المطلق على مواجهة التهديد" العراقي، موضحا ان بوش لم يتخذ اي قرار بعد "لكننا نبحث في احتمال تحرك عسكري". وأكد رئيس الوزراء البريطاني توني بلير الذي عاد الى بلاده أمس بعد اجراء محادثات مع الرئيس الاميركي جورج بوش ان لديهما "عزماً اكيداً" على التعامل مع العراق مشدداً على ان واشنطنولندن ستسعيان الى الحصول على اوسع دعم دولي ممكن لمواجهة الخطر الذي تشكله اسلحة الدمار الشامل العراقية. وأعلن بلير لمحطة "سكاي نيوز" التلفزيونية البريطانية أمس ان الولاياتالمتحدة وبريطانيا لن تتحركا من دون التشاور مع حلفائهما، لكنه لم يوضح ما اذا كان البلدان مستعدين للقيام بعمل عسكري وحدهما اذا لم يحصلا على التأييد المنتظر. وقال بلير: "لدينا عزم اكيد على التعامل مع هذه المسألة. لكننا نريد ان نتعامل معها على اساس اكبر تأييد دولي ممكن"، مضيفاً "اظن ان ما يثير قلق الناس هو هل سنشرع في الامر من دون تشاور او بحث مع حلفائنا؟"، مؤكداً "ان هذا ليس وارداً". وأكد بلير ان الرئيس العراقي صدام حسين يشكل تهديداً لبريطانيا، ولفت الى انه لا يسير وراء بوش "مسلوب الارادة"، مضيفاً انه "اذا ما اتيح للارهابيين او الدول المارقة حيازة اسلحة دمار شامل فإنها في وقت ما ستستخدمها وسيترتب على ذلك عواقب مروعة". وقال: "هذا ليس مجرد قلق اميركي... انه امر يشغلنا ايضا. ولا بد من ان يكون الشغل الشاغل لكل المجتمع الدولي المتمدن". وأضاف: "من المهم الا يواجه الاميركيون هذه المشاكل وحدهم، ومن المهم ان نكون معهم وهم يواجهون هذه المشاكل". وذكر بلير ان سياسة الاحتواء التي اتبعت مع العراق منذ حرب الخليج نجحت حتى مرحلة معينة، وحذر من انه ما لم يتخذ اجراء ضده فانه سيمضي قدماً في تصنيع اسلحة دمار شامل. وقال: "في مرحلة ما، لا يمكن ان اقول الشهر المقبل او حتى العام المقبل، لكن في مرحلة ما سيتفجر الخطر"، موضحاً ان "الفكرة التي تسود العالم اليوم، فكرة انه يمكن احتواء صراع في منطقة واحدة كهذه من دون حدوث تأثير في مكان آخر، غير واقعية تماما. التأثير الاقتصادي سيكون هائلا، وكذلك التأثير السياسي". وقال بلير، الذي يبذل جهدا كبيرا لاقناع كثيرين في الداخل والخارج بالحاجة الى عمل عسكري ضد العراق، ان كثيرين بينهم اعضاء في حزب العمال الذي يتزعمه يعارضون دوما القيام بأي عمل عسكري من اي نوع، لكنه واثق من ان اولئك الذين طرحوا "اسئلة منطقية" يمكن ان يقتنعوا. وكان بلير اعلن أول من أمس في واشنطن ان الولاياتالمتحدة وبريطانيا ستسعيان للحصول على اوسع دعم دولي ممكن لمواجهة الخطر الذي تشكله اسلحة الدمار الشامل العراقية. وقال بلير في مؤتمر صحافي في قاعدة اندروز الجوية ميريلند - شرق قبل عودته الى لندن: "لدينا التحليل نفسه والعزم نفسه لمواجهة مشكلة اسلحة الدمار الشامل والرغبة نفسها في الحصول على اوسع دعم دولي ممكن". وأضاف: "لا يوجد اي شك في ان النظام العراقي جمع ترسانة من اسلحة الدمار الشامل منذ فترة طويلة" وان الرئيس العراقي سعى للحصول على السلاح النووي. وقال رئيس الوزراء البريطاني: "ان الخطر حقيقي وليس فقط للمنطقة ولكن للمجتمع الدولي كله"، مؤكدا: "ان لندن ستقدم الادلة على ذلك علناً بعد بضعة اسابيع". واضاف: "وهذا سيظهر ان الخطر ايا كانت الطريقة لمواجهته، خطر حقيقي". وقال "يجب ان يكون الناس على يقين من اننا سنعالج هذا الوضع بتعقل واتزان". وكان الرئيس الأميركي أعلن أول من أمس ان الرئيس العراقي يشكل تهديدا للعالم وان عدم التحرك حياله سيكون موقفا "غير مسؤول"، مضيفاً: "ان اعتماد سياسة عدم التحرك ليست سياسة يمكن ان نوافق عليها اذا اردنا ان نكون مسؤولين". وقال ان مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية أعلنوا منذ اربع سنوات ان العراق "بحاجة الى ستة شهور لتطوير اسلحة نووية ... اتريدون أدلة اخرى بعد؟". واضاف "يجب علينا ان نحل هذه المشكلة للمحافظة على الاجيال القادمة ... انها مشكلة يجب على المجتمع الدولي بأسره ان يحلها". ووصف البيت الابيض اللقاء بين بوش وبلير امس بأنه كان "ممتازا". التحرك من طرف واحد وكان وزير الخارجية الاميركي كولن باول أعلن أمس ان الرئيس الاميركي يحتفظ بخيار التحرك من طرف واحد ضد العراق، وان كان يسعى للحصول على دعم الاسرة الدولية لاطاحة نظام صدام حسين. وقال باول خلال مقابلة اجرتها معه شبكة "فوكس نيوز" التلفزيونية انه مهما كانت ردة الفعل على الكلمة التي سيلقيها بوش هذا الاسبوع امام الاممالمتحدة، فإن "الرئيس سيحتفظ بكامل سلطته وخياراته للتحرك بالطريقة المناسبة ومن طرف واحد من اجل الدفاع عنا". وكان باول اعلن في حديث لهيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي" ان العراق لا يزال ينوي الحصول على السلاح النووي ولكن قد يكون بحاجة الى تسع سنوات قبل ان يتمكن من انتاجه. وقال: "في ما يتعلق بالسلاح النووي، نعرف ان العراق كان اثناء حرب الخليج 1991 ابعد مما كنا نتصور. وهكذا يمكن ان نتناقش لمعرفة ما اذا كان بحاجة الى سنة او خمس سنوات او تسع سنوات قبل ان يكون قادرا على انتاج اسلحة ذرية". واضاف: "النقطة المهمة هي انهم العراقيون ما زالوا يسعون للحصول على التكنولوجيا، ما يعني بالطبع انهم يريدون الحصول على السلاح النووي". واكد باول ان "الرئيس الاميركي لم يقرر بعد القيام بعمل عسكري" ضد العراق، واكد ان بوش سيجري مشاورات مكثفة قبل ان يتخذ مثل هذا القرار. واعتبر باول الذي اعلن مجددا "اهمية عودة" مفتشي الاسلحة الدوليين الى بغداد "لمعرفة ما فعل العراقيون منذ مغادرتهم عام 1998" ان العراق "اضعف بكثير حاليا" عسكريا، مما كان عليه اثناء حرب الخليج" وقال "حسب تقديري ان قدرة الجيش العراقي تساوي ثلث او ما يزيد بقليل على ما كانت عليه منذ 12 عاما". وكشف مسؤولون اميركيون أمس، رفضوا الكشف عن اسمائهم، ان العراق حاول، منذ منتصف العام الماضي، الحصول على تجهيزات من الخارج تسمح له بانتاج اليورانيوم المخصب لصناعة اسلحة نووية. ورفض هؤلاء المسؤولون تحديد الدول التي حاول العراق شراء الاف القطع منها او كيف حاولت بغداد نقلها. واوضحوا ان بين هذه التجهيزات خصوصا انابيب من الالومنيوم يمكن استخدامها بهدف انتاج اليورانيوم المخصب المخصص لرؤوس نووية. ولفت مسؤول في اجهزة الاستخبارات الى ان "العراق حاول في الاشهر الاخيرة الحصول على هذه الانابيب من اجل برنامج تخصيب اليورانيوم وقد تم ايقاف بعض الشحنات"، من دون اي توضيح. وبما ان هذا النوع من انابيب الالومنيوم لا يصلح لأي استخدام صناعي آخر، فإن الخبراء يعتبرون ان محاولات بغداد لامتلاكه تدل على ان الرئيس العراقي صدام حسين يسعى الى امتلاك قدرة نووية. ورفضت وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية سي آي ايه التعليق على هذه المعلومات التي نقلتها ايضا صحيفة "نيويورك تايمز". لكن المسؤول في الادارة اعلن ان "معلومات جديدة ستنشر" وان "معلومات اقدم منها سينظر اليها من زاوية جديدة" في الايام المقبلة. القذافي يستقبل موفداً من صدام وذكرت وكالة الانباء الليبية ان الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي استقبل أمس موفداً من قبل الرئيس العراقي صدام حسين أطلعه على الموقف العراقي في مواجهة التهديدات الاميركية. وأفادت الوكالة ان العقيد القذافي "استقبل المبعوث الشخصي للرئيس العراقي علي حسين المجيد عضو مجلس قيادة الثورة في العراق". واضافت ان الموفد العراقي "نقل رسالة شفوية" من الرئيس العراقي الى الزعيم الليبي "تتعلق بما يتعرض له العراق من تهديدات اميركية وبريطانية".